رئيس التحرير: عادل صبري 03:14 صباحاً | الجمعة 04 يوليو 2025 م | 08 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

كتابات وأعمال أدبية تنبأت بسقوط الإخوان

كتابات وأعمال أدبية تنبأت بسقوط الإخوان

أخبار مصر

الكاتب الصحفى علاء حيدر

كتابات وأعمال أدبية تنبأت بسقوط الإخوان

كرمة أيمن 24 أغسطس 2013 14:12

مثلما تنبأت العديد من الكتابات بقيام ثورة 25 يناير، وسقوط النظام الديكتاتوري القائم قبلها؛ تكرر الحال مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث توقع مثقفون سقوط حكمهم في أقل من عام من وصولهم إليه..

وعلى مدار هذا العام، لم يكن المثقف المصري بعيدا عن الأحداث بل كان في قلبها، يراقب ما يدور حوله، ويقرأ المشهد ويحلله، ويحاول أن يضع نظرة مستقبلية ثاقبة عن مستقبل مصر في الفترة القادمة عن طريق قلمه.
والنتيجة أن صدرت العديد من الكتب التي تناولت سياسة حكم الإخوان ومنها ما تنبأ بسقوط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته.
سقوط إخواني
فمن الكتب التي ظهرت علي الساحة وتنبأت بسقوط حكم الإخوان في مصر، كتاب "سقوط مبارك ومن بعده المتأسلمين"، للكاتب الصحفى علاء حيدر، وهو أول إصدار يتوقع تراجع شعبية التيار الإسلامى، رغم فوزه الكاسح فى الانتخابات التشريعية الأخيرة.
كما أصدر الدكتور عمار علي حسن، الباحث والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، كتابان يتحدثان عن سقوط دولة الاخوان، أولهما رواية "سقوط الصمت"، التي تضمن رحلة زمنية تسبق انطلاق الثورة وتتجاوز ما يجرى حاليا إلى توقع ما سيحدث فى المستقبل، حيث بدأ برسم الملامح الإنسانية للمشهد الثورى الذي أسقط حكم الإخوان.
 أما الكتاب الثاني فهو "انتحار الإخوان.. انطفاء الفكرة وسقوط الاخلاق وتصدع التنظيم"، والذي يتحدث عن انطفاء أفكار الإخوان في غضون اقل من عام، حيث يقول د.عمار إن الإخوان تقلدوا السلطة فى مصر وبالرغم من سنوات تواجدهم التى تجاوزت الثمانين عاماً، فقدوا التعاطف مع أفعالهم التى تناقضت مع أقوالهم، بعد أن باتوا على سدة الحكم ورأى الناس منهم كل بعد عن الدين.
ويضيف قائلا: "رغبات الإخوان كشفت محاولتهم المتعددة للتمكين من مفاصل الدولة ومؤسساتها بلا كفاءة ولا رؤية، ولم يستطيعوا تبرير علاقاتهم الغامضة بدول وجماعات، لم تفتأ تتربص بمصر وشعبها على مدى سنوات طويلة، كما أن مفاصل الدولة ومؤسساتها بلا كفاءة ولا رؤية".
كما صدرت كتب تدين بعض السياسات التي اتبعها الإخوان في الحكم، منها كتاب "أزمة دستور 2012" للدكتور وحيد عبد المجيد، الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، والذي يتضمن توثيقا وتحليلا وشهادة من داخل الجمعية التأسيسية التي وضعت هذا الدستور.
يقول عبد المجيد في كتابه إن دستور 2012 فاقد للشرعية، لغياب التوافق عليه بعد انسحاب ممثلى مكونات سياسية واجتماعية ودينية أساسية فى المجتمع من الجمعية التأسيسية التى وضعت مشروعه احتجاجا على نقض الاتفاق بأن يكون هذا المشروع توافيا وعدم التصويت على المواد المتعلقة بالقضايا الخلافية الساسية التى لم يعرف الشعب تفاصيل الخلافات بشأنها.
"الوجه الآخر للإخوان"
ظهرت كذلك العديد من الكتب التي تتكلم عن قضايا شائكة تتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، منها كتاب "الوحي الأمريكي.. قصة الارتباط "البناء" بين أمريكا والإخوان"، للكاتب عبد العظيم حماد، والذي يدور حول دنيا الإخوان و"أصدقائهم من الأمريكيين والصهاينة".
ويرى المؤلف أن إخوان المهجر نجحوا في تنظيم أنفسهم للتأثير في السياسة الأمريكية نحو الإسلام والمسلمين عمومًا، وقد اكتسب هذا التنظيم دوافع ذاتية تنطلق من الحفاظ على مصالحهم كمواطنين أمريكيين، موضحا أنه عندما يعمل اللوبي اليهودي في أمريكا بنجاح علي تطويع السياسة الأمريكية لمصالح وأهداف إسرائيل، فالمطلوب من اللوبي الإسلامي في الولايات المتحدة هو تطويع جماعتهم الأم للمطالب الأمريكية، لتمكينها من الوصول للسلطة في مصر، ثم في بقية الدول العربية.
ومن الكتب الأخرى أيضا، كتاب الدكتور ثروت الخرباوي "أئمة الشر"، والذي يكشف من خلاله العلاقة الخفية بين الإخوان والشيعة وإسرائيل، حيث يخوض الكاتب فى تفاصيل مخفية فى تاريخ الإخوان الذى اتسم بالسرية والخفاء، رابطاً بين فكر حكم المرشد الأعلى فى إيران وطموحات مرشد الإخوان فى مصر، كما أنه كشف العلاقة بين الإخوان والشيعة فى إيران، والتى تعود إلى عشرات السنين.
تجاهل المثقفين
 عن هذه الكتب والاصدارات التي تنبأت برحيل حكم الإخوان؛ يقول الدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة بني سويف، لـ"مصر العربية" إن مثقفي مصر من أعظم مثقفي العالم، فلديهم قدرة ثاقبة علي تحليل الواقع والتنبأ بما يؤول له المشهد في المستقبل، فالمثقف يملك أخطر سلاح في العالم وهو القلم، لذلك تسعي القوة الحاكمة دائما إلي عزل المثقف ومحاولة تقنين جهوده.
ويؤكد الجيار علي أن المثقفون كانوا دائما يتحدثون عن وجود ثورة، وكان هناك الكثير من الكتب التي تناولت وجود ثورة شعبية في مصر ككتاب "أجنحة الفراشة" للكاتب محمد سلماوي والذي تنبأ بثورة 25 من يناير.
ويضيف الجيار: "القوة الحاكمة لا تستفيد من الأخطاء التي تقع بها الأنظمة الحاكمة الأخري، ففي عهد الرئيس المخلوع مبارك، كانوا يتجاهلون المثقفين ولا ينظرون إلي كتابتهم وآرائهم، وكذلك الحال في عهد الرئيس محمد مرسي، فقد تغافل المثقفين وتركهم يعتصمون قرابة شهر ولم يلتفت إلي آرائهم ومطالبهم، فنحن أمام أنظمة حاكمة تقع في نفس الخطأ، فهي لا تقرأ ما يكتبه المثقفون، وبالتالي لا تستطيع أن تتعرف علي نبض الشارع".
 ويبين أستاذ النقد الأدبي أن علي الأنظمة الحاكمة أن تلتفت إلي المثقف خاصة بعد أن كسر المواطن المصري حاجز الصمت الذي ظل يعاني منه طوال 30 سنة، وعلي مسئولي الحكومة أن يدركوا أن الشعب المصري لن يتنازل عن مواجهة الطغيان والاستبداد بالحكم، ومن هنا تكمن أهمية المثقف والذي يعتبر حلقة الوصل بين المواطن والانظمة الحاكمة.  

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان