رئيس التحرير: عادل صبري 08:06 مساءً | السبت 05 يوليو 2025 م | 09 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

النوبة.. أزمة الوعود الزائفة

النوبة.. أزمة الوعود الزائفة

أخبار مصر

تهجير النوبيين

الأزمات تلاحقهم منذ بناء خزان أسوان..

النوبة.. أزمة الوعود الزائفة

أمنية عادل 13 مايو 2014 20:34

التجاهل والنسيان والظلم، أشياء ظلت ملازمة لأهالي النوبة، منذ بداية بناء خزان أسوان سنة 1899م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، حيث بدأ تهجير أبناء النوبة من موطنهم، ورحلوا من بلادهم إلى الفيوم وإسنا والطود، على أمل أن تتحقق الوعود التي كثيراً ما أطلقتها الدولة بلا نتيجة تذكر.  


بريق الأمل في العودة لبلادهم، ظهر جليًا بقيام ثورة يوليو، وطالبوا بالتعويض عن منازلهم وأراضيهم الغارقة، إلا أن جمال عبدالناصر فاجأهم بالتهجير الإجباري فوق هضبة "كوم امبو" وضواحي أسوان والبر الغربي ومحافظات مصر, وخطب عبدالناصر في أهالي خطاب عاطفي نال على إثره التشجيع والهتاف باسم ناصر من أهالي النوبة.


 وأكد لهم أنه لا تمييز بين أبناء الأمة، وأن مشروع السد العالي سيعود على الدولة ككل بالخيرات، وأنه بهذا المشروع يحاول أن ينقذ الآثار والأراضي والمنازل من الغرق، وأنه سيعمل على لم شملهم بعد شكوى الانعزال ويجمعهم في مكان واحد ويعمل على حل مشاكلهم أولاً بأول.


ووعدهم عبد الناصر بنقلهم إلى مناطق يشعرون فيها بالسعادة والحرية والرخاء، وما إن انتهى الخطاب وبدأ المشروع، حتى فاجأ عبد الناصر أهل النوبة في 14 مايو 1964م بتحويل مجرى نهر النيل، وهو ما عرف بأنه أسود يوم على النوبة لغرقها في مياه بحيرة ناصر، ومحيت تمامًا معالم بلادهم تحت المياه.


وجاء الرئيس أنور السادات بوعود جديدة انتهت فترة ولايته دون تنفيذها، ليأتي الرئيس الأسبق حسني مبارك ليكمل مسلسل الوعود الزائفة، لتستمر معاناة الأرض السمراء على مدار 30 سنة فترة حكمه.


وعود مبارك وصلت لحد تمليك أهل النوبة للأراضي بنفس سعر عام 1964م، إلا أن شيئًا لم يحدث، وواجه دعاوى بعضهم الانفصالية بالقهر.


وجاءت ثورة 25 يناير، والتى جاءت بمصر جديدة، حيث حدا المصريين جميعًا آمال التغيير والعدالة، واعتبروا لقاءهم بالدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في عهد المجلس العسكري تكملة لهذه الآمال التي عقدت على زيارته للنوبة.

 
وبالفعل أصدر قرارًا بعودة أهالي النوبة إلى أراضيهم، إلا أن القرار قوبل بهجوم الأهالي على مساكن الشباب وأخذوها عنوة، وهذا الأمر أدى إلى لجوء الأهالي للجبال واعتصامهم مستنجدين في ذلك الوقت بالمشير طنطاوي وعصام شرف لإنقاذهم قبل وقوع مزيد من الكوارث تؤدي إلى مصادمات دامية.

 وماإن انتهت فترة حكم المجلس العسكري، وجاءت فترة حكم محمد مرسي وجماعة الإخوان، إلا وعادت مرة أخرة القضية النوبية التي لم تجد حلاً طيلة خمسة عقود، وتحدى مرسي بقدرته على حل الأزمة التي عجز كل حكام مصر عن حلها، واستقبل وفدًا يضم ممثلين عن أهالي النوبة بمختلف شرائحها ووعدهم بحل جميع مشاكلهم وإعادة تنمية وإعمار النوبة بنفس أسمائها القديمة، إلا أن وعوده ذهبت أدراج الرياح.


وأعلنت وزارة الإسكان في الوقت الراهن عن بدء توطين النوبيين بوادي كركر غرب مطار أسوان بمسافة 8 كيلومترات، ويبعد الموقع حوالى 3.5 كيلومتر عن بحيرة ناصر، من جهة الشمال الغربى، بمساحة إجمالية 460 فدانًا.


إلا أن المشير عبد الفتاح السيسي تعامل مع القضية بمنظور مختلف، حيث أكد لوفد من أبناء النوبة، أن حل القضية النوبية ليس سهلاً، وأنه ليس بمقدوره إعادتهم لأراضيهم في ظل حرب مصر على الإرهاب .


اقرأ أيضًا:

في ذكري تهجيرهم.. الحدود النوبية لغم في وجه الرئيس القادم

نشطاء نوبيون: حمدين يتجاهلنا والسيسي ذكرنا مجاملةً

طابع بريد بمناسبة مرور 50 عاما على تحويل مجرى النيل

طابع بريد بمناسبة مرور 50 عاما على تحويل مجرى النيل

النوبيون: إحنا قاعدين في بلدنا واللي عايز ينفصل ينفصل

النوبيون: إحنا قاعدين في بلدنا واللي عايز ينفصل ينفصل

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان