كان التمليذ الجالس على الكرسي المرقسي منتظراً تجليسه بشكل رسمي يرقب أستاذه بنظرات ممهورة بالشجن، "تواضروس" يجلس في وضع الخجل وعيناه تفيض من الدمع حين صرح أستاذه "باخوميوس" قائد مراسم التجليس بأن مسئوليته كـ"قائمقام" انتهت وسيعود لإيبارشيته صغيراً"..بكى البابا القادم من مطرانية البحيرة للمقر البابوي "بطريركاً".. وبادله الأنبا باخوميوس البكاء عائداً لـ"مطرانيته".
صباح أمس الأربعاء استقبل البابا تواضروس الثاني، الأنبا باخوميوس بمطار القاهرة إبان عودته من رحلة علاجية بالمملكة المتحدة استغرقت 60يوماً، ترأس خلالها الأسقف المريض قداسين، والتقى عددا من أساقفة مصر والمهجر خلال فترة علاجه.
من المطار إلى المقر البابوي تبادل "البابا" التلميذ حديثاً هادئاً مع "الأنبا باخوميوس" الأستاذ، وحين وصلا معاً للمقر البابوي اتكأ الأستاذ الذي أنهكه المرض ويقضي فترة نقاهة تمتد لما يقرب من 30 يوماً على تلميذه الذي بات يحمل عصا الرعاية له، دون قفز على أستاذيته.
خلال احتفالية التجليس التي أقامتها الكنيسة في 18نوفمبر 2012 رفض البابا تواضروس الثاني –حديث العهد بالكرسي البابوي حينئذ- إلقاء كلمة التنصيب، خجلاً من الأنبا باخوميوس معلمه الأول والذي كان بالأمس القريب قبيل الانتخابات البابوية يعمل معه أسقفاً مساعداً لمطرانية البحيرة، وقال باخوميوس: "نحن نؤمن بالأبوة الروحية ولا صراع على السلطة داخل الكنيسة، وسنعود لإيبارشيتنا صغاراً تحت أقدام البطريرك".
الأستاذ يتكأ على يد تلميذه البابا تواضروس عقب وصولهما للمقر البابوي أمس " src="/images/ns/18227562961414044900-10661974_775436212494519_5162245212912759646_o.jpg" style="width: 600px; height: 399px;" />
تجاوزت علاقة البابا تواضروس بـ"الأنبا باخوميوس" علاقة التلميذ والأستاذ، وبدت في بعض أحيانها علاقة الأب بالابن، نظير حرص البابا على اصطحاب المطران في زيارته لوالدته خلال فترة مرضها، وحضوره كافة الاجتماعات واللقاءات المصيرية بالنسبة للكنيسة، حتى حصل الأنبا باخوميوس على لقب "مرشد الكنيسة الروحي".
لم تنقطع الاتصالات الهاتفية من التلميذ "تواضروس الثاني" للاطمئنان على صحة الأستاذ الذي كان يرقد في مستشفى إنجلترا مستسلماً لـ"مرض فيروس حمى غرب النيل"، وأعلنت الكنيسة في بيانات رسمية عن 3اتصالات رسمية من البطريرك، إلى جانب زيارتين للمستشفى أحدهما بالقاهرة حين كان متواجداً بمستشفى السلام، والأخرى بإنجلترا.
في 13أكتوبر الجاري أوفد البابا تواضروس الثاني سكرتاريته القس إنجيلوس اسحق ،والقس أمونيوس عادل إلى لندن لزيارة الأنبا باخوميوس بمستشفى لندن، والوقوف على حقيقة حالته الصحية، وموعد عودته للقاهرة لإتخاذ الترتيبات اللازمة، وقبيل عودتهما للقاهرة أعلن المقر البابوي بالقاهرة عن عودة "باخوميوس" الأسبوع "الحالي".
على أعتاب المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية زاغ بصر الأنبا باخوميوس، كأنما هي المرة الأولى لدخوله المقر ذلك المكان الذي ترأسه "قائمقام" ما يقارب 8أشهر في أعقاب وفاة البابا شنودة الثالث، وبينما كان يطلق الأستاذ بصره متأملاً عودته واقفاً على قدميه،مد البابا تواضروس "التلميذ" يده إلى أستاذه وعيناه تلمعان فرحاً بقدوم الأستاذ بعد وعكة صحية شديدة تأرجحت ما بين الخطورة والاستقرار.
داخل المقر التقط البابا صوراً تذكارية مع الأستاذ الذي لم يزل محاصراً بالتأمل، وأصدرت مطرانية البحيرة بياناً وجهت فيه الشكر للبابا تواضروس الثاني على اهتمامه بالمطران، وكافة الشخصيات التي سعت للإطمئنان عليه خلال فترة مرضه.
وقالت في بيانها " أن باب الزيارة مغلق حتى ينهي الأنبا باخوميوس فترة نقاهته ويسترد عافيته".
ولد الأنبا "باخوميوس" في 17 ديسمبر عام 1935 بـ"مدينة شبين الكوم" بالمنوفية، وحصل على بكالوريوس التجارة - جامعة عين شمس عام 1956، وبعدها حصل على دراسات بالكلية الإكليريكية منذ عام 1959م حتى عام 1961، وفي العام نفسه خدم "باخوميوس" في مدارس الزقازيق والجيزة وشبرا ودمياط، كما تم تعينه سكرتيرا للجنة العامة لمدارس الأحد، ومشرفا على بيت الشمامسة بالجيزة.
سلك مطران البحيرة طريق الرهبنة منذ 50 عاما بدير السريان، ونصب قسا عام 1966 باسم القس أنطونيوس ثم قمصا يوم 28 يوليو عام 1968، كما أشرف أيضا على المركز البابوى للكرازة لإعداد الخدام الأفريقيين 1966.
الأستاذ والتلميذ ...لقاء منتظر بعد 60يوماً" src="/images/ns/19451274551414044645-10380866_775435822494558_6534979788939942219_o.jpg" style="width: 600px; height: 399px;" />
اقرأ أيضا:
