أكدت مصادر داخل حزب الوفد، أن رئيس حزب الوفد، «السيد البدوي»، قد حسم قرارا نهائيا بالترشح على رئاسة الجمهورية، وأنه سيجري غدًا الكشف الطبي تمهيدًا لاستكمال إجراءات الترشح لرئاسة الجمهورية.
كما كشفت تلك المصادر أن كلا من القياديين في الحزب «ياسر الهضيبي» و«ياسر قورة» طلبا اجتماعا عاجلا للهيئة العليا للحزب غدا الجمعة، وذلك استباقا لتحركات الوفديين الغاضبين من ترشح رئيس الحزب «البدوي» ليلعب دور الكومبارس أو المحلل (وفق وصفهم) إكمالا لصورة الانتخابات ليس إلا.
وأضافت المصادر، في تصريحات خاصة لـ«مصر العربية» أن الهيئة الوطنية للانتخابات قد أعلنت عدم مد فترة الكشف الطبي لأي مرشح رئاسي، والتي من المقرر أن تغلق غدًا الجمعة الموافق 26 يناير الجاري.
وقالت تلك المصادر أن حزب الوفد قد عقد اجتماعًا طارئا دام لقرابة الـ4 ساعات، بمنزل «البدوي» بمدينة السادس من أكتوبر، وبحضور أعضاء الهيئة العليا للحزب، والهيئة البرلمانية، وذلك لبحث أسماء المرشحين في السباق الرئاسي من دخل حزب الوفد.
وتأتي خطوات «البدوي» مخالفة لقرار سابق للهيئة العليا للحزب، أعلن خلاله أنه لن يدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، وأنه يدعم ترشح «السيسي» لفترة رئاسية ثانية.
وبعد استبعاد رئيس أركان الجيش السابق الفريق «سامي عنان» من الانتخابات وانسحاب «خالد علي»، سارعت أطراف مقربة من السيسي في مساع للدفع بمرشح أمام الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، ليس لمنافسته كما هو الغرض في أي انتخابات ديمقراطية في العالم، أو للحصول على المنصب كما هو المنطقي لأي مرشح.. ولكن فقط لإكمال الشكل الانتخابي بدلا من المضي قدما في طريق استفتاء بارد مكتمل الأركان.
استدعاء عبر «فيسبوك»
المساعي الحثيثة هذه المرة من مؤيدي الرئيس، أو على وجه الدقة من أول مؤيديه إعلانا عن دعمه في الرئاسيات المقبلة، إذ دعا الصحفي والنائب البرلماني «مصطفى بكري» المعروف بقربه من الأجهزة السيادية في مصر، في سلسلة تغريدات على «فيسبوك» الأحزاب، وخاصة حزب الوفد، إلى الدفع بمرشحين في انتخابات الرئاسة.
وقال «بكري»: «من حقي أن أسال، أين حزب الوفد من الانتخابات الرئاسية، وهل عجز الحزب أن يقدم مرشحا للانتخابات، لقد فعلها قبل ذلك، والآن يقف صامتا، فقط يتابع الأحداث وكأنه على الحياد».
وفي رد غاضب على تصريحات «بكري»، أعلن عدد من الوفديين رفضهم القاطع لتلك الخطوة، معتبرين أن الأمر سيكون مخزيا وعارا على الحزب أن يلعب دور المحلل لتجميل الصورة في الانتخابات المقبلة أمام «السيسي»، مذكرين بالوصمة التي ماتزال تلاحق السياسي «حمدين صباحي» منذ انتخابات 2014 التي خاضها أمام «السيسي» بنفس الشكل.
القيادي الوفدي «طارق تهامي» عضو اللجنة العليا لحزب خرج متحدثا عن أن الوفد اتخذ قرارا منذ أسبوعين عبر هيئته العليا صاحبة الشأن في هذا الأمر بعدم التقدم بمرشح للانتخابات الرئاسية، محذرا من أن أي مخالفة لهذا القرار من خلال أن يتقدم أحد من الوفديين للترشح دون موافقة الهيئة العليا سيتعرض لعقوبة مخالفة الالتزام الحزبى أيا كان موقع المخالف.
وعبر «تهامي» عن غضبه العارم من تغريدات «مصطفى بكري» التي صدرت وكأنها توجيهات للحزب، مشددا على أن «الوفد لا يتم استدعاؤه عبر بوستات على «فيسبوك»، وتابع: «مصطفى بكري» ليس متحدثًا باسم الوفد.
وأفادت مصادر داخل حزب الوفد لـ«مصر العربية» أن الوفديين الرافضين للضغوط الممارسة على حزبهم للدفع بمرشح صوري يعدون للاحتشاد داخل الحزب يوم السبت المقبل، للتأكيد على قرار الهيئة العليا للحزب بعدم الترشح.
نفي.. وتأكيدات
لكن «ياسر الهضيبي»، القيادي بالحزب الذي يعاني من صراع داخلي محتدم، (محسوب على جبهة رئيسه «السيد البدوي»)، والقيادي السابق في الحزب الوطني المنحل، خرج فى تصريحات صحفية ليؤكد أن الوفد يفكر جديا فى الدفع بمرشح رئاسي لمنافسة «السيسي».
«الهضيبي» أعلن أيضا عن عدة أسماء مطروحة للنقاش، منها رئيس الحزب «السيد البدوي»، عضو الهيئة العليا للوفد «هاني سري الدين»، ووكيل البرلمان «سليمان وهدان».
لكن «سري الدين» نفى كل ما يتردد حول ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة عن حزب الوفد، قائلًا إن ما يتردد في هذا الصدد عارٍ تمامًا عن الصحة، مضيفا عبر «تويتر»، أن «ما يتم تداوله حاليًا على المواقع الإخبارية وبعض الحسابات في السوشيال ميديا فيما يخص ترشحي للانتخابات الرئاسية ممثلًا عن حزب الوفد عارٍ تمامًا عن الصحة».
تصريحات «الهضيبي» حول دفع الوفد بمرشح أكدها أيضا رئيس مكتبة الأسكندرية، وعضو الحزب، «مصطفى الفقي»، كاشفا عن أن ضغوطا تتم على الوفد للترشح للرئاسة من أجل «المصلحة الوطنية».
وكشفت مصادر داخل الحزب لـ«مصر العربية»، أن الفكرة طرحت بقوة بين لقيادات الحزب، عقب القبض على رئيس أركان الجيش الأسبق «سامي عنان» واستبعاده من السباق، وانسحاب الحقوقي «خالد علي»، وهو ما دفع الحزب لبحث أمر الدفع بمرشح رئاسي تلبية لمناشدة «السيسي» بالمشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية، وذلك حتى تكون «صورة العملية ديمقراطية، والعمل على المشاركة في الواجب الانتخابي».
وكشفت تلك المصادر أن أن القيادي بالحزب المستشار «بهاء أبو شقة»، والد «محمد أبو شقة» المتحدث باسم حملة «السيسي» الانتخابية، بين أبرز من يسعى داخل الحزب لإيجاد مرشح للدفع به في الانتخابات المقبلة، بل ويشارك في مناقشة الأسماء واختيارها أيضا، وفقا للمصدر.
كما لفتت المصادر إلى أنه لا تزال الفرصة سانحة للدفع بمرشح ليس من بوابة التوكيلات الشعبية التي لن يسمح الوقت بجمعها، ولكن من بين نواب البرلمان، حيث إنه لا يزال هناك ما يزيد على 40 نائبا لم يوقعوا توكيلات تأييد لـ«السيسي»، مؤكدا أن عددا من هؤلاء النواب لن يتوانوا عن «إنقاذ صورة مصر» والمشاركة في الدفع بمرشح أمام «السيسي» لإكمال الصورة الانتخابية.
مصالح «البدوي» وقضاياه
لكن الدفع بمرشح من بوابة الوفد لن يكون أمرا سهلًا، خاصة في ظل معارضة البعض قيام الحزب بدور «الكومبارس» لـ«السيسي»، حيث أكدت مصادر وفدية لـ«مصر العربية» أن الحزب سبق أن اتخذ قرارًا بعدم الدفع بمرشح رئاسي وتأييد «السيسي» في الانتخابات، ومن ثمّ سيكون «من المحرج أن يستخدم الوفد كـ«كومبارس» للرئيس السيسي، معتبرة أن لعب هذا الدور «أمر مخزٍ» وسيزيد انقسامات الوفد الداخلية أكثر مما هي موجودة.
ورأت المصادر أن «البدوي» يحاول تغيير رأي الحزب تجاه الدفع به في الانتخابات من أجل مصالحه الشخصية، وذلك بسبب الضغوط التي يمارسها النظام عليه، وليس من أجل تحليه بالمسؤولية الوطنية مثلما يتردد، الآن.
وتجدر الإشارة إلى «البدوي» يواجه عددا من البلاغات المقدمة ضده، والتي أدت لإصدار قرار بمنعه من السفر، وهو ما ألمحت إليه مصادر وفدية لـ«مصر العربية» من أن هذه البلاغات هي البوابة السرية للضغوط على «البدوي» وذلك بعد ما ظهرت تحركات على أرض تمثلت في دعوة مقربين منه للاجتماع بشركة سيجما، والتفكير فى الضغوطات التى تتم عليه، وأن يتم دعوة مؤسسات الوفد لاتخاذ قرار نهائي قبل يوم السبت المقبل.