رئيس التحرير: عادل صبري 10:45 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

التضخم.. أنواعه.. أسبابه.. علاجه

التضخم.. أنواعه.. أسبابه.. علاجه

أخبار مصر

التضخم وأثره

الثقافة الاقتصادية..

التضخم.. أنواعه.. أسبابه.. علاجه

إعداد: أحمد بشارة 15 سبتمبر 2015 17:47

عندما يذهب الفرد إلى السوق ليجد أن وزن أو عدد ما يشتريه اليوم من سلعة ما يقل عن وزن أو عدد ما كان يشتريه بالأمس بنفس المقدار من النقود، فهذا مؤشر خطير على تطور اقتصادي سلبي يلتهم قيمة النقود، ويجعلها تفقد قيمتها في نظره. هذا باختصار شديد تعريف الظاهرة الخطيرة المسماة بالتضخم، والتي يعرفها العامة باسم “الغلاء”.

تعالوا بنا نتعرف على ملامح هذا الوحش الذي يلتهم قيمة النقود.. التضخم.. الشهير بالغلاء.


تعريفه

للتضخم تعريفان، الأول أنه "ارتفاع مستمر للأسعار”. هذا الارتفاع يعكس انخفاض قيمة النقود الحقيقية وليس حجمها المتداول بين الناس. فقد يزيد حجم النقود المتداولة بين الناس بسبب طباعة النقد أو بسبب منحة أو خلافه، لكن الكمية الكبيرة كلها تشتري نفس الكمية التي كانت تشتريها الكمية الأقل التي كان السوق يتداولها من قبل.

أما التعريف الثاني فيرى أن التضخم يتمثل في "ضعف القوة الشرائية للعملة”. فالفرد يتسلم نفس الراتب، لكنه يشتري به كمية أقل من السلع والخدمات كل مرة.


أسبابه

تعارف العالم على أن التضخم يقاس من خلال مؤشر أسعار المستهلكي Consumer Price Indicator، الذي يعرف اختصارا باسم CPI. ومن خلال فحص المؤشرات الداخلية لهذا المؤشر العام، نجد أن التضخم ليس له سبب واحد، بل عدة أسباب:

1 - تضخم ناشئ عن التكاليف: ينشأ هذا النوع من التضخم بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج المتمثلة في زيادات الرواتب والأجور.

2 - تضخم ناشئ عن زيادة الطلب: ينشأ هذا النوع من التضخم بسبب زيادة حجم الطلب النقدي والذي يصاحبه زيادة عرض السلع والخدمات، مما يعني ندرة السلع وارتفاع صمنها.

3 - تضخم بسبب تشوهات الاقتصاد، حيث تكون الأسعار قابلة للارتفاع وغير قابلة للانخفاض رغم انخفاض الطلب، ويعزى ذلك لوجود احتكار أو فساد أو جشع تجار.

4 - تضخم الحصار: وينشأ مع ممارسة مجموعة دول لحصار اقتصادي تجاه دول أخرى، كما حدث في حصار الولايات المتحدة للعراق وكوبا، حيث ترتفع الأسعار نتيجة لانعدام الاستيراد والتصدير.

5 - زيادة الفوائد النقدية: ورجح بعض الباحثين مؤخرا أن الزيادة في قيمة الفوائد النقدية عن قيمتها الإنتاجية أو الحقيقية من أحد أكبر أسباب التضخم.

إذاً، 
المصدر الرئيسي للتضخم يتمثل في ارتفاع الطلب بسرعة أو انخفاض العرض بنفس السرعة أو في كلاهما. فعندما تزداد الأجور بنسبة أكبر من نسبة زيادة الإنتاجية، أو عندما ترتفع تكلفة استيراد المواد الأولية كالبترول أو عوامل الإنتاج كرأس المال، فإن مؤشر التضخم يرتفع بسرعة.


أشكال التضخم

ومع هذا يثور التساؤل: هل كل ارتفاع في الأسعار يعد تضخما؟ والإجابة بالنفي. وهذا ما يقودنا لتعديد أشكال التضخم:

أ - التضخم الطبيعي: يحدث لأسباب متعددة، منها الزيادة السكاننية، حيث تزداد احتياجات سكان دولة ما، فتضطر الدولة إلى إصدار نقود بلا غطاء من إنتاج أو احتياطي نقدي أجنبي أو ذهب، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

ب - تضخم جذب الطلب: يحدث عندما ترتفع الأسعار نتيجة لوجود زيادة كبيرة في الطلب لا تقابلها زيادة في عرض السلع والخدمات، سواء المنتجة محليا أو المستوردة". وهذا النوع من التضخم قد يكون مؤقتاً وقد يستمر.

ج - التضخم الزاحف: وهو تضخم عادي، لكنه يحدث مع تراجع الإنتاج، حيث تبدأ أسعار السلع والخدمات في الارتفاع، ما يثير مخاوف المستهلكين، فيندفعون لمزيد شراء أكثر من حاجتهم.

د - التضخم الجامح: يحدث هذا النوع من التضخم عادة في مرحلة الانتقال من نظام اقتصادي إلى آخر، أو في الفترات التي تعقب الحروب. وفيه يضعف الإنتاج ويزيد الطلب، مما ينتج متتالية ارتفاع في الأسعار يعززها أي عامل يؤدي لضعف الثقة في الأداء الاقتصادي.

هـ - التضخم المستورد: عندما ترتفع أسعار السلع المستوردة لأي سبب، ويميل المنتجون لتقليد أسعار المستورد، فترتفع أسعار السلع المحلية.

و - التضخم الركودي: في فترات الركود ينخفض الطلب، وينخفض مستوى تشغيل الجهاز الإنتاجي فتتزايد معدلات البطالة، ولا يستطيع أحد تخفيض الأسعار بسبب الاحتكار أو الفساد، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات البطالة.

ز - التضخم المكبوت: غالباً ما يظهر هذا النوع من التضخم في الدول التي تأخذ بالاقتصاد الموجه، حيث تصدر الدولة نقودا دون غطاء بهدف الإنفاق العام للدولة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة الطلب على العرض بسبب وفرة النقد، فتلجأ الدولة إلى التدخل من أجل التحكم بالأسعار عن طريق تحديد حصص من السلع والخدمات لكل فرد، وهو ما يؤدي إلى ظهور الأسواق السوداء.

والتضخم أمر لا بد منه في أي اقتصاد. والتضخم المقبول هو الذي يكون بنسب قليلة لا تتجاوز 0.5% أو 2% في العام الواحد. كما انه يكون مؤقتا، بحيث يشعر الناس بعد فترة وجيزة بأن الأسعار عادت طبيعية؛ إما بسبب انخفاضها أو بسبب زيادة الدخول بما يتناسب مع زيادة الإنتاج والأسعار.


معالجته

تتخذ الدول الرأسمالية ذات الاقتصاد القوي معدل الفائدة وسيلة للحد من التضخم، فتتعامل بمعدل الفائدة بالزيادة أو النقصان لكي تعالج التضخم، فعندما يكون هناك علامات تضخم بدأت في الظهور، فإن البنك المركزي يعمل على زيادة نسبة الفائدة، فيسحب الأموال من السوق ويوجهها إلى عملية ادخار أو استثمار (الادخار = الاستثمار)، فعندما تكون أسعار الفائدة عالية فإن الإغراء في الاستثمار سيرتفع لكبر الفائدة العائدة على المستثمر.


اقرأ أيضا..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان