أكدت صحيفة "إثيوبيان هيرالد" الإثيوبية اليومية أن "مصر مستقرة وسلمية تعد الأمل الوحيد لكل من المصريين وجيرانهم"، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريام ديسالين عبر من هذا المنطلق، عن القلق إزاء عودة الموقف السياسي في مصر إلى حالة من الشكوك أو عدم الاستقرار.
وقالت الصحيفة الرسمية - في مقالها الافتتاحي - إن الحوار هو الخيار الوحيد باتجاه عودة السلم والاستقرار في مصر الذي لن يكون في صالح مصر فقط بل أيضا لصالح كل جيرانها، مشيرة إلى أن ما يحدث في مصر يؤثر على دول أخرى بنفس الطريقة بحكم الموقع الجغرافي والجيوسياسي للبلاد.
وأضافت الصحيفة أن قلق إثيوبيا والذي عبر عنه رئيس الوزراء ديسالين، إزاء الموقف الراهن في مصر ينبع من اعتبارات مختلفة وأولها هو الروابط القوية بين البلدين منذ قرون حيث تعد البلدان من اقدم الدول المعروفة في التاريخ ويتأثران معا عبر التاريخ بنفس الظروف سواء كانت طيبة أو سيئة.
وقالت إن هذه الروابط والتأثيرات والمشاعر المتبادلة بين البلدين ظلت قوية بالرغم من سوء الفهم الذي قد يحدث بين البلدين من حين إلى آخر بسبب بعض الأنظمة المستبدة.
وقالت الصحيفة "ليس من المبالغة القول بإن ما يحدث في مصر يؤثر سلبًا على بقية العالم بنفس الطريقة وأن نظرة سريعة على الخريطة تظهر سبب أن هذا الرأي غير مبالغ فيه، حيث تقع مصر على مفترق طرق وتعد مدخلاً إلى كل القارات المأهولة والمتحضرة" مشيرة إلى أن قناة السويس اعتبرت اساسا للنقل والتجارة في العالم وظلت في بؤرة الاهتمام العالمي بوصفها المحور الرئيسي للتجارة البحرية من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب.
واشارت إلى أن هذه القناة حظيت دائمًا باهتمام كبير من القوى العالمية وأنها ظلت كفرصة وتهديد في نفس الوقت لمصر وشعبها، وأوضحت ان مصر حظيت أيضًا بدور بارز في التحرر من الاستعمار في القارة الأفريقية وفي مسيرة الوحدة الأفريقية وفي كرة القدم الأفريقية وقدمت أيضًا عددًا كبيرًا من الشخصيات البارزة على مستوى العالم ومازالت تسهم بالكثير في أفريقيا والعالم.
وقالت إن من الأهمية أن تظل مصر قادرة على مواصلة لعب هذه الأدوار الإيجابية وإن الشرط المسبق لذلك، هو أن تكون مستقرة وسلمية وديمقراطية وأن يدعم الموقف الداخلي الأمن والازدهار لشعبها.
وأضافت الصحيفة أنه يتعين على الأطراف المتخاصمة أن تتبنى آليات سليمة تجمع بينهم وتحل الخلافات والعمل بشكل رئيسي لحماية مصالح البلاد وعودة السلم والاستقرار مرة اخرى، مشيرة إلى أن تحقيق هذا الهدف سيكون في صالح الجيران القريبين لمصر مثل إثيوبيا التي تهدف سياساتها الخارجية إلى ضمان التعاون مع الدول المجاورة.