رئيس التحرير: عادل صبري 09:57 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

منافع سد النهضة .. "صابونة" إثيوبيا لمصر

منافع  سد النهضة .. صابونة إثيوبيا لمصر

أخبار مصر

سد النهضة الإثيوبى

منافع سد النهضة .. "صابونة" إثيوبيا لمصر

أحلام حسنين ومحمد نصار 21 مارس 2015 16:49

مصر لن تتأثر من بناء سد النهضة، والمشروع سيطيل العمر الإفتراضى للسد العالى، نقاط  أشار إليها السفير الإثيوبى بالقاهرة، محمود دريرغيدى، خلال حواره  لصحيفة المصرى اليوم، اليوم السبت، زاعمًا أن هناك الكثير من فوائد السد الذي دارت حوله أقاويل للجانب المصرى.

 

يأتى ذلك قبل يومين من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى العاصمة السودانية، الخرطوم، الاثنين المقبل، بحضور رئيس الوزراء الإثيوبى، لتوقيع اتفاق بشأن استفادة الدول الثلاث من سد النهضة.

 

نادر نور الدين، أستاذ الري واستطلاح الأراضي بجامعة القاهرة، علق على هذه التصريحات، قائلا: "ده مجرد " كلام فاضي وضحك على الذقون"، مؤكدًا أنه ليست هناك فائدة واحدة تعود على مصر من وراء السد، بل سنواجه كوارث هائلة إذا مضت إثيوبيا في بناءه.

 

ولفت نور الدين، في تصريح لـ "مصر العربية" إلى أن إثيوبيا نجحت في أخذ مصر للتفاوض حول بناء السد، ورفضت التعهد بالحفاظ على حصتها في مياه النيل، مؤكدا أن توقيع مصر على اتفاقية الخرطوم الاثنين المقبل، يمثل اعترافا رسميا منها بالموافقة دون مقابل على بناء السد، وتضفي عليه الشرعية، وبذلك تعود التمويلات الدولية المتجمدة ومنها 5.5 ملياردولار من البنك الوطني، ومليار دولار من إيطاليا، ومليار دولار من كوريا والتمويل الإماراتي، وهو ما يعجل بخطى بناء السد حتى يكتمل قبل 15 شهر.

 

أهم مخاطر السد

 

تتمثل مخاطر سد النهضة على مصر، كما حددها  نور الدين، في تفريغ بحيرة السد العالي حال امتلاء السد الإثيوبي من مياه النيل الأزرق، وهو ما يتوقف معه توليد الكهرباء من السد العالي، والتي تصل إلى 2000 ميجاوات أي بمعدل 10 % من إجمالي الكهرباء، ما يترتب عليه ظلام 3 محافظات تغذيهم كهرباء السد، فضلا عن نقص 12 مليار متر مكعب سنويًا من حصة مصر في مياه النيل، بما يهدر مساحة 2.5 مليون فدان من الأرضي الزراعية.

 

مصر تخسر 20 مليار متر من المياه

 

وحذر الخبير في شئون المياه ومستشار وزير الموارد المائية السابق ضياء القوصي، من المضي في بناء سد النهضة الإثيوبي، نافيًا ما تزعمه الحكومة الإثيوبية بعدم المساس بحصة مصر من المياه، مؤكدًا أنه في حال اكتماله ستخسر مصر ما بين 10 مليار و20 مليار متر مكعب من حصتها.

 

وأضاف القوصي، أن بناء السد سيؤدي إلى خفض الانتاج الزراعي وتجريف التربة، نتيجة عدم وصول المياه لـ 2 مليون فدان سنويًا، وتشريد ملايين الأسر التي تعمل بالزراعة، غير ما يخلقه من ضرر بالغ على تلوث ما يتدفق لمصر من مياه.

 

إثيوبيا تتعمد المماطلة مع مصر

 

فى سياق متصل، حذر مصطفى الجندي، مؤسس تحالف 25-30، رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية الذي توجه إلى إثيوبيا مؤخرًا، الرئيس عبد الفتاح السيسى من التوقيع على أى إتفاقية، دون حضور دول حوض النيل كافة، مشيرا إلى أن سد النهضة لن يحقق أية منافع لمصر، وأن إثيوبيا تتعمد المماطلة، لكسب الوقت للانتهاء من عمليات البناء.

 

ورأى أنه من الضروري الاجتماع بدول حوض النيل، تحت رعاية أوغندا، للبحث عن غطاءٍ سياسي شرعي لمصر، في مواجهة إثيوبيا، تحت شعار لا ضرر ولا ضرار.

 

وطالب "الجندي" بالاستغاثة بالمواثيق الدولية المنظمة لحق الإنسان في الحياة، والتي تنص على أن الفقر المائى يحدد للفرد 1000 متر مكعب من المياه سنويًا، بمعنى أن يكون لمصر 90 مليار متر مكعب من المياه، بدلًا من الـ 55 مليار متر، التي تحصل عليها.

 

وشدد على ضرورة إنشاء مكتب أفريقي، يجمع دول حوض النيل، بشكل خاص، والدول الإفريقية بشكل عام، يتولى إدارة الأزمات المتعلقة بالمياه، وغيرها، ويقف على الحياد بين جميع الدول، ويكون ممثلًا للدول الإفريقية في المجتمع الدولي.

 

الدكتور أيمن شبانة، الخبير بمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، يرى أن سد النهضة لا يحمل أية فوائد لمصر على الإطلاق، مشيرا إلى أنه سيقلل من مساحة الأراضى المنزرعة، وسيؤدى إلى بوار ألاف الأفدنة فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر إلى توسيع مساحة الرقعة الزراعية، لسد العجز الغذائى.

 

 التواصل مع المعارضة الإثيوبية

 

وأضاف شبانة في تصريحات لـ "مصر العربية"، أهمية التواصل المصري مع المجتمعات المحلية في إثيوبيا، وتوضيح المخاطر المتعلقة بالسد، خاصة في ظل وجود رفض مجتمعي لإنشاء السد من جانب المعارضة السياسية في منطقة بني شنقول؛ وهو ما يعني انتفاء أحد أهم شروط الحصول على الدعم المالي الخارجي، وهو شرط القبول المجتمعي للمشروع.

 

ونادى باستمرار المفاوضات مع إثيوبيا لإقناعها بضرورة الإقلاع عن سياسة فرض الأمر الواقع، والالتزام بالحجم الأول للسعة التخزينية للسد (14 مليار م3)، لكن نجاح المفاوضات يتطلب عدم النظر إلى القضية باعتبارها مسألة فنية بحتة، والتعامل معها باعتبارها قضية "مصير".

 

اقرأ أيضًا

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان