"احنا الصوت لما تحبوا الدنيا سكوت"، موعدنا غدا في تمام السابعة والنصف في استاد الدفاع الجوي، ومباراة الزمالك وإنبى.. كانت هذه آخر عبارات كتبها الزميل شريف الفقي، ضحية مجزرة استاد الدفاع الجوى قبل نزوله لمتابعة المباراة لتنهي حياته.
لم يكن يعلم شريف الفقي، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة الأزهر، قسم الصحافة والنشر، المتدرب بجريدة "شعب مصر"، أن صوته سيسكت بعد ساعات من كتابة هذه الكلمات على "فيسبوك"، كان في عجلة من أمره لتدق السابعة والنصف إيذاناً ببدء المباراة "عقارب الساعة تتحرك ببطء في انتظار السابعه والنصف من الأحد لرؤية الملكي الفارس الأبيض نادي الزمالك ولكن هذه المرة من المدرجات وعودة من جديد لمساندة الملكي وراه فين مايروح"، وكأنه يستشعر أنها المرة الأخيرة التي سيساند فيها ناديه ويموت بسبب حبه للكرة.
بعد ساعات من وقوع شريف ضمن المتوفين حضر والده إلى مشرحة زينهم وكان بُلغ بأن ولده قتل إثر إصابته بطلق ناري، وبحسب شهادة الصحفي محمد ربيع رسمي قام الرجل بفحص جسد ولده لدرجة أنه جرد شريف من" شرابه" للتأكد من سبب الوفاة.
وذكر رسمي بعدها أن شريف مات مختنقا بالغاز المسيل للدموع وتسببت كمية الغاز الكبيرة في حدوث تورم في الرئة كما حدثت في وجهه كدمات بسبب حالة التدافع، وفي النهاية كتب سبب الوفاة مات بسبب التدافع.
أصدقاء شريف كتبوا على "فيسبوك" إنهم سينطلقون في الرابعة من عصر اليوم إلى مسقط رأسه بمحافظة كفر الشيخ، مركز مطوبس قرية أبو دنيا.
حلم العمل والتدريب
بعد وفاة الزميل كتب صديقه محمد محمود حوارا دار بينهما، تلخص في بحث شريف عن عمل في بلاط صاحبة الجلالة، ليسدد ما عليه من دين وصل لـ300 جنيه، كان بيقولى إنه مش لاقي شغل بس ده مش مسبب له مشكلة، أزمته كانت فى 300 جنيه مستلفهم من صحابه، ياريت أي حد من صحابه يشوف البوست ده يكلمني عاوزين نعرف مين كان واخد منهم الفلوس ونسددها.
بعدها كتب الدكتور حسام شاكر، المعيد بقسم الصحافة، عن شريف قائلا: صعقت عندما رأيت صورة ذلك الشاب البشوش الذي كان يرتع على صفحته فى "الفيسبوك" قد تحولت صورته إلى جثة هامدة على صفحات الآخرين، وإذا بي أدقق، فإذا به شريف الفقي أمعنت النظر، فاكتشفت أنه ذلك الطالب المجد الذي أحببته كثيرا رغم أني لا أعرف عنه انتماءه السياسى أو الكروي.
وأضاف تذكرته وهو يقول لي "لو سمحت يا دكتور ممكن تشوف لي مكان كويس للتدريب"، ووجدته مفعما بالنشاط والحيوية، يحب الصحافة كثيرا، فقدر الله وقبل تدريبه فى "اليوم السابع" لكن ظروف سفره منعته من الحضور، أجهشت بالبكاء حزنا عليه عندما رأيت خبر وفاته، فشيئان لو بَكَتِ الدماءُ عليهما * عيناي حتى يؤذنا بذهابِ
لم يبلغَا المعشارَ من حقيهما * فقدُ الشبابِ وفرقةُ الأحبابِ.
وأكمل شاكر: سارعت إلى صفحته على "فيسبوك "فإذا بي أجد آخر كلماته "إحنا الصوت لما تحبوا الدنيا سكوت"، فبكيت على هذا الصوت الذي سكت.
اقرأ أيضًا: