تباينت ردود أفعال القوى السياسية بالإسماعيلية حول العملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي شاركت بها 10 دول عربية، بينها مصر، تحت قيادة المملكة العربية السعودية للحد من نفوذ الحوثيين باليمن
ففى الوقت الذي رحبت فيه بعض القوى بمشاركة مصر في العملية للحفاظ على مصالحها، وفى مقدمتها مضيق باب المندب (المنفذ المؤدي إلى قناة السويس) رأت بعض القوى أن مصر لا ناقة لها ولا جمل في هكذا حرب، واعتبروا ذلك تدخلا في شئون دول عربية أخرى دون مبرر، ومخالفة للدستور الذي ينص على أن رئيس الجمهورية لا يرسل القوات المسلحة خارج حدود الدولة في مهمة قتالية إلا بعد أخذ رأي مجلس الدفاع الوطني وموافقة مجلس الوزراء ومجلس النواب بأغلبية ثلثي الأعضاء.
من الفريق الأول، قال الدكتور إبراهيم شوقي، المتحدث الإعلامي باسم حزب المصريين الأحرار: "إن اعلان الخارجية مشاركة مصر بعملية عاصفة الحزم العسكرية ليس مفاجئا، وتم وفقا لرؤية القيادة السياسية، وهي على دراية واسعة بطبيعة الأحداث التي تمر بها المنطقة، كما أن هذه العملية سبقها تخطيط وتنسيق مع الدول العربية الشقيقة، فكان لابد من مشاركة مصر للمحافظة على مقدراتها ومصالحها السياسية والاستراتيجية، وفي مقدمتها قناة السويس، وباب المندب الذي يعد مضيقا حيويا لعبور السفن إلى القناة"
وتابع: "مصر تنتظر زيادة أعداد السفن العابرة للقناة، خاصة مع انتهاء مشروع قناة السويس الجديدة، فلابد لها أن تحافظ على جميع المنافذ المؤدية للقناة"
وعن رأيه فى تدخل الجيش المصرى بريا في اليمن، قال: "من واقع رؤية الأحداث نجد أن الحوثين مجرد ورقة للعب بها سياسيا على الساحة العربية، وهذه الضربة الجوية من الممكن أن تحجم نفوذهم، ولا أعتقد أنه سيكون هناك حاجة لتدخل بري، لكن بيان الخارجية أوضح إمكانية المساهمة بقوات برية إذا لزم الأمر، إلا أن التدخل البري حساباته صعبة ومعقدة بسبب التجربة المصرية فى الستينيات، وطبيعة أهل اليمن، ومن الممكن أن تكون اليمن ساحة صعبة فى التدخل البري، وعلى القيادة السياسية أن تعي هذه الأمور لتتخذ القرار السليم"
ضرورة قومية
وفي ذات الاتجاه، قال أشرف العاصي، رئيس لجنة حزب الوفد بالإسماعيلية، إن تشكيل جيش عربي موحد مطلب قومي تأخر كثيرا، لافتا إلى أن "الجيش العربي" بدأ مهامه بضرب الحوثيين فى اليمن، وسيبدأ بعدها مواجهة خطر داعش، من أجل الحفاظ على الأمن القومي العربي"
ووصف العاصي عملية "عاصفة الحزم" بالخطوة المطلوبة والضرورية، معلنا تأييده لمشاركة مصر في التحالف العسكري ضد الحوثيين، "لأن دور مصر هو تدعيم الأمة العربية ودورها القومي".
وشدد العاصي على ضرورة أن يكون التدخل المصري بريا في إطار تنسيق عام وأدوار مرتبة بين كافة الدول العربية، وليس بشكل انفرادي
لا ناقة ولا جمل
في المقابل، أكد مسعد حسن، أمين حزب التحالف الاشتراكي بالإسماعيلية، أن مشاركة مصر في العملية العسكرية باليمن مخالف للمادة 152 من الدستور والتي تنص على أن شن حرب على دولة عربية يمثل تدخلا فى شئونها الداخلية، وانحيازا لفصيل ضد آخر، مضيفا: "هذه الحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل"
وأضاف: "الحديث عن حماية مضيق باب المندب كلام للاستهلاك المحلي، لأن كل المضايق المائية ومجرى قناة السويس تخضع لاتفاقية القسطنينية التى تلزم المجتمع الدولي بأسره بالتدخل في حال إغلاق أحدها حماية للتجارة العالمية، كما أن الحوثين لم يستولوا على مضيق باب المندب حتى الآن ولم يهددوا بإغلاقه، وهناك قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية فى الصومال لحماية المضيق"
وتابع: "هذه الحرب هدفها حماية النظام السعودي وأنظمة دول الخليج، ومصر الآن تدفع فاتورتها التى يجب ان تسددها لهذه الدول عندما تتهدد عروشها، فالجيش المصرى يجب أن يكون لحماية الأمن القومى المصري ولحماية حدودنا، وعندما قام الرئيس السيسى بالغارة على تنظيم داعش فى ليبا بعد أن قتل أبناءنا باركنا هذه الخطوة وأيدناها بكل قوة، أما أن يخرج ويحارب دون الرجوع للشعب، وفى غياب البرلمان وعدم الرجوع إلى مجلس الدفاع الوطني أو موافقة مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الوطني كما تنص المادة 152 من الدستور فإننا نكون أمام مشكلة حقيقية".
اقرأ أيضا: