أعلن عبد الدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر، اليوم، استقالته من البرلمان المصري؛ احتجاجا على ما ورد في خطاب الرئيس محمد مرسي الذي ألقاه للشعب أمس.
وبذلك يعد نصير هو ثاني ممثل للأزهر في مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان والمنوط بها مؤقتا مهمة التشريع لحين انتخاب مجلس النواب) يقدم استقالته، من بين 4 ممثلين، بعد أن تقدم محمد مهنا في وقت متأخر أمس باستقالته.
وفي تصريحات خاصة للأناضول، اليوم، قال نصير: "تقدمت بالاستقالة كموقف خاص من خطاب الرئيس مرسي؛ حيث آلمني قضية فتح الباب للقتال في الشارع وأن تكون هناك حرب أهلية في مصر".
وأضاف أن استقالته ليس دعما لدعوة المعارضة بإسقاط الرئيس مرسي، قائلا: "لا يعنيني من يحكم، وإنما يعنيني الحفاظ على دماء المصريين".
وكان مرسي قال في خطابه أمس للشعب إنه لن يستقيل من منصبه؛ حفاظا على الشرعية الدستورية كونه رئيسا منتخبا، وذلك في مقابل دعوات قوى معارضة تطالبه بالتنحي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بدعوى "فشله" في العام الأول من حكمه.
وفي وقت سابق قال محمد منها لـ "الأناضول" إنه قدم استقالته في وقت متأخر من مساء أمس ردًا على خطاب الرئيس المصري محمد مرسى، الذى وصفه بأنه "لم يرتق إلى مطالب الشعب المشروعة مما أصاب الجميع بخيبة أمل".
وفي المقابل قال مصدر مسؤول بالأزهر الشريف إن استقالة المهنا ونصير "موقف شخصي لا يعبر عن الرأي الرسمي للأزهر"، وإن موقف الأزهر "واضح وهو الابتعاد عن السياسة وعدم تأييد طرف ضد طرف والحرض على الدولة الديمقراطية".
وأضاف المصدر أنه كان المفترض أن ينسق مهنا مع الأزهر قبل أن يعلن استقالته؛ خاصة وأن الأزهر هو من رشح ممثليه في المجلس، وعليه فهو صاحب القرار في سحبهم من عدمه.
وممثلو الأزهر في البرلمان هم: عبد الدايم نصير ومحمد مهنا وحسن الشافعي ونصر فريد واصل، إضافة إلى القصبي زلط الذي قدم استقالته منذ 3 أشهر لظروف صحية.
وعن بقية ممثلي الأزهر قال مصدر مقرب من كل من حسن الشافعي ونصر فريد واصل داخل الأزهر إنهما لن يستقيلا "حفاظا على الشرعية الدستورية وعدم هدم البناء الديمقراطي".
وحول سبب عدم التنسيق مع الأزهر بشكل رسمي قبل إعلان الاستقالة قال نصير لـ"الأناضول" إن: "الوقت الآن يتسارع، وليس هناك فسحة للتنسيق في تحديد الاستقالات بشكل جماعي ورسمي".
وسبق أن قدَّم 24 نائبا في المجلس استقالتهم احتجاجا على استمرار مرسي في الحكم، كما تقدم بالاستقالة من الحكومة وزراء ومسؤولون في عدة هيئات.
