بعد الهجوم على حافلة كانت تقل أقباطا عائدين من دير الأنبا صموئيل في المنيا، تتابعت البيانات الرسمية والحزبية التي تدين الحادث، إذ أدان الأزهر، بشدة الهجوم الإرهابي الذي وصفه بـ"الخسيس".
وأكد الأزهر في بيانه، مساء الجمعة، أن مرتكبي هذا العمل الإرهابي مجرمون تجردوا من أدنى معاني الإنسانية، وهم بعيدون كل البعد عن تعاليم الأديان التي تدعو إلى التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والإرهاب، وتجرم قتل الأبرياء والآمنين.
وشدد على أن استهداف الإرهاب للمصريين لن يزيدهم إلا إصرارًا وعزيمة على المضي قدمًا صفًا واحدًا في الحرب على الإرهاب.
فيما نعى مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مديولى، شهداء حادث المنيا الإرهابي، الذي وقع اليوم، مؤكدا أن هذا الحادث لن يزيد المصريين إلا إصرارا على مواجهة الإرهاب الأسود، واستكمال بناء دولتهم، بحسب بيان مجلس الوزراء .
وتابع الدكتور مصطفى مدبولى مع الوزراء المعنيين تداعيات الحادث خلال زيارته التى يجريها للصين حاليا، حيث أجرى اتصالا مع وزراء الداخلية والصحة والتضامن الاجتماعي، لتقديم الرعاية الكاملة والدعم المعنوي للمصابين ولأسر الشهداء، وكذا العمل على سرعة ضبط الجناة، وتقديمهم للعدالة.
فيما وجه النائب العام المستشار نبيل صادق، بانتقال فريقين من النيابة العامة ونيابة أمن الدولة إلى موقع الحادث قرب دير الأنبا صموئيل.
ونعى رئيسُ الطائفةِ الإنجيليَّةِ بمصر، في بيان، بالإنابةِ عن رؤساءِ المذاهبِ الإنجيلية وأعضاءِ المجلسِ الإنجيليالعام، الشهداء ، قائلا:"نصلي لكي يمنح الرب تعزية لأسر الشهداء والمصابين ونقدم تعازينا للشعب المصري كله، وأن يعم السلام والأمان ربوع الوطن كافة".
كما تقدم رئيس الطائفة الإنجيلية واجب العزاء للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مصليًا أن يمنح الرب البلاد والكنيسة السلام.
في السياق ذاته، طالب المتحدث باسم مجلس النواب، صلاح حسب الله، الجهات الأمنية بسرعة القبض على الجناه الذين ارتكبوا الحادث الإرهابى الذى استهدف حافلة الأقباط بالمنيا.
وقال حسب الله في بيان له: هؤلاء الإرهابيين من خوارج هذا العصر، الذين يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الأجهزة الأمنية فى مكافحة الإرهاب والإرهابيين لن يتمكنوا ابدا من هزيمة مصر أو كسر إرادتها".
فيما استنكر سامح عاشور نقيب المحامين الحادث، معربا عن تعازيه لأسر الشهداء وأمنياته بالشفاء للمصابين، مؤكدا على تضامنه معهم، مطالبا بسرعة القصاص العادل من مرتكبي الحادث، في إطار خطة الدولة لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه بشكل كامل، واصفا الحادث بالخسيس.
وأوضح عاشور في بيان له أن الهجوم استهدف مدنيين في توقيت كل العالم ينظر فيه إلى مصر بالتزامن مع فاعليات منتدى شباب العالم الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، كما تقترب احتفالات المسلمين والمسحيين بالمولد النبي الشريف، وميلاد السيد المسيح، قائلا: "الحادث خسيس ودنيء".
على نفس المنوال، أدان الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، حادث الإرهابي، مشيرا إلى أنه يعبر عن اليأس والإحباط الذي يعانيه الإرهابيون في هذه الفترة خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي يحققها الأمن في ربوع مصر المختلفة.
وأكد سلامة في بيان له أن: "هذا الحادث يعتبر من الأحداث الفردية لأذرع هذه الذئاب الإرهابية، وأن مصر ستستطيع قطع هذه الأذرع أيًا كان مصدرها وأينما كانت أماكن تواجدها"، واصفًا إياها بأنها أفعال يائسة لا تعبر إلا عن فئة ضالة.
فيما نعى نعى وزير التربية والتعليم طارق شوقي شهداء حادث المنيا، معربا عن مدى استيائه وحزنه على ابناء مصر الذين راحوا ضحايا هذا الحادث الأليم.
وقال وزير التربية والتعليم، في بيان له أن هذا الحادث غدر جاء في وقت تشهد فيه مصر إحدى أهم الأحداث الكبرى التى تضم جنسيات مختلفة من جميع انحاء العالم؛ حيث تسعى الأيادي الخفية للنيل من نسيج الوطن المتماسك وزعزعة استقرارة.
وعلى الصعيد الدولي، أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، الحادث، متوجها بخالص العزاء لجمهورية مصر العربية، رئيسًا وحكومة وشعبًا، ولأهالي الضحايا، سائلاً الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، ومتمنياً سرعة الشفاء للمصابين.
وقال السفير محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام في بيان للجامعة العربية إن أبو الغيط أكد مساندته الكاملة للجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات المصرية الرامية لمواجهة خطر الإرهاب واجتثاثه من جذوره.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن هذه الأعمال الإجرامية تستدعي مجدداً التأكيد على ضرورة استمرار التنسيق بين مختلف الدول العربية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة على مختلف الأصعدة لمواجهة عمل التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة والذي يمثل واحداً من أهم التحديات المتصاعدة التي تواجهها المنطقة.
وكذلك، أدان الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي بشدة الحادث الإرهابي، معلنا دعم البرلمان العربي وتضامنه الكامل مع جمهورية مصر العربية رئيساً وحكومةً وبرلماناً وشعباً في حربها ضد قوى الإرهاب والتطرف البغيض، وفي كل ما تقوم به من خطط وإجراءات للتصدي للجماعات الإرهابية المتطرفة التي تستهدف قوات الأمن والأبرياء من أبناء الشعب المصري.
فيما قالت المتحدثة باسم الاتحاد الاوربي إن هجوم اليوم على حافلة للحجاج المسيحيين الأقباط في المنيا في مصر قد تسبب مرة أخرى في مقتل عدد من المدنيين والإصابات، إنه تذكير شديد بالتحديات الأمنية التي تواجهها مصر.
وقالت في بيان إن "أفكارنا مع الضحايا وعائلاتهم. يعرب الاتحاد الأوروبي عن تعازيه لمن فقدوا أحبائهم، ويقف جنبا إلى جنب مع مصر في جهودها لدحر الإرهاب في البلاد".
بينما أكد سفير فرنسا في القاهرة ستيفان روماتيه وقوف بلاده إلى جانب الشعب المصري ضد الارهاب، وذلك في تعقيب على الهجوم الذي استهدف حافلة أقباط في المنيا .
في نفس السياق، قال النائب أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، إن حادث المنيا الإرهابي لن ينال من عزيمة المصريين، مشيرا إلى أن الحادث غير إنساني، موضحا أنه محولة أخيرة من الجماعات الإرهابية لضرب سمعة مصر العالمية وإحداث فتنة؟، لكنهم لن ينجحوا.
وأكد رشاد في تصريحات صحفية أن هذه الاعتداءات ما هى إلا محاولات أخيرة للجماعات التي قضت الدولة عليها تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الفترة الماضية، للعودة للمشهد لكن جهود القوات المسلحة والشرطة قادرة على إبادتها.
وكانت حافلة كانت تستقلها إحدى العائلات من قرية الكوامل بحري بسوهاج تعرض لاعتداء بإطلاق نيران عليه بالقرب من منطقة دير الأنبا صموئيل ، ما أسفر عن 7 شهداء و نحو 20 مصابا بحسب بيان الكنيسة.
وأسماء الشهداء هم: فادي باسم شكرى، صفاء فؤاد جمال، نانسي رزق، دميانة كمال يوسف، يوسف رضا يوسف، و يوستينا نادي يوسف.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيه أقباط المنيا لهجوم مماثل، ففي مايو 2017 استشهد 29 شخصا إثر هجوم مسلح على حافلة تقل أقباطا وتنباه تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش.
