استعرض الكاتب البريطاني ليستر بيتش تطورات الأوضاع في مصر عقب إخلاء سبيل الرئيس المخلوع حسني مبارك ووضعه قيد الإقامة الجبرية.

وأشار ليستر إلى أن "ابتسامة" مبارك التي ظهرت على شاشات التلفزيون ما هي إلا "ابتسامة سخرية " من تضحيات الثورة للإطاحه به .

وقال الكاتب في مقال له تحت عنوان  "مصر منقسمة بشأن إطلاق سراح مبارك" إنه بينما أطلق سراح مبارك من السجن بالأمس وبينما كان ينقل إلى الطائرة المروحية التي ستقله، صورت الكاميرات الرئيس الأسبق مبتسما.

وأضاف أن ابتسامة مبارك هذه لا بد وانها قد لقت استحسان بعض المصريين الذين أعيتهم أعوام من الاضطرابات في البلاد، ولكن للبعض الآخر تمثل ابتسامة مبارك سخرية قاسية من التضحيات المبذولة للإطاحة به عام 2011.
وقال عماد شاهين، وهو خبير سياسي في القاهرة،" إن إطلاق سراح مبارك يعد نصرا كبيرا للثورة المضادة".

وتضيف الصحيفة إنه منذ "الانقلاب العسكري المؤيد شعبيا"، تعاني مصر من استقطاب شديد.ويشير بيتش الى "إن انتقاد تصرف السلطات يعد دعوة للاتهام بالخيانة بيما اظهار الصدمة بسبب اراقة الدماء تستتبعه اتهامات بالسذاجة".

وتنقل الصحيفة عن هشام هليار، وهو خبير مصري في معهد بروكينغز في واشنطن، قوله "إن إطلاق سراح مبارك جاء متمشيا مع القضاء المصري"، ولكنه قرار غير موفق من الناحية الرمزية ويمثل مصادفة غير موفقة.

وكان قرر نائب الحاكم العسكري، وهو رئيس الوزراء حازم الببلاوي، قد قرر وضع مبارك تحت الإقامة الجبرية، بموجب الصلاحيات الاستثنائية التي يتيحها له قانون الطوارئ الساري حاليا في مصر عقب اعلان المحكمة إطلاق سراحه .

ولقى الحكم بالإفراج عن مبارك انتقادات من قوى سياسية شاركت في ثورة يناير 2011 على اعتبار أن هذا القرار جاء بمثابة "طعنة" للثورة التي  أطاحت بمبارك وطالب عدد من هذه القوى الرئيس المؤقت عدلي منصور باستخدام حالة "الطورائ" السارية لإبقائه سجيناً.

وصدر أول قرار بحبس مبارك احتياطيا على ذمة التحقيقات معه في أبريل  2011، ومنذ ذلك التاريخ تنقل مبارك بين 3 مستشفيات هي (شرم الشيخ، المركز الطبي العالمي، والمعادي العسكري) بالإضافة إلى سجن طرة.