"يسقط كل من خان .. عسكر فلول إخوان" شعار رفعته معظم الحركات الثورية إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وظل هذا الشعار عائقا أمام أية تنسيقات بين الحركات الثورية وجماعة الإخوان بعد الإطاحة بمرسي في 3 يوليو رغم تحول الطرفان لمناهضة النظام الحالي.
الخيانة المقصودة بالشعار هو تحالف الجماعة مع ما وصفوهم بـ"العسكر" والتخلي عن الثوار في معركة محمد محمود من أجل صفقة عقدها الإخوان مع الجيش تمكنهم من السيطرة على برلمان 2011، وأخرى مع الدولة العميقة وقت حكم مرسي بحسب اعتقادهم.
وبقي هذا الشعار أساسيا في أبجديات الحركات الثورية حتى دقت حركة الاشتراكيين الثوريين المسمار الأول في نعشه في بيان لها أول من أمس دعا إلى إسقاطه ورفض المساواة بين العسكر والإخوان.
الحركة رأت المساواة بين العسكر والإخوان فيه ظلم كبير للأخيرة التي وضعتها في قالب الحركات الإصلاحية، معتبرة العدو للثورة والثوار هي "الديكتاتورية العسكرية" وليس الإخوان، داعية لإنشاء جبهة ثورية ضد النظام تكون أكثر انفتاحا على شباب الإسلاميين.
باقي الحركات الثورية كان لها مواقف متباينة من هذا الأمر، وظهر هذا جليا في تصريحات قيادات بالحركات الثورية لـ"مصر العربية"، فبعضهم أيد تحطيم الشعار، والآخر واصل إصراره عليه.
بداية آثر مصطفى ماهر العضو المؤسس بحركة شباب 6 أبريل جبهة أحمد ماهر عدم التعليق مبينا أن الحركة لم تتخذ موقفا بعد حيال بيان الاشتراكيين الثوريين، وأنها ستجتمع مساء اليوم لترى هل تتخذ موقفا مشابها أم لا.
لا مجال
بينما كان لشريف الروبي المتحدث باسم حركة 6 إبريل الجبهة الديموقراطية موقفا أكثر تشددا ضد موقف الاشتراكيين الثوريين والدعوة لإسقاط شعار يسقط كل من خان، حيث شدد على ضرورة استمرار الشعار؛ لأن الإخوان إذا تصالحوا مع الدولة العميقة لن يقبلوا بالثوار، وسيتحالفون معها ثانية ضد الثورة بحسب ظنه.
ورفض الروبي ما وصفه بـ"دفاع" حركة الاشتراكيين الثوريين عن جماعة الإخوان المسلمين خلال البيان الصادر عنهم، ودعوتهم للتحالف مع الإخوان وشباب الإسلاميين، مؤكدًا أن العدو الرئيسي لحركة 6 إبريل وشباب الثورة هم الإخوان ودولة مبارك بما فيهم العسكر والنظام الحالي.
لم يكن الروبي وحركته أصحاب هذا المبدأ وحسب فسار على نهجه أيضًا عامر الوكيل منسق عام تحالف ثوار مصر فأعلن صعوبة الوثوق فيمن رآهم خانوا الثوار مرة في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، معتبرا أن من خان مرة سيخون عشرات المرات لذلك لا بد من الحذر منهم.
عواقب جسيمة
وتابع:" أي شخص يأمن خائن عليه أن يتحمل العواقب الجسيمة لتكرار نفس الخطأ وهو ما حدث مع العسكر الذين خدعوا الجميع أكثر من مرة وبأكثر من وجه وكانت العاقبة آﻻف الضحايا".
ومع هذا ذهب المنسق العام لتحالف ثوار مصر إلى أن عواقب الوثوق في الإخوان أقل بكثير من "العسكر" ولكن ستظل الجماعة تخادع في وجهة نظره.
"الكل أخطأ سواء الإخوان أو الثوار" هكذا رحب محمد علام رئيس اتحاد الثورة المصرية بإسقاط مبدأ " يسقط كل من خان".
الجميع أخطأ
فلسفة علام في إسقاط الشعار تمحورت حول أن الجميع قد أخطأ، الإخوان بتحالفهم مع الجيش وقت البرلمان، والثوار بارتمائهم في حضن" العسكر" للإطاحة بمرسي وقت 30 يونيه، بحسب قوله،.
رئيس اتحاد الثورة أثنى على تحرك الاشتراكيين الثوريين، داعيا الجميع لنفس النهج وإلا سيخسر الجميع المعركة.
الرأي نفسه ولكن بعبارات أخرى رددها أ.م أحد كابوهات ألتراس ربعاوي المؤيد لعودة محمد مرسي للحكم:" بيان الاشتراكيين الثوريين جاء متأخرا، ولكنه جيد، فليس الإخوان وحدهم من أخطأوا ولكن كل الحركات الثورية".
يعتقد القيادي بألتراس ربعاوي أن ما سماهم"العسكر" قد استخدموا جميع الكيانات لصالحها للتربع مرة أخرى على كرسي الحكم، فاستخدموا الإخوان في البداية لضرب القوى الثورية، فقتل الكثير منهم في أحداث محمد محمود، ثم استغلوا الحركات الثورية ليفعلوا الأمر نفسه مع الإخوان.
"الآن يقتل الكل، ولا مجال لوقف هذا إلا بالوحدة" بهذه الجملة اختتم كابو ألتراس ربعاوي حديثه.
اقرأ أيضًا: