علمت " مصر العربية" من مصادرها داخل جبهة " التضامن من أجل التغيير" التي يُشكلها الناشط السياسي ممدوح حمزة، أن هناك خلافات بين أعضاء الجبهة ارتفعت وتيرتها خلال الأيام الماضية، وهو الأمر الذي يُهدد استمرارية الجبهة.
قالت المصادر، إن هناك خلافات بين أعضاء الجبهة ، لعدة أسباب على رأسها الموقف من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهناك فريقان أحدهما على رأسه السفير معصوم مرزوق يرى ضرورة المقاطعة لإحراج النظام الحالي، فيما يرى قطاع آخر على رأسه ممدوح حمزة وهو الأرجح والأقوى ضرورة المشاركة والدفع بمرشح يستطيع كسب المعركة الانتخابية.
وأضافت المصادر أن المرشح الذي ستقف خلفه الجبهة هو الآخر محل خلاف، فهناك العديد من الأسماء المطروحة، مثل المستشار هشام جنينة والمحامي الحقوقي خالد علي والمستشار يحى الدكروري والسفير معصوم مرزوق، بجانب الفريق أحمد شفيق الذي يدعم ترشيحه بقوة ممدوح حمزة وحازم عبدالعظيم وجورج اسحاق .
غير أن هناك رفض كبير لطرح اسم" شفيق" من قيادات مثل خالد علي، وكذلك بعض قيادات تحالف التيار الديمقراطي.
إلا أن " حمزة" وبعض الشخصيات مثل الدكتور أحمد البرعي متمسكون بدعم " شفيق"؛ لأنه يعتبره الوحيد القادر على منافسة السيسي في الانتخابات المقبلة، خاصة وأنه ينتمي للمؤسسة العسكرية، لكن شرط أن يسير على البرنامج الذي ستُعِده الجبهة لـ" إنقاذ مصر".
خلاف آخر بشأن استبعاد الأحزاب ذات المرجعية الدينية من الجبهةمثل " مصر القوية - الوسط"، بعد أن حضرت بعض الاجتماعات ويقود هذا التوجه جورج إسحاق، ووافقه في هذا الأمر غالبية أعضاء الجبهة.
الوثيقة التي ستحدد عمل الجبهة أصبحت تُمثل أزمة هي الأخرى داخل " جبهة حمزة"، فحتى الآن لم يتم الاستقرار على بنودها، فكل قوى تحاول تغليب تفكيرها عليها، ما تسبب في عدم ظهورها حتى الآن، بعد أن كان مقرر الإعلان عنها مطلع الأسبوع الجاري.
أحد قيادات الجبهة - رفض ذكر اسمه- قال لـ" مصر العربية"، إن الجبهة الحالية كل الشواهد تؤكد أنها لن تفعل شيئا وستكون مثل سابقيها، مشيرا إلى أنه مشاركته فيها فقط من أجل دعم اي تجمع وطني ؛ عَلَه يقدم شىء.
وأضاف ، أن الأزمة في الجبهة هو تحول القيادات السياسية لما أشبه بـ" الكهنوت"، الذين لا يقبلون سوى أرائهم، موضحا أن على القيادات ترك مساحة للشباب ؛ لأنهم الأقدر على قيادة الدفة السياسية حاليا، وتُصبح اراء القيادات فقط استشارية.
قال السفير معصوم مرزوق، القيادي بجبهة " التضامن من أجل التغيير"، إن وجود اختلاف في عدة أمور داخل الجبهة أمر طبيعي، وهو لم يتعدي اختلاف في وجهات النظر، مشيرا إلى أنهم مازالوا في طور إعداد الأرضية المشتركة التي ستتوحد عليها القوى المشاركة بالجبهة.
وأضاف مرزوق، لـ" مصر العربية"، أن ما يهمه هو كيفية إدارة الاختلاف حتى لا ينتج عنه أزمات كبيرة تهدد تواجد الجبهة، لافتا إلى أنهم حتى الآن لم يتطرقوا للانتخابات الرئاسية؛ لعدم الإنتهاء من الوثيقة التي ستحدد كيفية عمل الجبهة.
يرى أحمد فوزي، عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أن الطريقة التي تعمل بها قوى المعارضة حاليا خطأ؛ لأنه صعب تجميع كل التوجهات السياسية المختلفة، وهذا سيصعب مهمتها في الوصول لمرشح يوافق عليه الجميع، موضحا رفضه للطريقة التي تعمل بها الجبهات التي تشكلها المعارضة من حين لآخر.
قال فوزي، لـ" مصر العربية"، إن المعارضة تنتهج نهج السلطة في تعاملها مع ملف الانتخابات الرئاسية، وذلك بتجمعهم لاختيار مرشح بشروطهم ورؤيتهم هم فقط، ويتم فرضه على الناس، مشيرا إلى أن على المعارضة يحددوا ما يريدونه من الانتخابات المقبلة أولا ويدفعوا في إتجاه ضرورة انعقادها ونترك حرية الاختيار للناس.