تشهد 5 ميادين رئيسية بالعاصمة المصرية تظاهرات حاشدة بأعداد ضخمة، مساء اليوم الثلاثاء، ما بين مؤيد ومعارض، لحكم الرئيس محمد مرسي، بعد عام من توليه الرئاسة.
وفسر مراقبون تزايد الحشود اليوم، خصوصا من جانب التيار المؤيد لمرسي، بأنه يأتي لتأكيد القاعدة الجماهيرية لكل فريق، قبيل انقضاء المهلة التي حددها الجيش لكافة القوى السياسية والتي تنتهي عصر الغد، والاستعداد لكافة السيناريوهات التي تطرح استنادا إلى بيان الجيش.
وفي ميدان التحرير، وسط القاهرة، ومحيط قصري الاتحادية والقبة الرئاسيين، شرقي العاصمة، تجمع معارضو الرئيس، فيما احتشد مؤيدوه في ميداني رابعة العدوية (شرق العاصمة والقريب من الاتحادية)، و"نهضة مصر" غربي القاهرة والقريب من ميدان التحرير.
وخلافا لما جري في اليومين الماضيين، حيث تبدأ أعداد المتظاهرين في الزيادة مع غروب الشمس، فإن الحشود بدأت تتوافد على الساحات التي يتواجد فيها المؤيدون والمعارضون منذ عصر اليوم، وهو ما يرجعه مراقبون إلى حرص الطرفين - المؤيد والمعارض للحكم - على الظهور بحشد أكبر من الآخر في الشارع؛ وللتأكيد على أن موقفه هو موقف السواد الأعظم من المصريين.
وامتلأت تلك الميادين بحشود ضخمة سواء من المؤيدين أو المعارضين والذين توجه قسم كبير منهم إليها عبر مسيرات جابت أنحاء القاهرة وشهد معظمها وقوع اشتباكات بين الفريقين أسفرت عن وقوع مصابين من كل منهما.
وعلى بعد أمتار من قصر الاتحادية، حيث اتخذ العشرات أماكنهم أمام الاعتصام يقومون بتفتيش المارة، والإطلاع على بطاقات هويتهم، قال "إبراهيم"، الذي جاء مع أصدقائه الذين يقول إنهم شاركوا في ثورة 25 يناير 2011، "نحن جئنا هنا لحماية الثورة، من نظام الرئيس الحالي، ولسنا دعاة عنف كما يروج عنّا، أي شخص ممكن يأتي بنفسه ويشاهد الميدان، لن يجد متظاهرا واحدا معه قلامة أظافر حتى(يقصد عدم تواجد ولو أبسط أنواع الأسلحة)".
وفي ميدان التحرير، قالت ليلى أحمد، التي جاءت بصغارها لتعتصم لليوم الثاني على التوالي، "نعرف أن أنصار مرسي قد يثيرون العنف في أي لحظة، لكن نحمد الله أن الجيش انضم لنا، ولن يسمح لهم بإيذائنا، ولن أغادر الميدان مع أطفالي قبل أن يرحل مرسي، أو يجبره الجيش على الرحيل".
لكن المعتصمين بميدان النهضة، قرب جامعة القاهرة، وفي ميدان رابعة العدوية كان لهم رأي آخر، حيث عبر "سيد" المشارك باعتصام جامعة القاهرة، الذي بدأت القوى الإسلامية الحشد له، عقب بيان القيادة العامة للقوات المسلحة بقوله "نحن معتصمون لحين قضاء 7 سنين، بمعنى أوضح نحن مستعدون للموت هنا، حتى ينتهي مرسي من ولايته".
وخلال نفس الاعتصام قال إكرامي أحمد، العجوز السيتيني، المؤيد للرئيس مرسي، "الشرعية الحقيقية أتت بالقانون وانتخابات حقيقية يشهد بها العالم كله".
صادق الذي جاء للاعتصام عقب بيان القيادة العامة للقوات المسلحة تأييداً ودعماً لشرعية مرسي، وجه رسالة لوزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي فقال "حذار ثم حذار ثم حذار أنت تخطيت الحدود والشرعية المتمثلة في القائد الأعلى للقوات المسلحة (يقصد مرسي) ، إحذر لأن الجيش به قيادات أخرى متمسكة بالوطن".
وواجه بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، الذي أصدرته أمس، انتقادات في أوساط المؤيدين للرئيس مرسي، بينما قوبل بترحاب شديد من جانب معارضي مرسي، الذين ثمنوا دور الجيش المصري، الذي أمهل في بيانه 48 ساعة لجميع القوى السياسية للاستجابة لمطالب الشعب، وإلا فسيطرح خارطة طريق للمستقبل بالمشاركة مع كافة القوى السياسية والمجتمعية.
أما عبد الله، الشاب الذي وقف على مقربة من الهتافات المرددة "شوف يا سيسي مرسي رئيسي" عند ميدان رابعة العدوية، مرتدياً علما أسود مكتوبا عليه لا إله إلا الله فقال "نزلنا لنصرة الإسلام قبل مرسي، ومع مرسي، وبعد مرسي، ولن نتنازل إلا أن تكون إسلامية، ولن نذل لأي كافر".
وأضاف عبد الله "أقول لمن يتظاهرون ضد الرئيس مرسي أنتم المخربون في البلاد، الشرطة كانت معكم وضربت على إخواننا في سيدي جابر، الشرطة والبلطجية يضربون في الشعب، أليست هذه خيانة؟، نحن أكبر قوة على أرض مصر ومع ذلك نعفو نصفح ولا نثير العنف".