من المستفيد ومن الخاسر من أحداث العنف في سيناء؟.. سؤال يطرح نفسه في ظل تكرار أحداث العنف المتوالية التي تقع بين الحين والآخر في أرض الزيتون.. رؤى السياسيين تباينت فمنهم من رأى أنَّ النظام المصري وإسرائيل هما المستفيدان مما حدث لإحكام قبضتهما على الدولة.
ورأى آخرون أن الجماعات الإرهابية ومعارضي النظام هم المستفيدون لأنهم يبحثون عن الثأر من الدولة بأكملها.
وما بين هذا وذاك اتفقت كل الرؤى على أن الخاسرين هم أهل سيناء الذين يعانون كل يوم جراء التفجيرات، والشعب المصري الذي يفقد كل يوم أخًا أو ابنًا أو صديقًا.
الدكتور عز الدين الكومي، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشوري السابق والقيادي بحزب الحرية والعدالة، يقول إن هناك قاعدة شرطية يتبعها المحققون للوصول لخيوط الجريمة هذه القاعدة مفادها (فتش عن المستفيد).
وأضاف: "أجزم بأن المستفيد اثنان لا ثالث لهما، الأول النظام القائم لصرف الأنظار عن إخفاقاته على كل الأصعدة وللتغطية على تورطه في القتال في ليبيا بعد ورود أنباء فشل "حفتر" فى تحقيق أغراضه أو استنساخ التجربة السيسية -تجربة الرئيس السيسي- فى ليبيا إلى التهرب من الاستحقاق البرلمانى حتى تبقى كل السلطات فى يده والعودة للنظام الشمولى القمعى"، حسب قوله.
وتابع- في تصريح لـ "مصر العربية"- : "كما أنه لابد للنظام أن يوجه رسالة لأمريكا والغرب أن الإرهاب ضرب بأطنابه فى سيناء، وهو يحاول أن يقتلع جذوره وهو الضحية، وذلك لاستثمار الفزاعة التى استخدمها "مبارك" طوال فترة حكمه".
وأكمل: "المستفيد الثاني هو دولة الكيان الصهيونى، والتي أثنت كثيرًا على عمليات الجيش المصرى فى سيناء، والتى من مصلحتها أن تبقى سيناء خاوية من أى نوع من أنواع التنمية والإعمار علاوة على خلوها من الجيش، وبالتالى تعتبر إسرائيل أن حدودها مع مصر باتت آمنة ولا يقض مضجعها شيء".
واستطرد: "في ظل النظم الانقلابية وحكم الفرد غالبًا ما يبحث عن شماعة لتعلق عليها إخفاقاته، والشماعة منذ 3 يوليو جاهزة وهي جماعة الإخوان، والتى كانت قبل سنة من الآن حاكمة ومهيمنة وفازت فى كل الاستحقاقات التى تلت ثورة يناير".
وتساءل "الكومي": "ألم يعلن وزير الداخلية أنه قضى على هذه الجماعة الإرهابية قضاء مبرمًا؟ ألم يعلن قبل أيام أن المنطقة التى يسكنها كلها إخوان؟ لو كانوا إرهابيين بحق كما يزعم النظام وإعلامه على الأقل لثأروا من محمد إبراهيم".
وأردف: "في اعتقادي أن انصار بيت المقدس لم تعد صالحة لمثل هذه الأطروحات، فكان من الضرورى أن تعلق فى رقبة الإخوان الذين هم مابين شهيد ومعتقل ومطارد وجريح، وبالطبع هذا الكلام لن يعجب النظام وسدنته".
بدوره، قال الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز اﻷهرام للدراسات السياسة والاستراتيجة، إن الشعب المصري يعتبر هو الخاسر والمستفيد من أحداث العنف في سيناء في الوقت نفسه، مضيفًا أن إسرائيل والجماعات الإرهابية والإخوان من ضمن اﻷطراف المستفيدة من هذه اﻷحداث، ﻷنهم سيحاولون زعزعة الثقة في الرئيس السيسي ونظام 30 يونيو بشكل واضح.
وذكر "العزباوي" أنَّ الدولة المصرية تعيش ما يشبه حالة إحباط حاليًا، إلا أنها ستتجاوز اﻷزمة الراهنة وستحاول تعويض خسائرها التي لحقت بها، من خلال مرحلة أكثر حسمًا مستقبلاً.
وأشار إلى أنَّ أهل سيناء سيعانون من بعض المشاكل على خلفية تلك اﻷحداث، وكذلك سيتضرر قطاع غزة بشكل ما أو باخر.
وأكد أن هذه اﻷحداث ستزيد من الضربات اﻷمنية ضد جماعة الإخوان وتحالف دعم الشرعية، وستجعل هناك مبرر للضربات اﻷمنية، كما أنها ستؤكد على ضرورة عزل جماعة الإخوان مجتمعيًا.
من جهته، قال مصطفى البدري، القيادي بتحالف دعم الشرعية، إنَّ "الخاسر الأول من الأحداث الدموية في سيناء هي مصر الدولة والشعب والجيش، حيث لا أمان ولا استقرار إلا بوقف المعركة فورًا وإحالة الملف بأكمله للجنة تقصي حقائق مستقلة (غير تابعة للنظام) يكون لها كامل الصلاحيات، حتى تتمكن من إحقاق الحق وإدانة المجرم أيًا كان منصبه أو سلطته، أعتقد أن السيسي سيرفض ذلك لعلمه أنه المدان الأول في كل ما يحدث بسيناء منذ 3 يوليو وإلى يومنا هذا.
وتابع – لـ "مصر العربية"-: "الخاسر الثاني هي القضية الفلسطينية برمتها، بسبب ما يتبع هذه الأحداث من إجراءات أشبه بفرض حصار من الجانب المصري على الفلسطينيين عمومًا مقاومة وشعبًا".
بينما رأى أن "المستفيد الوحيد من هذه الأحداث هو الكيان الصهيوني الغاصب، خاصة وأنه يستطيع التوغل بأريحية داخل الأراضي المصرية وقتما يشاء، فسيناء هي خط الدفاع الأول لمصر، وأظن أن الصهاينة ما كانوا يحلمون بما يحققه السيسي لهم منذ انقلابه على الرئيس المنتخب وإلى الآن، حيث تسبب في تضييع هيبة وكرامة الجيش المصري وحاليًا يريد تهجير أهل سيناء بعدما أدخل الجيش في حرب مع أهلها".
ولفت الدكتور زكريا حسين، أستاذ العلوم الاستراتيجية، إلى أنه من الطبيعي أن تخسر جماعة الإخوان جراء أحداث العنف في سيناء، لزيادة الكراهية والغضب الشعبي ضدها أكثر في الشارع، كما أن هناك ضررًا يقع على أهل سيناء، الذين يعيشون في تهديد مستمر وفي حياة غير مستقرة تنعكس على أسلوب حياتهم و أولادهم وأوضاعهم بشكل عام.
اقرأ أيضًا:
مسؤول عسكري سابق: الإرهابيون يستغلون ضبط النفس لقوات الجيش
سيناء-لن-تؤثر-على-السياحة-الوافدة">مستثمرون: سيناء-لن-تؤثر-على-السياحة-الوافدة">تفجيرات سيناء لن تؤثر على السياحة الوافدة
سيناء؟-خبراء-يجيبون-عن-السؤال-الصعب">لماذا يتقدم الإرهاب عسكريًا بسيناء؟.. سيناء؟-خبراء-يجيبون-عن-السؤال-الصعب">خبراء يجيبون عن السؤال الصعب
سيناء">فيديو.. سيناء">أول لقاء مع الجنود المصابين بهجوم سيناء
سيادة الرئيس.. معركتك ليست معنا
مسؤول بمشروع قناة السويس: تفجيرات العريش لم تؤثر علينا
سيناء-بالتعاون-الكامل-مع-الجيش">فيديو.. سيناء-بالتعاون-الكامل-مع-الجيش">المقرحي يطالب أبناء سيناء بالتعاون الكامل مع الجيش