ما بين ليلة وضحاها اكتست صفحات السوشيال ميديا وبعض المواقع الصحفية بصور الموقعين على استمارة حملة "علشان تبنيها" التي تدعو لانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية رئاسية ثانية وهو ما اختلف حوله خبيران تحدثا لـ"مصر العربية" في تفسيره ما بين التأييد الشعبي، والنفاق السيسي.
ودافع كل من المتحدثين عن رؤيتهم في تفسير حملات التأييد التي انطلقت خلال الساعات الماضية وشارك فيها فنانون ورياضيون وإعلاميون وعدد كبير من المشاهير المصريين، واعتبر المؤيد للخطوة أنّ ذلك يحدث في كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة وكان متوفرًا في حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فنانون يدعمون السيسي
وبالأمس أعلن ائتلاف "دعم مصر"، صاحب الأغلبية بمجلس النواب دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي، لخوض الانتخابات الرئاسية، المقررة العام المقبل.
وقال محمد السويدي، رئيس الائتلاف، في بيان: إن "الائتلاف سيطلق حملة شعبية لمطالبة السيسي بالترشح لفترة رئاسية ثانية".
وأشار السويدي إلى أن "نواب الائتلاف البالغ عددهم 317 نائبًا، من أصل 596 بالبرلمان سيكونون في مقدمة الصفوف الداعمة للرئيس السيسي خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة".
وبالتزامن مع تصريحات رئيس ائتلاف الأغلبية انطلقت حملة "علشان تبنيها"، والتي ضم شخصيات سياسية وبرلمانية مؤيدة للنظام، لمطالبة السيسي بالترشح لفترة رئاسية ثانية.
وفاء عامر توقع على استمارة تأييد السيسي
يعلق الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، بأن هذه الحملات رمزية ولا تشكل أي مخالفة سياسية أو قانونية، بل هي تكرر في جميع دول العالم، حتى في البلدان الأكثر ديمقراطية كالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال إن الرئيس السيسي مازال من حقه اتخاذ هذه الخطوة دستوريًا وقانونيًا والحكم في النهاية الصناديق الانتخابية.
وأوضح أن فكرة عدم توافر عناصر المنافسة أمام السيسي، ليست مسؤوليته هو بل مسؤولية القوى المعارضة التي لم تعد برنامجًا سياسيًا حتى الآن، ولم تتفق على دعم منافس قوي للسيسي.
وتابع أن تذرعهم بفكرة التضييقات الأمنية والملاحقات هي محاولة للهروب من فشلهم، متسائلاً هل مطلوب من نظام الحكم الحالي أن يفعل كما كان يفعل نظام الرئيس حسني مبارك قبل الثورة بأن يعد هو برنامج المعارضة.
وتابع أن فكرة الملاحقات الأمنية والتضييق الإعلامي على المعارضة ليس في محلها بالشكل الكامل فقبل أيام وقف غريم السيسي في الانتخابات السابقة حمدين صباحي وهاجمه هجومًا ضاريًا ووصفه بكلام يحمل نقدا لاذعا لشخص السيسي ومع ذلك لم يتعرض أحد له.
مجدي عبد الغني عضو اتحاد الكرة
وتابع أنه حتى الآن لم يمنع الأمن أي مؤتمر لقوى المعارضة ، لافتا إلى أن المشكلة فيهم أنفسهم وليست في النظام السياسي وحده وإن كان له أخطاء.
ويختلف معه محمد سامي رئيس حزب تيار الكرامة الذي ساند حمدين صباحي في الانتخابات السابقة أمام السيسي، بأن هذه الحملات مجرد نفاق ورياء سياسي.
ويقول لـ”مصر العربية” إنه لا يوجد حتى الآن منافس أصلاً حتى تنزل للشوارع حملات لدعم السيسي أو تغزو السوشيال ميديا استمارات تأييد الرجل.
وأضاف أن هذا الأمر يكون مقبولاً في حال وجود تنافس حقيقي، لكنه حتى الآن غير متوقع، مرجعا ذلك لخوف المنافسين مما سيتعرضون له إن خاضوا هذا السباق.
وأوضح أن مصر مليئة بمن يقدرون على منافسة السيسي في الانتخابات المقبلة، لكن لا يوجد رجل يحترم نفسه يدخل في مثل هذه المعركة ﻷنه مؤكد سيتعرض للاغتيال المعنوي ويكون فريسة لحملات التشويه التي ستنال منه ومن أسرته ومناصريه.
وتابع أن الجميع أخذ العبرة من منافس السيسي السابق حمدين صباحي، فالرجل تعرض لحملات مروعة تجعل الجميع يفكر في عدم الإقدام على نفس عمله.
وبخصوص تحركات قوى المعارضة للدفع بمرشح أمام السيسي قال سامي إن المعارضة حاليا تسعى لتهيئة الأجواء وتوفير ضمانات تجعل الناس يقدمون على هذه الخطوة، وتشجع من يملكون فرصا حقيقا في النزول للمنافسة.
ولفت إلى أن المناخ السياسي الحالي في غاية السوء ولم تشهد الساحة السياسية أوضاعًا كالحالية من قبل.
باسم مرسي لاعب نادي الزمالك
ومرارًا تفادى السيسي الكشف عن نيته الترشح لولاية رئاسية ثانية، مكتفيًا بربط الأمر بإرادة المصريين، لكن تأتي التحركات الأخيرة لمجموعات التأييد بمثابة الغطاء الشعبي الذي يبحث عنه السيسي.
حملة "علشان تبنيها"، تم إطلاقها في نهاية سبتمبر الماضي، وتضم اللجنة التأسيسية ٦ أشخاص، هم (أحمد الخطيب مدرس مساعد علوم سياسية، والدكتور كريم سالم أستاذ الإدارة والسياسات العامة وعضو مجلس النواب، والدكتور حازم توفيق أستاذ الموارد البشرية وأحمد بدوي الإعلامي وعضو مجلس النواب ومحمد شعبان عضو مجلس النواب، ومحمد الجارحي اقتصادي ورجل أعمال).
الفنان أكرم حسني
وتولى السيسي الرئاسة، في يونيو 2014، إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.
ويؤيد قطاع من المصريين السيسي، بينما يواجه رفضًا من معارضين ومؤيدين سابقين له ينتقدون أداءه.
وحتى اليوم، لم يعلن أحد رسميًا عن عزمه خوض الانتخابات الرئاسية سوى البرلماني السابق، محمد أنور السادات، نجل شقيق الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات.
فيما تطرح أسماء بارزة محتملة من بينها الحقوقي اليساري خالد علي، والفريق المتقاعد أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق.