رئيس التحرير: عادل صبري 01:41 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

"هاآرتس": "التحرير" يرتدي الزي العسكري

قالت إن الاعتقالات تمهد للتفاوض..

"هاآرتس": "التحرير" يرتدي الزي العسكري

معتز بالله محمد 04 سبتمبر 2013 19:10

قال محلل الشئون العربية بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن مبادئ حرية التعبير التي صاغها الثوار بميدان التحرير باتت مضطرة أن ترتدي الزي العسكري وتمتثل للأوامر العسكرية في ظل تكميم الأفواه التي تنتقد أداء النظام الحالي.

 

واعتبر "تسفى برئيل" صور طائرات الأباتشي المصرية وهي تقوم بهجمات على أهداف بسيناء أدت إلى مقتل 15 ممن يصنفون كمتطرفين إسلاميين إلى جانب ترقب أحكام ثقيلة بالسجن على ناشطي جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها - تظهر أن القيادة العسكرية في مصر اتخذت قرارا استراتيجيا بإظهار عدم التسامح حيال كافة النشاطات السياسية أو العسكرية للتنظيمات المتطرفة.

 

وقال، إن القيادة العسكرية في مصر قررت إغلاق قناة التهدئة السياسية والاستمرار في ترسيخ نظام الطوارئ، مضيفا بقوله: "وفي نفس الوقت أصدر الجيش تعليماته من خلال المحكمة بإغلاق أربعة محطات تليفزيونية، ليبدو وكأنه يملي من جديد حدود الخطاب العام".

 

لكن "برئيل" يرى إلى أن كافة الاعتقالات التي يجريها النظام الحالي ضد الإخوان، بما فيها المرشد العام وقيادات الجماعة والتهم الموجهة للرئيس المعزول مرسي والتي جاءت في 700 صفحة إضافة إلى توصيات مجلس الدولة بحل الجماعة، إنما تمثل ورقة ضغط قوية للقبول بالتفاوض مع الحكم المؤقت، للتوصل إلى حلول سياسية مقابل إطلاق سراح المعتقلين والسماح للجماعة بمواصلة العمل السياسي بشكل رسمي.

 

 ووصف الصحفي الإسرائيلي الوضع في سيناء بالمختلف تماما مع وجود شرعية شعبية للعمل ضد التنظيمات المسلحة هناك، وغياب أي رغبة في التفاوض مع المسلحين، مقللا من قدرة الجيش على إنهاء المعارك الدائرة هناك والتي تتطلب تدخلا بريا واسعا.

 

وقال "برئيل": ليس الأمر هكذا في كل ما يتعلق بسيناء، فالمعركة هناك لا تعرف حلولا وسطية وغير قابلة للتفاوض، هي معركة تدور منذ شهور وليس للجيش أي نية لتقليصها.


وتابع : "وإذا كانت تصرفاته حيال الإخوان المسلمين قوبلت بنقد جارف سواء من قبل جزء من حركات المعارضة العلمانية أو الدول العربية، فإن المعركة في سيناء لا تعاني من نقص في الشرعية. فلدى الجماهير قناعة تامة بأن الحرب ضد الأغرهاب يجب أن تستمر كما هو مطلوب".

 

وأضاف قائلا:" المشكلة تكمن في أن قدرات الجيش محدودة. حتى بعد أن أزالت إسرائيل جزء من اعتراضها وسمحت لمصر بالخروج من إطار اتفاقية كامب ديفيد، ورغم الاستخدام الموسع لمروحيات الأباتشي، فإن الحرب على الإرهاب تستلزم عملية برية معقدة، خطيرة وواسعة النطاق، وتستلزم أيضا تعاون مع البدو. ولكن هذا التعاون لا يزال بعيدا عن الواقع، فالبدو محبطون من كثرة الوعود التي تلقوها من الحكومة والجيش لتحسين وضعهم الاقتصادي الذي يواصل تدهوره".

 

ويلقي "برئيل" بالضوء على الأوضاع الحالية في سيناء وكيف أهمل المزارعون عشرات الآلاف من أشجار الزيتون خوفا من استهدافهم، فضلا عن إحجام موردي زيت الزيتون ومنتجات زراعية أخرى عن المجئ للمنطقة، وانهيار التجارة مع قطاع غزة إلى نقطة الصفر بعد هدم أنفاق التهريب، ويخلص إلى أنه "بدون تعاون من جانب قبائل البدو سيكون من الصعب على الجيش تحييد البنية اللوجيستية للتنظيمات الإرهابية، التي ينضم إليها الكثيرون من خارج مصر".

 

ويتابع المحلل السياسي الإسرائيلي بالتأكيد على أنه وأمام كلتا الجبهتين المعقدتين يبدو صراع الحكومة ضد وسائل الإعلام أمرا هامشيا هدفه "الانتقام من كل التقارير التي تنتقد الجيش، على سبيل المثال تلك التي تصف احتلال الحكم بالانقلاب وليس بالثورة، ومن مساندة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي".

ويختم قائلا:" ولكن قسوة القرار- الذي يعتمد بالمناسبة على دعم شعبي وحكم قضائي- هي أيضا رسالة تهديد لكل وسائل الإعلام المصرية. فخلال فترة الطوارئ التي يشوب الغموض موعد انتهائها، فإن مبادئ حرية التعبير، التي صيغت من جديد على أيدي ثوار ميدان التحرير، مضطرة للارتداء الزي العسكري والامتثال لأوامر القائد".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان