بالأمس القريب سادت موجة غضب  على خلفية انتشار صورًا ومقاطع فيديو لإعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على رهبان فى مدينة القدس المحتلة.

 وأصدرت حينها الكنيسة الأرثوكسية بيانًا فى 24 أكتوبر، أعلنت فيه أن  تلك الواقعة أسفرت عن إصابة 3 رهبان واحتجاز 5 آخرين لأكثر من 8 ساعات، بينهم من تعرض للسحل. 

ليفاجئ الأقباط مساء أمس الجمعة، بتقديم الجانب الإسرائيلى واجب العزاء، على ضحايا دير الأنبا صموئيل الذين سقطوا قتلى بعد الإعتداء الإرهابى عليهم من جانب مجموعة مسلحة.

نص برقية العزاء 

"إننا نعرب عن تعاطفنا مع مصر وشعبها حيال الهجوم الإرهابي البشع الذي حصد أرواح مصريين أبرياء، إن جميع دول العالم مُلزمة بالعمل سويًة لقطع دابر الإرهاب المقيت واجتثاث الكراهية"؛  هذا نص برقية تعزية نشرتها إسرائيل عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى توتير والتى تحمل اسم (إسرائيل بالعربية). 

رسالة العزاء التى بعثتها اسرائيل، لم تمح من ذاكرة عددًا من الأقباط مشهد إجبار راهب على الانبطاح أرضًا والاعتداء عليه هو ومجموعة آخرين، بعد منعهم من دخول دير السلطان بالقدس. 

وسرعان مع جاء رد القمص انجليوس جرجس، كاهن كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة عبر صفحته الرسمية على (تويتر): "إسرائيل التى اعتدت على دير السلطان القبطى، وسحلت الرهبان فى مشهد مهين تعلن تعاطفها معنا".

وتابع: "ونحن رغم احزاننا والجرح الذى ينزف فى قلوبنا، نقول لكل شامت وغادر على بلادنا، سنظل نحب بلادنا ونحب اخوتنا المسلمين، ورغم الدموع والألم تحيا مصر والمجد للشهداء".

وفى مقال نشر اليوم للقمص انجليوس جرجس بجريدة الأهرام، تحت عنوان دير السلطان وتهويد القدس،

ذكر فيه تاريخ ذاك الدير الذى اعتدى الاحتلال الاسرائيلى على الرهان أمامه فى القدس، وذكر أن محاولات التهويد الجديدة وجدت الحكومة الإسرائيلية تحريك الوضع استعداداً لاغتصاب الأماكن المقدسة التي تمتلكها الكنيسة القبطية.

وتابع: لكنهم لم يضعوا في الحسبان أن لكنيستنا رجالاً لا يخافون ولا يهابون الموت وهم رجال الكنيسة نيافة الأنبا أنطونيوس ورهبان الدير الذين وقفوا أمام أبواب الدير مستهينين بقوة الاحتلال ورجاله وقالوا لهم: "مستعدون للموت ولا نفرط في شبر من أراضينا المقدسة".

واختتم مقاله قائلًا: وظن رجال الاحتلال أنهم يمكنهم إرهابهم فاعتدوا بالضرب والسحل، وقبضوا على أحد الأباء الرهبان بعد إهانته وسحله أمام كل العالم. وهنا تدخلت السلطات المصرية رافضة المساس بأبنائها، وحسب أحد الصحف الإسرائيلية أنه تمت محادثات شديدة اللهجة أسفرت عن الإفراج عن الراهب المحبوس والتفاوض لإيجاد حل لقضية دير السلطان.

وعلق آخر؛ على تعازى إسرائيل  يدعى (ماجد) قائلًا: " والظلم بتاعكم فى حكاية دير السلطان تبقى ايه؟ّ!".

الجدير بالذكر أن صباح أمس الجمعة؛ شهدت مدينة مغاغة التابعة لمحافظة المنيا، أحداثًا مأسوية بعد تعرض عائلة من الأقباط، لاعتداء مسلح أثناء استقلالهم لحافلة خلال رحلة  العودة من دير  الأنبا صموئيل.

ما أسفر عن سقوط نحو 9 قتلى وإصابة 13 آخرين، فى هجوم  مسلح أعلنت "داعش مسئوليتها عنه".

يعد هذا الهجوم هو الثاني من نوعه خلال عام ونصف العام قرب الدير ذاته، ففي مايو 2017، قتل 29 وأصيب أكثر من 20 شخصًا، في هجوم مسلح استهدف حافلتين كانتا تقلان مسيحيين بمحافظة المنيا إلى الدير نفسه.