غادر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صباح اليوم الثلاثاء، القاهرة متجهاً إلى العاصمة الروسية "موسكو" في أول زيارة لها منذ توليه مهام الكرسي المرقسية.
وتأتي زيارة البابا على رأس وفد كنسي بعد نحو شهرين من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي روسيا على رأس وفد مرافق له، استغرقت يومين، التقى خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحثا آخر تطورات الوضع بالمنطقة ودعم علاقات التعاون حينها.
وترأس تواضروس في زيارته وفداً كنسياً ضم كلاً من الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانة بالبراري، والأنبا صرابيون أسقف لوس أنجلوس، والأنبا كيرلس أسقف ميلانو بإيطاليا والنائب البابوي لأوروبا، والأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس.
كما ضم الوفد الأنبا أنجيلوس الأسقف العام باستيفيننج إنجلترا، والقس أنجيلوس إسحاق سكرتيره الخاص، والقس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية، وتماف أدروسيس رئيس دير الأمير تادرس للراهبات، الدكتور إسحاق ابراهيم عجبان، ودكتور أنطون ميلاد عبد السيد.
وحسبما أفاد مصدر كنسي فإن الزيارة التي من المقرر أن تستغرق أسبوعاً، تأتي للتقارب بين الكنيستين، في أعقاب دعوة البطريرك موسكو لنظيره تواضروس الثاني لزيارة بلاده، إبان لقاء لوفد شعبي برئاسة أحمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي للترويج لـ 30 يونيو.
وقال المصدر أن الزيارة تعكس اتساق الكنيسة مع توجه الدولة شرقاً، لافتاً إلى أن برنامج البابا تواضروس يتضمن توضيحًا للأحداث التي تمر بها البلاد حالياً.
وأضاف في تصريح لـ "مصر العربية" إن الزيارة تلبي مطالب الأقباط في تدشين أول كنيسة قبطية رسمية بالعاصمة روسيا، قبيل أيام من ذكرى تجليس البابا تواضروس على الكرسي المرقسي.
وقال القمص بولس عويضة، أحد أعضاء الوفد الشعبي الذي زار روسيا لمدة يومين قبل عدة أشهر: إنّ "وفد الدبلوماسية الشعبية التقى البابا تواضروس وشرح له تفاصيل الزيارة وما حققته من أهداف".
وأضاف عويضة لـ"مصر العربية": "نقلت للبابا تواضروس دعوة بطريرك موسكو لزيارتهم، والتقارب بين الكنيستين، لافتاً إلى أن هناك وجهات نظر مشتركة بين الدولة المصرية وروسيا، وهي التي ستمهد لتقارب الكنيسة القبطية مع نظيرتها الروسية.
على الصعيد ذاته قالت د. سوزي عدلي ناشد، ممثلة الكنيسة في مجلس الشورى السابق والمقربة من المقر البابوي، أنّ "زيارات البابا تواضروس ليست مفاجئة، ولا تحمل أبعادًا سياسية".
وتابعت في حديثها لـ"مصر العربية" أن "زيارة روسيا تأتي في إطار التقارب بين الكنيستين على الصعيد الكنسي، لكنها ستكون ذات مردود سياسي في مضمونها".
وأشارت إلى أنّ "التحالفات السياسية التي تقيمها الدولة على الصعيد الدولي، لاتلزم الكنيسة بتوجهات موازية"، مستشهدة بـ "موقف البابا شنودة من تحالف مصر وإسرائيل بعد كامب ديفيد ورفضه زيارة القدس".
اقرأ أيضاً:
