رئيس التحرير: عادل صبري 01:57 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الجارديان: المعارضة المصرية ارتكبت خطأين جسيمين

الجارديان: المعارضة المصرية ارتكبت خطأين جسيمين

أخبار مصر

اشتباكات فى مصر - أرشيف

دعت المصريين لعدم الإنزلاق إلى الفوضى..

الجارديان: المعارضة المصرية ارتكبت خطأين جسيمين

أ ش أ 26 يونيو 2013 12:47

حثت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم المصريين على عدم السماح لبلادهم بالانزلاق نحو الفوضى، وذلك في ظل الدعوات لخروج احتجاجات حاشدة ضد الرئيس المصري محمد مرسي والإخوان المسلمين يوم الأحد المقبل.

 


ولفتت الصحيفة البريطانية - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إلى أن الرئيس مرسي سيتم عامه الأول في منصبه كرئيس للبلاد يوم الأحد المقبل، وبدلا من أن يكون هذا الحدث مناسبة للاحتفال- بأول رئيس مدني منتخب- يخشى كثيرون من أن تمثل الذكرى السنوية بداية لانهيار النظام السياسي في مصر.


وحذرت الصحيفة من أنه رغم أن المعارضة والاحتجاج هما حق سياسي في ظل النظام الديمقراطي، إلا أن حركة الاحتجاجات هذه يمكن أن تؤدي إلي انقلاب ضد العملية الديمقراطية، ويمكن أن تغرق مصر في دوامة من العنف والفوضى.


ورأت الصحيفة أنه برغم تزايد الانتقادات حول أداء الرئيس مرسي وسلوك جماعة الإخوان المسلمين منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، إلا أن المعارضة ارتكبت خطأين جسيمين محظورين سياسيا،خلال سعيها لتغيير قواعد اللعبة الديمقراطية.


وأوضحت الصحيفة هذا بقولها "حيث تحالفت المعارضة مع فلول النظام السابق وأجهزة الأمن التي تم حلها، وذلك للمطالبة برحيل الرئيس مرسي .. مدللة على ذلك بتصريحات الدكتور محمد البرداعي، رئيس حزب الدستور الليبرالي في مقابلة نشرت الأسبوع الماضي، مع صحيفة الحياة اللندنية حيث قال "إن كلمة فلول أصبحت الآن شيئا من الماضي، ومن الضروري احتضان أولئك الذين لم يرتكبوا جرائم من النظام السابق".


وأردفت تقول "كما أكد شريكه في جبهة الإنقاذ الوطني، حمدين صباحي، المرشح الرئاسي اليساري الناصري، هذا الموقف في مقابلة مع التلفزيون المصري .. واصفا أولئك الذين يعارضون أي تحالف مع فلول النظام السابق بأنهم "مراهقون سياسيون ضيقو الأفق".


وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات تزامنت مع العديد من الأحكام القضائية التي برأت عددا كبيرا من كبار شخصيات النظام السابق، ففي يونيو 2012، برأت المحكمة مبارك من الفساد، كما ألغي حكم سابق يدينه بتهمة التآمر لقتل المتظاهرين إبان فترة الثورة، وتجري الآن إعادة محاكمته وسط ارتباك حول التهم التي لا تزال قائمة ضده.


وأوضحت الصحيفة أن عملية تبرئة وزراء مبارك السابقين ومساعديه إنما تعطى انطباعا بأن هناك عملية لتطهير التاريخ، كما لو أن 30 عاما من الطغيان والفساد كانت محض "وهم"، و ليس لها أساس واقعي.


ونقلت الصحيفة عن فهمي هويدي، وهو صحفي مصري بارز، قوله "إن مهرجان البراءة للجميع" ليس مجرد مزحة، ولكنه انعكاس حقيقي لموقف القضاء تجاه رأس النظام السابق، وأعوانه وبقاياه".


أما الخطأ الثاني الذي ارتكبته المعارضة - حسبما ذكرت الصحيفة - فيتمثل في دعواتها للجيش للتدخل وإسقاط الرئيس المنتخب..لافتة إلى أنه في حال كان لمرسي إنجاز ديمقراطي حقيقي، فقد كان إبعاد الجيش عن السياسة وإقالة عدد من أعضاء المجلس العسكري السابق، حيث أقنع مرسي قيادة الجيش الجديد بعدم التدخل في العملية الانتقالية، وبالتالي فإنه من المثير للسخرية أن تدعو المعارضة الآن  وهي جزء من ثورة ضد عقود من الحكم العسكري - الجيش للتدخل، وأن يرفض الجيش المشاركة في العملية السياسية.

 

ونوهت الصحيفة إلى أنه بالرغم من مطالبة وزير الدفاع، اللواء عبد الفتاح السيسي، الشهر الماضي جميع الأحزاب السياسية وقف مطالبة الجيش بالتدخل، إلا أنه لا يزال يأمل بعض المعارضين في تدخل الجيش، لاسيما إذا اندلعت أي أعمال عنف خلال احتجاجات يوم الأحد، حيث هناك مخاوف متصاعدة من أن تثير عناصر أمنية مرتبطة بالنظام السابق أعمال العنف، وتشن هجوما على المنشآت الحكومية لإجبار الجيش علي السيطرة.


وأكدت الصحيفة أن هذا الوضع إنما يعزز الاستقطاب السياسي في مصر، حيث يصر أنصار مرسي على مقاومة محاولات الإطاحة به، وتحسبا لاحتجاجات يوم الأحد، دعت الأحزاب الإسلامية لتجمعات عامة، والتي ظهر أولها الجمعة الماضي في وسط القاهرة، فالإسلاميون يريدون إظهار أنه لا يزال لهم التأثير الأكبر في الشارع، وأنه في حال لجأت المعارضة إلى مظاهرات واسعة سوف تنقلب لصالح الإسلاميين.


وشددت الصحيفة على أن منطقة الشرق الأوسط تمر بأخطر مرحله انتقالية لها منذ الحرب العالمية الأولى..مرجحة أن يكون تأثير الانتفاضة السورية، وانتشارها في لبنان والعراق، وصعود التوترات الطائفية إلى مستويات غير مسبوقة، له انعكاسات جذرية خارج المنطقة.

 

واختتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية - تحليلها- قائلة "إن انحدار مصر إلى حالة من الفوضى يزيد من الخطر وعدم الاستقرار في المنطقة بأسرها، لذا يجب ألا يسمح المصريون بحدوث ذلك، فهم لا يزالون يمتلكون الفرصة لبناء مستقبل أفضل، فضلا عن أنه لا يوجد بديل لحوار وطني جدي في مصر، يلتزم فيه جميع الأطراف بالعملية الديمقراطية - حتى لو كان ذلك يتعارض مع رغباتهم".     

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان