رئيس التحرير: عادل صبري 04:07 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد 7 سنوات.. مشاركون في ثورة يناير: «كان عندنا أمل وراح»

بعد 7 سنوات.. مشاركون في ثورة يناير: «كان عندنا أمل وراح»

أخبار مصر

أرشيفية

بعد 7 سنوات.. مشاركون في ثورة يناير: «كان عندنا أمل وراح»

سارة نور 27 يناير 2018 13:18

في أحد الشوارع القريبة من ميدان التحرير، استجمع أحلامه التي لاحت أمامه دفعة واحدة، صرخ للمرة الأولى: "عيش -حرية- عدالة اجتماعية"، بينما يحاوطه جنود الأمن المركزي من كل جانب، لم يكن لديه خيارات آخرى ..أقسم آلا يعود.

 

ثمانية عشر يوما، تأرجح فيهم ياسر بين الأمل واليأس مع كل معلومة تناقلها المتظاهرون مهما بدت غير مؤثرة، حبس أنفاسه مع خطاب حسنى مبارك الثاني وتنفس الصعداء بعد خطاب التنحي، غمرته الفرحة وشعر أن نقطة النور أصبحت هالة أمام عينيه.

 

يقول ياسر (36 سنة ) أب لطفلين بمزيج من الحنين والحسرة لـ"مصر العربية”: "كنت على استعداد أن "أواصل الليل بالنهار مجانا من أجل تعمير البلاد والنهوض بحالتها الاقتصادية.

 

بعد مرور7 سنوات على ثورة 25 يناير يرى ياسر الذي يعمل موظفا في إحدى شركات القطاع الخاص أن أحلامه ذهبت أدراج الرياح:"كنت أريد أن أبدأ مشروعى الخاص واشتري سيارة لكن الآن الحصول على رغيف خبز بجودة مرتفعة أصبح صعبا، أريد أن أهاجر".

 

الرؤية أصبحت ضبابية الآن، ولست مستعدا للمشاركة في أية فاعلية تخص البلاد ..يقول ياسر الذي يبرر الحالة التي وصل إليها بأنه يرى أن الشعب أصبح خارج المعادلة السياسية أو الاقتصادية.

 

ياسر يشعر بالحيرة حول ما يتوجب عليه فعله حيال مستقبل أبنائه وحقهم في تعليم جيد قائلا:"كان نفسي أعلم ولادي كويس بس مش عارف أعمل أيه دلوقتي التعليم الكويس مفيش موظف يقدر عليه حتى لو كان مرتبه كبير".

 

يسير معتز يآسا بين الطرقات، لا يرى مستقبلا له بعد التخرج في الجامعة، معدلات البطالة ترتفع سريعا بينما مقعده محجوزاعلى أقرب مقهى بجوار منزله، تعلق بأول هتاف للثورة كالغريق في عرض البحر.

 

"كان أول سبب لنزول ميدان تحرير أني كنت كطالب في الكلية كنت شايف إني مليش مستقبل بعد التخرج وأن الحياة كانت سودة"..يقول معتز أحمد (27 عاما) عن أسباب مشاركته في ثورة 25 يناير.

 

يضيف معتز الذي تخرج في كلية التجارة بعد سنوات قليلة من الثورة،أنه كان يجب أن يقول لا للنظام و الرئيس الذي أوصل جيلا بأكمله إلى طريق اليأس ، على حد قوله.

 

في ميدان التحرير، ارتفع وعي معتز إذ خرج من ضيق أحلامه في عمل لائق بعد التخرج إلى إدراك أزمات مصر وحل أزمات الفئات المهمشة مثل العمال والفلاحين و الصعيد وسيناء.

 

أحلام معتز التي ارتفعت أثناء اعتصامه في ميدان التحرير إلى عنان السماء، هوت إلى الأرض، يستطرد معتز محبطا:"دلوقتي أحلامي للأسف طبقا للوضع الراهن فبقت في "الارض أو تحت الأرض.

 

يرى الشاب العشريني الذي يعمل في مجال حقوق الأطفال،أن الأوضاع أصبحت أسوأ ،من عهد الرئيس الأسبق مبارك خاصة الأوضاع الاقتصادية إذ يقول إن انخفاض سعر العملة وزيادة الأسعار بشكل غير متناسب مع الأجور وإغلاق المجال العام سبب له إحباطا.
 

"كانت فيه ناس بتصرخ بأعلى صوت يسقط حسني مبارك..دلوقتي بتقول فينك أيامك يا مبارك "..يوضح معتز حجم التحولات التي مر بها الشعب المصري خاصة الشباب خلال السنوات السبع الآخيرة.

 

سكنت الثورة الوليدة في ميدان التحرير قلب أحمد، آمن بها ووثقها بكاميرته، كتب أخبارها في أحد المواقع الإخبارية الناشئة من قلب الميدان، رغم أنه لم يكن تخرج في الجامعة، لكن آماله كانت أكبر بكثير من سنوات عمره الـ18.

 

"كنت بحلم اشتغل في المجال اللي حبيته وبنيت مستقبلي كله عليه، وقتها مكنش فيه أي معوقات قدام حلمي"..يقول أحمد الذي كان يحلم بأن يحترف هوايته ويصبح صحافيا مرموقا.

 

مارس أحمد عمله كصحافيا في أحدى المؤسسات التي خرجت من رحم الثورة حتى بعد أحداث 30 يونيو2013 بأشهر قليلة، غير أن التضييق على المجال العام والمؤسسات الإعلامية، أرغمه على ترك المهنة التي يحبها ولم يتوقع يوما أن يهجرها.
 

يستطرد أحمد في شجن مستدعيا ذكريات الثورة:" أنا حاليا متخرج أهو وقاعد في البيت مع شوية كورسات باخدهم يمكن يكونوا سبب أني الاقي حاجة أفضل".
 

رغم أن الآمال بتحسن الاقتصاد عقب ثورة 25 ينايرعانقت السماء، إلا أن الأوضاع اتخذت منحنى درامي خاصة السنوات الأربعة الماضية، إذ ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق خاصة بعد تحرير سعر صرف الجنيه في 3 نوفمبر 2016 مع ثبات الرواتب نسبيا.

 

كما ارتفعت معدلات التضخم لأول مرة منذ 30 عاما إلى 30.7% في2017 ،مقارنة بـ10.2% في 2010، غير انه تراجع في أغسطس الماضي إلى 22.3% لكن معدلات الفقر ارتفعت إلى نحو 27.8% في 2015،بينما تشير تقارير غير رسمية إلى ارتفاع هذه المعدلات إلى 40%.
 

وتوسعت الحكومات المتعاقبة بعد الثورة خاصة في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يطرح نفسه مرشحا للرئاسة لولاية ثانية في سياسة الاقتراض،أبرزها قرض صندوق النقد الدولي الذي يبلغ قيمته 12 مليار دولار، ووصلت قيمة الدين الخارجي إلى 100 مليار دولار، بحسب وكالة فيتش للتصنيف الائتماني.

 

واشترط صندوق النقد الدولي، رفع الدعم عن السلع و الخدمات خاصة الطاقة وتخفيض فاتورة الأجور الحكومية، وتحرير سعر صرف الجنيه، هو ما وافقت عليه الحكومة المصرية التي رفعت الدعم جزئيا عن أسعار البنزين و السولار والكهرباء، وأقرت قانون الخدمة المدنية الذي قد يؤدي إلى إحالة عدد كبير من الموظفين للمعاش المبكر.

 

وفي أواخر ديسمبر المنصرم 2017 ، كتبت السلطات السويسرية فصل النهاية في مساعي استرداد أموال مبارك ونظامه المهربة بعد ثورة 25 يناير، حيث ألغت تجميد أموالهم، بعد رحلة استمرت 7 سنوت كاملة.
 

أما على الصعيد المجال العام، تصاعدت حدة الصراع السياسي خاصة بعد أحداث 30 يونيو2013،إذ احتجزت السلطات خلال السنوات الأربعة الماضية ما يقارب من 40 ألف محبوس على خلفية قضايا سياسية.

 

وتوسعت السلطة في تنفيذ أحكام الإعدام والاختفاء القسري، بحسب منظمات حقوقية غير رسمية، وأصدرت قانون الجمعيات الأهلية الذي يقيد حرية منظمات المجتمع المدني.

 

وازدادت الأوضاع سوءا على صعيد حرية النشر، إذ حجبت السلطة عدد من المواقع الإخبارية بقرارات لا أحد يعلم مصدرها ، حتى وصل عدد المواقع المحجوبة إلى نحو 400 موقع من أبرزهم (مصر العربية ومدى مصر والبداية).
 

وتتزامن الذكرى السابعة انطلاق الانتخابات الرئاسية المزمع التصويت عليها في مارس المقبل، غير أن المرشح الآخير أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي المحامي الحقوقي خالد علي، انسحب من السباق الانتخابي بعد احتجاز الفريق سامي عنان الذي أعلن ترشحه للرئاسة في وقت سابق من الشهر الجاري و انسحاب الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق من الماراثون تحت ضغوط.

 

ثورة 25 يناير
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان