رئيس التحرير: عادل صبري 03:46 مساءً | السبت 03 مايو 2025 م | 05 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

الخريطة الكاملة لصراع السلمية والقيادة داخل الإخوان

  الخريطة الكاملة لصراع السلمية والقيادة داخل الإخوان

أخبار مصر

الانقسام يهدد الجماعة بسبب صراع القيادات

"مصر العربية " ترصد

الخريطة الكاملة لصراع السلمية والقيادة داخل الإخوان

محمد عبد المنعم 24 أغسطس 2015 17:47

حالة  من الارتباك  تضرب جماعة الإخوان المسلمين من الداخل  في إطار صراع عنيف تشهده  الجماعة  التي تأسست عام  1928  على يد  حسن  البنا. 

فما بين جبهتين  تتصارعان  على إدارة  الجماعة من  جهة ، وكيانات جديدة تعلن عن نفسها من جهة أخرى، وصراع  على الخط  العام الذي تتبناه  الجماعة في مواجهة السلطة في مصر  من جهة ثالثة،  ظهرت  حالة التخبط  داخل الجماعة  في مناقشات أعضائها لاسيما على مواقع التواصل الإجتماعي فكل منهم بات لا يعرف أيا من تلك الأطراف المتنازعة  تمثل القيادة الرسمية  .    

"مصر العربية"  ترسم خريطة لأبرز أطراف الصراع  والكيانات  المؤيدة لها داخل التنظيم   .  

جبهة  إدارة  الأزمة

كيان  تشكل في فبراير 2014 بعد  نحو  6 أشهر من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وبقاء الجماعة  طيلة هذه الفترة بدون  قيادة  مركزية في ظل اختفاء  معظم  قيادات  مكتب الإرشاد  الذين  نجو من القتل أو الاعتقال أو الإعتقال. 

يقود  هذه  اللجنة في المرحلة  الحالية  الدكتور محمد  كمال  عضو  مكتب الإرشاد  القديم  وأستاذ الأنف والأذن بجامعة  أسيوط ، بالإضافة  إلى حسين إبراهيم  الأمين  العام  السابق لحزب الحرية والعدالة ، وعلي بطيخ  عضو مكتب الإرشاد  قبل هروبه  خارج مصر مؤخرا .  

وتتمثل قوة تلك  اللجنة في انحياز  مسئولي  4 قطاعات جغرافية  بالجماعة  من أصل 7 وفقا  للتقسيم الإداري الداخلي  بالجماعة وهم مسئولي  قطاعات   القاهرة ، والإسكندرية ، وشمال الصعيد، وقطاع وسط  الدلتا  بعد  أن تم  قتل كافة مسئوليه  الـ13 خلال عملية  المداهمة التي قامت بها  قوات الأمن  منذ نحو شهر لإجتماع  مجلس شورى القطاع  بمدينة  السادس من أكتوبر  خلال إجرائهم  انتخابات  لتصعيد  ممثلا عن القطاع  في اللجنة السباعية  التي تدير الجماعة .  

وتستمد تلك  الجبهة قوة إضافية من انضمام  عدد  من اللجان  المتخصصة بالجماعة إلى صفها ، في مقدمتها  لجنة الشباب المركزية ، والهيئة الشرعية  بالجماعة  إضافة إلى اللجنة الأبرز والأهم وهي لجنة الطلاب الذين يمثلون  القوة الأهم  للجماعة في الشارع  .

كذلك  يعد  عامل السيطرة على النوافذ الإعلامية الرسمية للجماعة  هو  الورقة الأقوى في الصراع بالنسبة  لهذه الجبهة   .  

جبهة  القيادة التاريخية

وهي الجبهة الثانية المتنازعة على إدارة الجماعة ويمثلها  قيادات التنظيم القدامى وفي مقدمتهم  نائب المرشد  والقائم بأعماله  في  الداخل محمود عزت ، وإبراهيم  منير نائب المرشد والقائم  بأعماله في الخارج ،  إضافة إلى كل من الدكتور  محمود  حسين الأمين  العام بمكتب الإرشاد  القديم، ومحمد عبد الرحمن عضو المكتب، وفي الخارج كل من محمود  الإبياري،  ومحمد البحيري مسئول إفريقيا  في مكتب الإرشاد  الدولي .  

وفجرت هذه الجبهة الصراع على إدارة الجماعة  مع  ظهورها بعد اختفاء استمر لنحو عام كامل لتعود بعد  استقرار نسبي  للأوضاع مطالبة  بحقها في القيادة  باعتبارهم أعضاء مكتب الإرشاد القديم  .

و تستمد  تلك  الجبهة  قوتها من موالة  إثنين  من مسئولي القطاعات  السبعة لها  وهما مسئول قطاع  الشرقية، ومسئول قطاع  الدقهلية، إضافة  إلى مسئول قطاع  جنوب الصعيد  الذي انضم  لهم  مؤخرا  بعد  استمالته  في أعقاب جولة  قام  بها  هاني نوارة الذراع  الأيمن  لمحمود  حسين  ومسئول التمويل بالجماعة  قادما من  خارج  مصر  في محاولة  لتفكيك  جبهة  كمال خلال الأيام القليلة الماضية  .   

ويعد  سيطرة  هذه الجبهة  على مصادر التمويل هي ورقة الضغط  الأبرز التي تملكها تلك  الجبهة   في المعركة التي تشهدها  أروقة الجماعة ،   .      

وتسعى تلك  الجبهة  لتشكيل لجنة إدارة أزمة  جديدة بقيادة  محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد  القديم  ، وإجراء انتخابات شكلية لاختيار ممثلين  لأربع  قطاعات  بدلا من  المنحازين  لجبهة إدارة الأزمة  

كما قامت  تلك الجبهة مؤخرا  باستدعاء مسئولي الأقسام القديمة داخل الجماعة والتي كانت معطلة خلال  الفترة الماضية وعلي رأسها لجنة التربية واللجنة السياسية  لخلق أوراق قوة  جديدة  تستخدمها في الصراع  .  

إضافة إلى  ذلك سعت  تلك الجبهة  لتأسيس مجموعة من وسائل الإعلام  لتكون  معبرة  عنها بعد  سيطرة  جبهة كمال كافة المنافذ الاعلامية الرسمية  .

وعملت جبهة القيادة التاريخية  مؤخرا  على  السيطرة  على قناة  مصر الأن  الخاضعة تحت سيطرة المكتب الإداري للإخوان بالخارج  الموالي لجبهة كمال ، وهو ما أثار أزمة داخلية  بالقناة  تهدد بإيقاف بثها  . 
 

كيانات  جديدة

 

واستكمالا  لتلك  الأزمة ، أعلنت خلال الفترة الماضية عدد  من الكيانات عبر بيانات  إعلامية انتسابها  للجماعة  وقيامها بدور بارز في الصراع  الدائر كان أبرزها  المكتب الإداري للإخوان  بالخارج  .     

وتشكل هذا المكتب ليكون ممثلا للجنة إدارة الأزمة  خارج  مصر ويترأسه  الدكتور احمد  عبد الرحمن عضو مجلس شورى الجماعة ومسئول المكتب الإداري السابق لإخوان الفيوم  .  

ويضم المكتب في عضويته  عدد  من القيادات البارزين  في مقدمتهم  الوزيرين  السابقين  بحكومة هشام  قنديل عمرو دراج   ،  ويحيي حامد ، إضافة إلى  محافظ البحيرة السابق أسامة سليمان  ، ونحو  8 قيادات أخرين  .  

حاولت  جبهة القيادات التاريخية بالجماعة عبر تحركات قام بها محمود  حسين في الخارج  فرض سيطرته  على المكتب وجعله  تحت إشرافه  إلا إنه  فشل في ذلك .

 

الهيئة الشرعية للجماعة
 

أعلنت هذه الهيئة عن نفسها لأول مرة  من يومين فقط  على الرغم  من تشكيلها  في  أغسطس 2014  بحسب قيادات  في الجماعة .  

وجاء الإعلان الأول لها من  خلال بيان  نشرته  بوابة  القليوبية الاليكترونية  المحسوبة على جبهة كمال ،  تؤكد  خلاله   إجرائها لدراسة شرعية  بحسب البيان انتهت إلى  شرعية تبني المنهج  الثوري فقهيا ، ووجوب مقاومة  السلطة الحالية بكافة الطرق والوسائل ، معتبرة  أن ممثلي النظام  الحالي من الخوارج على حد تعبير البيان   .  
 

وشددت الهيئة خلال بيانها الأول على أنها تشكلت  بناء على قرار من إدارة الجماعة التي لم تسميها  .
 

في المقابل  رد  الشيخ  عبد الخالق الشريف مسئول لجنة نشر الدعوة بالجماعة المتواجد  خارج  مصر على بيان  الهيئة، مؤكدا إنه لا يوجد  داخل الجماعة  كيان  بهذا المسمى ، فيما يصنف البعض الشريف بأنه  محسوب على جبهة القيادة التاريخية  .  

لجنة الشباب المركزية

وهي كيان  تم  تأسيسه  في أعقاب الثالث  من يوليو  بهدف  افساح المجال للشباب وكانت واجهتها الإعلامية هي  حركة شباب ضد الإنقلاب والتي تبنت تحريك العديد من الفعاليات في الفترة الماضية

ويمثل اللجنة  مسئول عنها  في كافة  المناطق والشعب الإخوانية  داخل المحافظات كما  ان لها مسئول في كل محافظة

ومؤخرا  تم  تسمية  مكتب تنفيذي لها عبارة عن مسئولي اللجان الداخلية بالإضافة الي لجنة الشباب بالقاهرة الكبري .

وتضم اللجنة في تشكيلها  العديد من الكوادر الشبابية بمتوسط أعمار ما بين ال20 والثلاثين عاما ويعد أحد رموزها محمد صابر سليمان وهو المتحدث الإعلامي باسمها  في الخارج .

بالأمس فقط  ظهرت اللجنة لأول مرة أمام  الإعلام  عبر بيان  هو الأول من نوعه مطالبة فيه  قيادات الجماعة التاريخيين بالانسحاب من المشهد  والعودة للخلف ، وترك قيادة الجماعة للشباب ، مؤكدين  أنهم  ظلوا لفترة طويلة  بعيدين  عن  الصراع  الحالي على قيادة الجماعة ، إلا إنهم  اضطروا للإعلان  عن  موقفهم منه  بعد ما أسموه بممارسات  لا تتفق مع  القيم  المثالية  للجماعة من جانب قيادات وصفوهم بالكبار .  

صراع المنهج  والسلمية

 

يعد  العنصر الأبرز في الصراع  بين  الجبهتين  المتناحرتين  داخل الجماعة هو المنهج  الذي ستسير عليه والخط العام لها في مواجهة السلطة الحالية في مصر ، وهو ما تمثل في وجهتي نظر متعارضتين الأولى  تتبنها لجنة إدارة الأزمة مؤكدة  أنها وعبر  أطر تنظيمية  انتهت إلى إقرار استخدام المنهج  الثوري ، والذي يقوم  على  أساس استخدام  ما يعرف بالعمليات النوعية لإحداث أضرار إقتصادية تضعف السلطة الحالية  من خلال استهداف أبراج  الكهرباء وبعض المرافق العامة  إضافة  إلى  التمسك  بما تصفه  هذه الجبهة بحق الدفاع  عن النفس والرد بالمثل على أي اعتداء من جانب أجهزة الأمن بحسب قيادات في هذا التيار  .

وهو  ما عبرت عنه  لجنة الشباب في بيانها  مؤكدين رفضهم لما يسمى بـ"السلمية  الاستسلامية"  .  

في المقابل يتمسك قيادات الجماعة  التاريخيين  بضرورة  التزام السلمية المطلقة  وهو  ما عبر عنه  رموز هذه  الجبهة  في مقالات  ودراسات  خاصة  بهم  وفي مقدمتهم الدكتور محمود غزلان  الذي كان  مقال   بمثابة الشرارة التي فجرت الأزمة قبل أن تتمكن أجهزة الأمن  من القاء القبض عليه  بعد  عامين من الاختفاء ، وكذلك  دراسة سابقة لمحمد عبد الرحمن  تتحدث عن  تاريخ  مؤسس الجماعة حسن البنا مع  السلمية  في مواجهة الأنظمة السياسية التي عايشتها الجماعة ، وهو ما ترفضه  تماما  جبهة كمال وغالبية الشباب .

 

اقرأ أيضا 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان