تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بالتحليل المساعدات العسكرية التي تقدمها أمريكا سنويا لمصر، وقالت على لسان خبراء أن الطائرات المصرية في حال قطعت المعونة لن تستطيع الطيران وستبقى الدبابات مشلولة على الأرض.

وافتتحت الصحيفة بالقول: "إن 1.3 مليار دولار تتلقاهم مصر من الولايات المتحدة سنويا كمساعدة عسكرية لا تعتبر مبلغًا كبيرًا للغاية بالنسبة للاقتصاد الذي يضخ 256 مليار دولار سنويا، لكن هذا المبلغ يساعد مصر في حيازة معدات عسكرية متطورة، تحتاجها قوات الجيش".

وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان "السلاح الأمريكي.. أنبوبة أكسجين للجيش المصري": إن نظرة أكثر عمقا لتفاصيل المساعدات التي تمنحها أمريكا لمصر، من الممكن أن توضح لماذا تستطيع الولايات المتحدة من خلال هذا المبلغ المتواضع 1.3 مليار دولار التأثير على الجيش بهذه القوة، وتابعت بقولها: "حتى إذا ما قامت السعودية والإمارات بتعويض مصر عن المساعدات التي يحتمل أن تقوم الولايات المتحدة بتجميدها، فستمنع واشنطن مصر من شراء معدات عسكرية أمريكية بهذا المبلغ- الأمر الذي يمثل مشكلة جدية أمام جيش عفا عليه الزمن، وأهمل سلاح طيرانه حتى أصبح معدل سقوط طائراته الـ16–F" من الأعلى عالميا".

وبحسب آراء أعضاء الكونجرس الأمريكي- تقول "نيويورك تايمز"- فإن أكثر ما يقلق الجنرالات المصريين هو إلغاء معاهدات حيوية بمئات الملايين من الدولارات لصيانة وتشغيل الدبابات، والطائرات المقاتلة والمروحيات، مستشهدة بقول السيناتور الجمهوري جون ماكين لشبكة "سي إن إن" قطع الغيار ووسائل صيانة المعدات العسكرية التي تُمنح لمصر مهمة للغاية لأداء الجيش المصر".

ويتفق معه "روبت سبرينجبورج" الخبير في شؤون الجيش المصري والمحاضر في المدرسة البحرية العليا في كاليفورنيا حيث يقول: "بدون هذه الأموال، فإن الطائرات لن تطير، والدبابات لن تتحرك".

ويضيف "سبرينجبورج": يتلقى قائدي الطائرات المقاتلة المصرية فقط ربع عدد الساعات التي يتلقاها نظرائهم الأمريكان، فيما تبقي برامج الصيانة الجيش المصري تحت رحمة مقاولين من القطاع الخاص في الولايات المتحدة. في الاتفاق الأصلي معهم تعهد المصريون أن يقوموا بمرور الوقت بتطوير برامج صيانة خاصة بهم لطائرات16־F لكن ذلك لم يحدث لبالغ الأسف".

وقالت الصحيفة إن ما سمته تدني فاعلية الجيش المصري لم يفاجئ الكثير من الدبلوماسيين والمسؤولين الأمريكان الذين حذروا القائمين عليه منذ سنوات.

واستدلت "نيويورك تايمز" ببرقية سرية أرسلت في 2008 للقيادة المركزية للجيش الأمريكي وتم تسريبها على موقع ويكيليكس جاء فيها "الاستعدادات التكتيكية والعملياتية لقوات الجيش المصري تتأكل"، حسب زعمها.

وفي المقابل يرى خبراء عسكريون ومستشارون في الكونجرس، أن قطع المعونة من المتوقع أن يتسبب في مشكلات أيضا بالنسبة للولايات المتحدة، وتوريط إدارة أوباما في نزاعات تعاقدية مع المقاولين يعملون لصالح الجيش الأمريكي.، ودفع مبلغ 2 مليار دولار بموجب شروط اتفاق توريد الدبابات، لافتة أن معظم قطع الدبابات يتم تصنيعها في الولايات المتحدة ونقلها ثم تركيبها في أحد المصانع القريبة من القاهرة.