رئيس التحرير: عادل صبري 09:43 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

مرسي يتوعد فلول مبارك ويغازل العسكر والشباب

وسط مظاهرات في الميادين..

مرسي يتوعد فلول مبارك ويغازل العسكر والشباب

مصر العربية 26 يونيو 2013 22:55

شن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في خطابه الذي ألقاه على مدى ساعتين ونصف الساعة، هجوما شديدا على رموز النظام السابق الذين اتهمهم بتأجير البلطجية واستخدام المال الذي اكتنزوه في "عهد الفساد البائد".

ووجه مرسي تهديدات لمن وصفهم بأنهم يهددون استقرار البلاد والمساس بأمن الوطن وإثارة الفتن، بأنه سيستخدم القانون في وضعهم داخل السجون. جاء خطاب مرسي الذي انتظره المصريون، منذ يومين، حاملا رسائل مهمة في وقت تتوجه في البلاد إلى منزلق سياسي، وحالة من الفوران، تنذر بأزمات كثيرة. وأبدى الرئيس غضبه من استغلال بعض القضاة ورجال الأعمال والأحزاب والقوى السياسية وأجهزة الأعلام حالة البلاد ونشر المزيد من الشائعات، وإعادة البلاد إلى " العهد  البائد".

حمل خطاب مرس رسائل عديدة، تعلقت بدعم الشباب في العمل السياسي وقيادة شئون الدولة، وتطهيرالنظام الإداري من "رجال العهد السابق" الذين يستغلون وجودهم في صناعة أزمات اقتصادية تؤثر على المواطنين البسطاء. وتحدى مرسي أن يعود منافسه السابق على المنصب الرئاسي أحمد شفيق أن يعود إلى البلاد، بعد هروبه من مصر منذ عام، ويواجه جرائم الفساد التي ارتكبها في قطاع الطيران.

وفي رسالة شديدة اللهجة، قال الرئيس محمد مرسي إنه سيمنع رموز النظام السابق الذين حصلوا على براءات  من التهم التي يواجهونها، من ممارسة الأعمال التي يقومون بها من تمويل للبلطجة. وذكر الرئيس شخصيات بعينها مثل أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب في النظام السابق، وحسن عبد الرحمن آخر رئيس لجهاز أمن الدولة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.

 أصدر مرسي في خطابه عدة قرارات، منها: إلزام المحافظين والوزراء بتعيين مساعدين لهم من الشباب، فيما لا يزيد سنه على 40 سنة خلال 4 أسابيع من الآن. تكليف وزير الداخلية بعمل وحدة خاصة لمكافحة البلطجة، تشكيل لجنة مستقلة لإعداد التعديلات الدستورية المقترحة من جميع الأحزاب والقوى السياسية التي دعيت للجلوس مع الرئيس غدا، لوضع مقترحاتهم لتعديل الدستور وتقديمها للبرلمان في أولى جلساته المقبلة، بقرار من رئيس الجمهورية. 

وقرر الرئيس تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية، تضم جميع القوى الثورية ممثلي الأحزاب والنقابات والقوى الوطنية للعمل على تحقيق المصلحة الوطنية، والتوافق على محاور العمل الوطني خلال الفترة المقبلة بما يعلي مصلحة الوطن وتوفير المناخ المناسب للاستقرار والتنمية.

أعلن مرسي تكليف الوزراء والمحافظين، بإقالة كل المتسببين في الأزمات التي تعرض لها المواطنون، في محاولة من الرئيس للقضاء على "الدولة العميقة"، بإقالة كل المتسببين في الأزمات التي تعرض لها المواطنون في قطاع الخدمات ومتابعة رئيس الوزراء على أن يتم ذلك خلال أسبوع.

وقرر الرئيس سحب تراخيص كل محطات البنزين التي امتنعت عن تسليم المنتج أو توزيع حصتها على المواطنين، تكليف وزارة التموين باستلام محطات الوقود التي تمتنع عن العمل.

جاء خطاب مرسي بعد أن تأخر عن موعده المعلن من قبل عدة ساعات، حيث بدأ الاحتفال بالسلام الوطني، فور دخول الرئيس محمد مرسي إلى قاعة خوفو بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، التي تتسع لنحو 2500 مقعد. بدأ الدكتور مرسي خطابه بآيات قرآنية، داعيا الله أن يشرح له صدره ويحل عقدة من لسانه، وأن يفقه الناس قوله. هنأ مرسي الناس بقرب حلول شهر رمضان، الذي وصفه بأنه شهر الخير والصيام والقيام. وترحم مرسي على شهداء الثورة وقدم التحية لشهداء الثورة" المجيدة" الذي وصفهم بأنه صناع الثورة التي دفعت فيها ثمن غال على جميع المصريين، من أجل العدل والكرامة الاجتماعية. تحول الرئيس فور ذلك لتذكير المواطنين بمرور عام على توليه مسئولية الرئاسة.

وساد الهدوء ميدان التحرير في بداية القاء الرئيس خطابه، حيث شاهد المتظاهرون ضد " مرسي" الخطاب عبر شاشات عرض كبيرة. بدأ الرئيس مرسي عرض ما أسماه بالحقائق التي تحققت خلال العام الأول من توليه منصبه.

ذكر الرئيس محمد مرسي الناس بأنه كان يدعو أن يتغير النظام السابق الذي وصفه " بالظالم والمجرم" بدون إراقة دماء. وقال " كنا يدا واحدة وسرنا في طريق واحد، من أجل تغيير النظام السابق، وباق أمامنا خطوات". وقدم "مرسي" كشف حساب العام الأول، مؤكدا أنه حقق بعض الأشياء، وأخفق في بعض الأشياء، داعيا المصريين إلى الانتباه إلى أعداء الثورة وتحديات الأمة.

ودعا مرسي المصريين إلى التعاون في مواجهة التحديات التي تواجه الثورة، وبالبناء على الايجابيات ومعالجة السلبيات.  وحذر مرسي من حالة الاستقطاب التي تمر بها البلد، بما أدى إلى الكثير من السلبيات وزيادة معاناة المواطنين جراء المشاكل التي تصنع في الدولة. وقال ما أوصلنا إلى هذه الحالة، خلال سنة كاملة. قدم مرسي كشفا بالقصور الذي ظهر في قراراته، معترفا بأنه عندما أصدر بعض القرار، أصاب في بعضها وأخطأ في بعضها. وقال إن الخطأ وارد ولكن تصحيحه واجب. وأضاف: "اعتدت في سنوات طويلة أن أكون معلما وباحثا، وفي العلم والسياسة ولكن التصويب واجب. وأكد على ضرورة أن يتحمل المسئول، عواقب قراراته، لأنه لم يعد هناك مصالح في المسئولية".

وقال إن الممارسة أثبتت ضرورة تحقيق إصلاحات جذرية وسريعة، في هياكل ومؤسسات الدولة، بإجراءات غير تقليدية. أشار مرسي إلى أنه اجتهد وحاول التقارب مع الأحزاب والقوى السياسية القائمة، على أساس أنهم قوى تعكس الواقع، ولكن الممارسة أثبتت أن هناك قوى مؤثرة مثل الشباب لا تجد في تلك الحياة السياسية ما يستوعبها، ويجب أن نصحح ذلك.

وقال: "اجتهدت لأن يكون من اليسير وصول الكوادر التي لم تحصل على حق التعبير عن نفسها، في النظام السابق، ولكن ظلت كثير من تلك الكفاءات غير قادرة على توظيفها، نتيجة الأوضاع القائمة". ونوه الرئيس محمد مرسي بوجود أعداء في الخارج تخشى أن تنهض مصر القوية، وفي الداخل هناك من يتوهم أن يعود الزمن للوراء وتدور عجلة الفساد.

ووجه محمد مرسي توبيخا، لبعض الشخصيات التي تدعي وقوفها مع الثورة، وعلى رأسها الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وأحمد بهجت صاحب مؤسسة دريم للإعلام، ومحمد الأمين صاحب قنوات cbc، وحسن عبد الرحمن رئيس مباحث أمن الدول الأسبق، وأحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق.  وقال ساخرا: مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، يقول الآن إنه من الثوار.

وأشار إلى أن ذلك سيجعل صفوت الشريف " الأمين العام الأسبق للحزب الوطني المنحل" ورئيس مجلس الشورى الأسبق، ثائرا، وأن الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق من الثائرين. ولمح الرئيس إلى أن هذه الشخصيات حصلت على براءة، قائلا: طالما يأخذون براءة، فلماذا لا يعتبرهم البعض ثوارا، في تلميح  إلى وجود فساد داخل السلك القضائي.

واتهم الرئيس محمد مرسي القاضي على النمر الذي أصدر حكما منذ أيام من محكمة جنايات الاسماعيلية بضرورة القبض على الهاربين من سجن وادي النطرون، حيث كان يسجن الرئيس مرسي أثناء أحداث ثورة 25 يناير، بأنه مزور، مشيرا إلى أنه زور انتخابات مجلس الشعب  أمامه.

ووجه الرئيس محمد مرسي رسالة تحد إلى الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الأسبق، بأن يعود إلى مصر، لمواجهة  التحقيقات التي بدأت في قضايا فساد مرتبطة به، تصل قيمتها نحو 700 مليون دولار.

وقال إن هناك في المنصورة شخصا، اسمه فودة، وفي الشرقية اسمه "عاشور"  وفي القاهرة، هناك شخص آخر، كلهم الآن يدعون أنهم من الثوار، ويدفعون للبلطجية كي يطاردوا الناس بالرشاشات. وقال إن هؤلاء المجرمين ليس لهم مكان بيننا أبدا.

حاول مرسي لململة العلاقات مع ضباط الشرطة بتوجيه رسالة طمأنة للوزير وقيادات الداخلية وضباطها، بأنهم يمارسون دورهم بكفاءة ولا ينامون، منوها بأن المهمة كبيرة ومصر واسعة، مكملا بأن ذلك يحتاج إلى سياسة إصلاح واسعة حان الآن تنفيذها.

تناول الرئيس الأزمة الاقتصادية، مشيرا إلى أن النظام السابق اتبع سياسات صبت في صالح 32 أسرة فقط، بينما رفعت معدلات الفقر. وعد الرئيس بأن يعمل على زيادة الحد الأدني للأجور إلى1500 جنيه شهريا، وذكر الزيادة التي نفذتها الدولة، على كافة العاملين في الدولة وأصحاب المعاشات بما رفع ميزانية الأجور إلى 172 مليار جنيه، عام 2013 بما يوزاي الزيادة التي تمت على دخول الموظفين وأصحاب المعاشات،  خلال 60 عاما مضت، في تلميح إلى عهد ثورة يوليو بالكامل.

وتتبع مرسي زيادة الديون الخارجية على البلاد، التي بلغت بنهاية حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، 5 مليارات دولار، وفي نهاية عهد السادات، 21 مليار دولار، بينما ارتفعت في عهد النظام السابق 50 مليار دولار، وحصل على تخفيض بلغ 15 مليار دولار، من مجموعة دول نادي باريس، مقابل الدور الذي لعبه النظام السابق، في حرب الخليج.

وعندما وجه الرئيس الشكر لقطاع السياحة وزيرها هشام زعزوع، تذكر توجيه التحية لمحافظ الأقصر المستقيل عادل الخياط، منوها  بأنه آثر مصلحة الوطن على نفسه، بعد أن زادت المظاهرات ضده عقب تعيينه الأسبوع الماضي.

وذكر مرسي أن النظام السابق  فرط في الحقوق والكرامة ولكن في رئاسة مصر الثورة سنقطع أي يد تفرط في أية حبة رمل أو قطرة مياه.

وشرح الرئيس الضغوط التي مارسها بعض المصريين ودول أجنبية على مصر أدت إلى تأجيل قروض البنك الدولي، وتضييق الخناق والحصار الاقتصادي المفروض على البلاد من بعض الدول. وقال من يراهن أن الأوطان تموت نبقى في غفلة، ونريد أن نكون في سلام مع أنفسنا ومع أشقائنا والعالم.

 

وانتقل مرسي  إلى الملف الخارجي بتأكيده على أهمية البعد الإفريقي، وإعادة فتح قنوات الاتصال معها من جديد، مع التأكيد على مبدأ لا ضرر ولا ضرار وحرص مصر على مصالح أثيوبيا والسودان وسياسة الأخوة مع كل الدول الإفريقية.

وأكد حرص مصر على تكوين علاقات قوية مع  الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، والتعاون مع دول البيركس التي تمتلك " رؤية جديدة واضحة تنحاز للقيم الانسانية المشتركة. وقال: وجود تعارض في الأحكام، ينعكس سلبيا على جهاز الشرطة، معترفا بأنه واقع موجود، ويحسب للشرطة أنهم يقومون بواجبهم في ظروف صعبة، مؤكدا على ضرورة الصبر من أجل تحقيق النجاح.

ووجه الرئيس رسائل إلى المصريين الأقباط، مشيرا إلى ضرورة إلغاء العلاقة الفاترة بين أبناء الوطن. ووجه مرسي رسالة ثانية للقوات المسلحة، التي وصفها بالباسلة والتي تحظى بثقة المصريين وحمايتها للثورة، وعودتها باختيار كامل إلى ثكناتها، لتقوم بدورها المقدر في حماية الثغور، ونجاحها في بناء علاقات مدنية عسكرية تخدم التحول الديمقراطي، مشيرا إلى محاولة الوقيعة بين مؤسسات الدولة الكبرى، وعلاقة رئيس الجمهورية مع القوات المسلحة.

وقال هناك من يريد ألا تكون هناك علاقة غير جيدة بين الرئيس والقوات المسلحة، من الداخل والخارج، منوها إلى أن مؤسسات الدولة تعمل بانسجام تام، مع رئيس الجمهورية. وقال مرسي أن تواجد القوات المسلحة في الشوارع حاليا من أجل طمأنة الناس، وهي مسئولية إضافية تعطلها بعض الشيء ولكن هذا قدرها أن تكون عينا إضافية مع الشرطة على أمن الوطن.

لوح مرسي بالقانون العسكري، ليستخدمه في القضايا التي تمس  من وصفهم بالمتآمرين على الرئيس مشيرا إلى أنه كرئيس يحمل صفة رئيس ا لمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وقال مرسي: عودوا إلى جحوركم سعيكم غير مشكور.

وعبر مرسي عن عدم رضائه، عن دخول بعض رجال القضاء العمل السياسي مشيرا إلى أن ذلك أربك القضاء والسياسة. وقال موجها حديثه للقضاة: لست في خلاف معكم، ونحتاج إلى دعم استقلال القضاء من خلال توافق كامل بين السلطتين التشريعية والقضائية وفقا للدستور. وأكد على ضرورة الدعوة إلى الانتخابات في أقرب فرصة، مشيرا إلى أن موعدها المقرر سلفا كانت ستمكن البلاد من تشكيل حكومة جديدة بدلا من العودة إلى المربع صفر.

ودعا مرسي المعارضة إلى أن تكون المصوب للنظام نحو الطريق الصحيح. وأعرب مرسي عن أسفه من اصرار بعض عناصر المعارضة على رفض دعاوى الحوار، وتشكيكهم المسبق لأي حوار، والتعنت والتشبث بالرأي ووصف من يخالفهم في الرأي بالعناد، وادخال البلاد في حالة استقطاب من خلال فرض رأي واحد. وطالب الإعلام بوقف الشائعات والفتن، مؤكدا أنه لايمكن السكوت على تدني الخطاب الإعلامي الذي ينشر الفتن والاحباط واليأس والتربص المغرض.

حضر كلمة رئيس الحكومة وعدد من الوزراء على رأسهم الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية ومحمد كامل عمرو وزير الخارجية، وممثلو بعض الأحزاب خاصة من التيار الديني.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان