رئيس التحرير: عادل صبري 10:01 مساءً | الخميس 03 يوليو 2025 م | 07 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

حرب عربية باردة في مصر

حرب عربية باردة في مصر

أخبار مصر

عبد الفتاح السيسي

نيويورك تايمز:

حرب عربية باردة في مصر

الأناضول 10 يوليو 2013 10:37

ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية واسعة الانتشار اليوم الأربعاء أن مصر أصبحت ساحة لنفوذ الدول العربية المتنافسة، بعدما تعهدت السعودية والإمارات بتقديم 8 مليارات دولار في صورة أموال نقدية وودائع إلى مصر أمس الثلاثاء، وهو القرار الذي يهدف ليس فقط الى دعم حكومة انتقالية هشة، بحسب وصف الصحيفة، ولكن أيضا إلى تقويض منافسيهم الاسلاميين وتقوية حلفائها في الشرق الأوسط الجديد.

 

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن حزمة المساعدات المالية القوية التي أعلنت عنها السعودية والإمارات جاءت بعد يوم واحد فقط من قيام الجيش المصري "بقتل" أعضاء بجماعة الاخوان المسلمين المحتجين على إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.

 

وأعلنت الرئاسة المصرية أمس الثلاثاء عن تقديم الإمارات مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار، منها مليار دولار منحة، و2 مليار دولار وديعة دون فوائد في البنك المركزي المصري، فضلاً عن دعم الطاقة والمواد البترولية.

 

وقال وزير المالية السعودي إبراهيم العساف في تصريحات له أمس، إن السعودية وافقت على تقديم حزمة مساعدات لمصر بقيمة 5 مليارات دولار تشمل ملياري دولار وديعة نقدية بالبنك المركزي وملياري دولار أخرى منتجات نفطية وغاز ومليار دولار نقدا.

 

وتأتى الوعود السعودية والإماراتية، بعد عزل الجيش الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، ووصل إلى سدة الحكم فى انتخابات نزيهة قبل نحو عام.


تنافس سعودي قطري

وتقول " نيويورك تايمز" إن حزمة المساعدات تؤكد على استمرار التنافس الإقليمي على النفوذ بين السعودية وقطر، وتسارع نفوذ الأخيرة منذ بدء الربيع العربي الذي قلب الوضع السائد آنذاك حتى وصول الإسلاميين إلى السلطة.

 

واشارت الصحيفة إلى أن قطر قدمت دعما ماليا ودبلوماسيا قويا لجماعة الإخوان المسلمين وأيضا لإسلاميين مقاتلين في سوريا ، وقبل ذلك قدمت مساعدات لليبيا،  بينما سعت السعودية والإمارات، إلى استعادة النظام الاستبدادي القديم، حيث تسود لدى الدولتين الخليجيتين مخاوف بأن الحركات الإسلامية والدعوة إلى الديمقراطية من شأنه أن يزعزع استقرار الدولتين.

 

تراجع للنفوذ الأمريكي

وتلفت " نيويورك تايمز" النظر الى تراجع الدور الأمريكى فى مصر قائلة: " إن الوعد بتقديم الكثير من المساعدات الخليجية لمصر أيضا يسلط الضوء على محدودية النفوذ الأمريكي، حيث تقدم واشنطن للقاهرة مساعدة سنوية بقيمة 1.5 مليار دولار،  وهو جزء صغير مما وعدت به دول الخليج ، لكن تدخل دول الخليج يتناقض بحدة مع عدم اليقين لدى إدارة أوباما حول كيفية الرد على استيلاء الجيش المصري على السلطة".

 

وتضيف: "البيت الابيض قال إنه يراجع ملابسات استيلاء الجيش على السلطة قبل اتخاذ قرار بشأن المعونة السنوية لمصر، حيث قال بعض النواب في الكونجرس ولاسيما السيناتور جون ماكين عن ولاية أريزونا،  إنه ينبغي وقفها واصفا ما حدث في مصر بأنه انقلاب".

 

واستخدم المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، نبرة مختلفة نوعا ما أمس الثلاثاء، قائلا إن الإدارة الأمريكية  تشجعت بفضل الجدول الزمني الذي قدمته السلطة المؤقتة في مصر للانتقال إلى انتخابات وحكومة مدنية بالكامل.

 

دعم سعودي إماراتي

ويقول تقرير "نيويورك تايمز" إن السعودية والإمارات شعرتا بالابتهاج  بخطوة الجيش المصري للإطاحة بالرئيس مرسي، وكانتا تعاديان أجندة الإخوان المسلمين وتعتبرها تهديدا للشرعية الملكية والاستقرار الإقليمي.

 

وقدمت قطر، على النقيض من ذلك، حوالي 8 مليار دولار من المساعدات لحكومة  الرئيس المعزول محمد مرسي خلال فترة ولايته التي دامت عاما كاملا، كما قدمت تركيا قروضا بقيمة 2 مليار دولار.

 

وذكرت " نيويورك تايمز" أن التوتر بين قطر والسعودية قديم وكبير قبل الثورات العربية التي بدأت في عام 2011، حيث تفضل السعودية العمل بدبلوماسية  دفتر الشيكات بهدوء ووراء الكواليس، وترى في نفسها رائدة في المنطقة، بينما رسمت  قطر منذ سنوات سياسة خارجية كبيرة ، وترفض في كثير من الأحيان مصالح السعودية، وذلك باستخدام ثروتها وشبكة الجزيرة الاعلامية .

 

وتقول الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار إن قطر ، تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، سارعت إلى تقديم الدعم المالي للإسلاميين في تونس وليبيا وسوريا ومصر، وغالبا ما تقف بجوار الإخوان المسلمين أو التنظيمات التابعة لها مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما أغضبت السعوديين وإدارة أوباما من خلال دعم الثوار الاسلاميين في سوريا وتوفير بعض الأسلحة الأثقل، مثل قاذفات أر.بي.جيه.

 

ويذكر أنه مع صعود الإخوان، قطعت السعودية المساعدات عن نظام  محمد مرسي وتجاهلت المطالب الأمريكية لمساعدة مصر في إدارة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، ولكن بعدما أطاح الجيش بمرسي، سارعت الحكومتان السعودية والإماراتية لإصدار بيانات قوية لدعم عملية الانتقال.

 

ورفض مسؤولون قطريون التعليق على التنافس الإقليمي بين الخليج إزاء المساعدات المالية لمصر، لكن مسؤولا قطريا ، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن المساعدات المالية القطرية كانت موجهة للشعب المصري، وليست لشخص أو حزب.

 

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن المساعدات المالية القطرية والتركية ساعدت نظام مرسي خلال العام الماضي على تجنب إجراء إصلاحات اقتصادية مؤلمة يطالب بها صندوق النقد الدولي، مقابل الحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار.

 

وتعتقد الولايات المتحدة أن هذه التغيرات، بما في ذلك خفض دعم المواد الغذائية والكهرباء،  ضرورية للمساعدة في خروج مصر من مشكلة عجز الموازنة والأزمة الاقتصادية.

 

ويبدو أن المساعدات السعودية والإماراتية ربما تخدم نفس الغرض، لمنع اتخاذ قرارات غير شعبية والحد من تأثير محتمل للجانب الأمريكي على الحكومة المصرية القادمة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان