رأى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تخرج بها مصر من أزمتها الحالية هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، يمكن أن تتخذ قرارات حاسمة وتحمل على عاتقها كافة المسئوليات.
وقال فريدمان - في مقال أوردته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الأحد - "إنه لم يكن هناك فرصة أمام الرئيس محمد مرسي للصمود، وفي حال تم إجراء انتخابات جديدة وتم كتابة دستور جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة - يشارك فيها الإسلاميون- فإنه ستكون هناك فرصة حتما أمام مصر لإدارة جميع المشاكل التي لم يعد من الممكن تجنبها"، مشددا على أن الدور الأمريكي الحالي يتمثل في دفع جميع الأطراف نحو مثل هذا الائتلاف الوطني.
وأوضح أنه لو كان الرئيس مرسي قد أتم حكمه لثلاث سنوات قادمة لواجه هو وجماعته المزيد من العجز والسخط الشعبي، فالشعب المصري - وفق تعبيره - رأى أن استمرار حكم مرسي قد يدفع بمصر إلى حافة الهاوية لاسيما في ظل اقتراب البلاد من مرحلة العجز عن توفير الطعام للفقراء، إضافة إلى توقعات بنفاد احتياطي النقد الأجنبي لدفع ثمن واردات الوقود والغاز ونقص الكهرباء.
واعتبر الكاتب الأمريكي، أن مرسي لم يركز على الحكم ولم يحسن اختيار القيادات، فسعيه وجماعته للاستيلاء على السلطة كان الممكن أن يجعل مصر تصبح الأسوأ بحلول الانتخابات الرئاسية المقبلة: حكومة متعنتة، وتردى للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
ولفت إلى أن أحد أبرز الإخفاقات السياسية للحكومة الإسلامية، هو فشلها في إدراك أن أفضل وسيلة لمصر لتعويض النقد الأجنبي لشراء المواد الغذائية والوقود هي إحياء صناعة السياحة وبدلا من ذلك، قامت بتعيين 17 محافظا جديدا، ومن ضمنهم عادل الخياط عضو الجماعة الإسلامية المتشددة التي اتهمت بتنفيذ المذبحة التي راح ضحيتها 58 سائحا في الأقصر في عام 1997، مما اعتبر بمثابة تدمير للسياحة.
وقال فريدمان، إنه بدلا من معاقبة الولايات المتحدة للمصريين لمحاولتهم تغيير مسار البلاد قبل السقوط من على حافة الهاوية، فإنه يتعين على الإدارة الأمريكية أن تستخدم المساعدات الأمريكية ونفوذها مع الجيش للحصول على أقصى استفادة من هذه الأزمة، وأن تبدأ بالضغط على الحكومة الحالية للمطالبة بالإفراج عن قادة الإخوان من السجن وضمان مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة وإشراكهم في كتابة الدستور، مشددا على أن أي شخص سيحاول أن يحكم مصر وحده سيصاب بالفشل.
