قال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الحاكم بمصر إن "الجيش لن يقبل أن تتحول البلاد وتدخل في بحور من الدماء كما يتم في سوريا".
وأضاف العريان في كلمة له اليوم الأربعاء بالمنصة المقامة بميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر شرقي القاهرة، حيث تعتصم حشود من المؤيدين للرئيس محمد مرسي منذ يوم الجمعة الماضي، "هناك بواقي من النظام القديم في المؤسسات الحيوية كالشرطة والجيش ويعملون للإطاحة بالرئيس المنتخب ويتعاونون مع البلطجية لإثارة الفتنة بين المتظاهرين في الميادين".
وأمهل الجيش، الاثنين الماضي، جميع القوى السياسية مهلة 48 ساعة، انتهت عصر اليوم الأربعاء، لـ "الاستجابة لمطالب الشعب"، محذرا من أن عدم حدوث ذلك سيدفعه إلى أن يضع هو "خارطة طريق المستقبل" بالتشاور مع القوى السياسية والشعبية والشبابية، وذلك بعد مظاهرات قامت بها قوى معارضة للمطالبة بتنحي مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بدعوى "فشله" في إدارة شؤون البلاد، ومظاهرات أخرى مؤيدة له تطالب ببقائه.
ويعقد الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي حاليا اجتماعا مع قيادات سياسية ودينية وشبابية أو ممثلين عنها للبحث عن مخرج للأزمة السياسية الراهنة، فيما ينتظر المصريون بيانا بعد انتهاء الاجتماع بحسب الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية على موقع (فيسبوك) للتواصل الاجتماعي.
وقال العريان إن "العالم الآن يشهد أن التيار الإسلامي تمسك بالشرعية ورفض الالتفاف عليها كما فعل العديد من رؤساء الاحزاب والتيارات الأخرى"، في إشارة لأحزاب معارضة دعت إلى إنهاء حكم الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأشار نائب حزب الحرية والعدالة إلى أن مبادى ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، كان من ضمنها الشرعية لمن يحكم ويأتي بانتخابات حرة.
وقال "الرئيس مرسى يرأس جميع مؤسسات الدولة بحكم الشرعية".
وحذر الرئيس المصري محمد مرسي ضمنيا في خطاب متلفز ألقاه مساء الثلاثاء، الجيش من عواقب الانقلاب عليه، وأعرب عن رفضه لانتخابات رئاسية مبكرة، ودعا المصريين للوقوف مع شرعيته التي أكد انه "لا بديل عنها".
وكرر مرسي في خطابه ما لا يقل عن 50 مرة عبارة "الشرعية" وشدد على تمسكه بشرعيته الدستورية وقال :"لا بديل عن الشرعية الدستورية، الشرعية القانونية، الشرعية الانتخابية القانونية الذي أفرزت رئيسا منتخبا لمصر لأول مرة في تاريخها، والشعب وافق على هذا".
وأوضح العريان أنه حضر إلى منصة ميدان رابعة العدوية واستنكر واقعة الاعتداء على متظاهرين مؤيدين للرئيس مرسي الليلة الماضية في ميدان نهضة مصر (غرب القاهرة) مما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين.
وقال نائب الحزب الحاكم "كانوا (القتلى والمصابون) يؤيدون الشرعية المتمثلة في الرئيس المنتخب بالإرادة الشعبية".
وفاز الرئيس مرسي في شهر يونيو/حزيران من العام الماضي 2012 بأول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 بنسبة 51.7% بفارق ضئيل عن منافسه في جولة الإعادة الفريق أحمد شفيق المحسوب على نظام الرئيس السابق حسني مبارك.