حالة من الجدل فجرها توقف موقع المصري اليوم الإلكتروني على شبكة الانترنت منذ ليلة أمس بشكل مفاجئ، قبل أن توضح المؤسسة في بيان أنها تعرضت لمحاولة اختراق، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل، فيما تكشف "مصر العربية كواليس تلك المحاولة والأسرار خلفها".
وقالت صحيفة المصري اليوم، اليوم الثلاثاء، إنها وثقت وقائع محاولات اختراق موقعها الإلكتروني ، مساء أمس الإثنين، أسفرت عن نشر مواد مفبركة ومكذوبة على الصفحة الرئيسية للموقع وبعض أقسامه الداخلية ، على حد تعبير الصحيفة.
وأضافت" المصري اليوم" في بيان لها أنها حذفت الأخبار المفبركة التي جاءت نتيجة ذلك الاختراق، وكذلك حذفت بعض الأخبار الصحيحة من جميع شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، لأنه عند تصفح تلك الأخبار يظهر المحتوى المفبرك المنسوب، والذي لم تنشر من الأساس سواء في النسخة الورقية أو الموقع الإلكتروني.
وأوضحت أنه رغم حذف المقال المفبرك، استمرت محاولات الاختراق لإدخال محتوى آخر مزيفا، إلا أنه تم التعامل مع الأمر وحذف ذلك المحتوى، وتكرر الأمر عدة مرات من خلال القائم بعملية الاختراق سواء أكان شخصاً أو جهة ما.
وبحسب البيان فإنه في أثناء عملية الاختراق حدث انقطاع لجميع خدمات الإنترنت بمقر المصري اليوم، ما تسبب في فقدان الاتصال بالموقع أثناء عملية الاختراق و من ثم قررت المصري اليوم إيقاف الخدمات التحريرية المقدمة لحين التصدي فنيا لمحاولات الاختراق وتوثيق مصدرها.
وأكدت «المصري اليوم» أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة من يقف وراء هذا العبث، فإن تلك المحاولات لن تثنيها عن مواصلة رسالتها الإعلامية القائمة على الحياد والدقة والمصداقية والتوازن، تحقيقًا لشعارها الذي اتخذته عهدًا مع القارئ، على حد تعبيرها.
إيصال رسائل لمعارضين
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه مصادر لـ"مصر العربية"، أن عملية الاختراق تقف وراءها جهة أمنية، قامت بتسريب مكالمة هاتفية بين الناشط السياسي حازم عبد العظيم، وأحد الصحفيين يوجه فيه الأول انتقادات للناشط السياسي ممدوح حمزة، ثم قامت بعد ذلك باختراق الموقع الإلكتروني لصحيفة المصري اليوم ونشر تفريغ مكتوب للمحادثة الصوتية بين عبد العظيم والصحفي، وملحق بها التسجيل الصوتي في المكان المحدد لمقال الكاتبة الصحفية غادة الشريف.
وأوضحت المصادر أن تلك الخطوة كان مقصودا منها إيصال رسالة للشريف بعد كتاباتها عددا من التدوينات على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تهاجم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي وعددا من رموز الدولة، بعد قيام مجموعة من الإعلاميين المحسوبين على النظام بمهاجمة الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق.
وقالت المصادر إن تلك العملية شارك فيها موقع إلكتروني إخباري معروف عبر نشره تفريغ للمكالمة والتسجيل الصوتي ناسبا إياه لموقع المصري اليوم والكاتبة غادة الشريف على الرغم من أنه وصله من الجهة التي تقف وراء عملية الاختراق وكذا التسجل لعبد العظيم.
من جانبه قال حمزة في تغريدة على موقع تويتر قال فيها " ولا يهمك يا حازم قول كمان على قلبي زي العسل ، لن ننجر خلف دعاة الفتنة ومحاولة الوقيعة .
وهو ما رد عليه عبد العظيم قائلا: " ولا يهمك يا دكتور الجهات السيادية هتحاول الضرب فينا بكل قوة دي مجرد بداية ولسه هنشوف" .
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض لها موقع إلكتروني صحفي للاختراق ، إذ تعرض موقع البديل للاختراق في 12 يونيو الماضي عبر نشر مقال مزيف للكاتب الصحفي خالد البلشي عضو مجلس نقابة الصحفيين سابقا.
وقالت إدارة البديل في بيان لها في يونيو الماضي: "اختراق موقع البديل بشكل واضح ظهر اليوم، وحذف أحد الموضوعات المنشورة وتغيير المتن والعنوان ووضع المقال المذكور، حتى إن المقال ظل تحت تصنيف الموضوع القديم وليس في تصنيف مقالات الرأي، وقمنا مباشرة بعد اكتشاف الحدث بحذف المقال من الموقع نهائيا، وقد اتضح من البحث في تقنيات الموقع أن الموضوع تم ترتيبه بشكل متعمد وبترتيب تقني واضح".
وفي 12 يونيو الماضي أيضا، تعرضت بوابة يناير التي يرأس تحريرها عمرو بدر عضو مجلس نقابة الصحفيين للاختراق عبر نشر مقال منسوب لبدر يقول إنه لا يعلم عنه شيئا تحت عنوان « تضامنًا مع خالد البلشي» يحتوي على سب وقذف لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، وكذلك القضاء والإعلام.
كما تعرضت صحيفة الوطن لاختراق عبر خدمة الرسائل الأخبارية القصيرة ، حيث تم دس خبر باسم الصحيفة يزعم تخطيط عناصر تابعة للفريق أحمد شفيق لانقلاب.