رئيس التحرير: عادل صبري 05:12 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

وزير الأوقاف للفقراء: "التبذير حرام"!

وزير الأوقاف للفقراء: التبذير حرام!

أخبار مصر

وزير الأوقاف محمد مختار جمعة

وزير الأوقاف للفقراء: "التبذير حرام"!

براء حسن 03 أبريل 2014 09:09

"خطورة الإسراف والتبذير على الفرد والمجتمع".. قد لا يكون غريبًا أن يستمع المصلون يوم الجمعة إلى خطبة بهذا العنوان في بلاد الخليج، أما أن يكون هذا موضوعًا يستمع إليه المصريون على المنابر، فهذا ما لا ينقضي منه العجب.

هذا هو موضوع خطبة الجمعة القادمة، كما قررته وزارة الأوقاف على جميع المساجد المصرية، التي باتت الوزارة تفرض عليها خطب الجمعة بعناوينها ومضامينها!!

تستشهد الخطبة المقررة على مكافحة الإسراف بقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]

{....وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } [الإسراء: 26، 27]

وبقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال".

والسؤال.. كيف يمكن أن يكون وقع هذه النصوص والتوجيهات على مسامع المصلين، في بلد يعاني نصفه من الجوع بكل تجلياته؟

هذا الفقر، الذي لا تكابر الحكومة في وجوده، فقد قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، في بواكير تصريحاته إن نسبة الفقر في مصر بلغت 26%، فيما توجد نسبة 10% يسيطرون على مصادر الثروة.

وأضاف رئيس الحكومة: "إن الفقراء ينتظرون الكثير، ومن هنا فإن العدالة الاجتماعية هي الهدف والراية التي ترفعها الحكومة".

فهل هذا هو الكثير الذي كان ينتظره المصريون من حكومة محلب، أن يذكرهم وزير أوقافه بخطورة الإسراف الذي يسمعون عنه من القصص والأساطير!!

وإذا كان 10% فقط، هم من يسيطرون على مصادر الثروة، فلماذا لا يتم الحديث عن الإسراف إليهم وحدهم دون الفقراء؟ هل تصلح خطبة الـ 10% أن يفرض توحيدها بالقوة على بقية أطياف الشعب الـ 90%.

لماذا يكابر وزير الأوقاف في الحقيقة التي لا يماري فيها إعلام الدولة الرسمي، فقد نشرت الأهرام تحقيقًا في السادس من مارس الماضي عن خريطة الفقر في مصر.

ذكرت فيه البيانات الرسمية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن نسب الفقر، وذكرت في ذلك ارتفاع نسبة الفقر لتصل إلى 26,3% من  من إجمالي السكان وفقا لمقياس الفقر خلال عام 2012/2013 مقابل 25.2 بالمائة في العام السابق، وهناك 49% من سكان ريف الوجه القبلي لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغيره عام 2012/ 2013 مقابل 44% عام 2008/2009، بينما تصل هذه النسبة إلى الثلث في الحضر.

49 % من سكان ريف الوجه القبلي لا يستطيعون بالفعل الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغيره، يفرض عليهم حديث عن الإسراف والتبذير، ويذكرهم الخطيب بقول ربهم "ولا تسرفوا".

ويخوفهم خطيب الجمعة كما جاء بالخطبة على موقع الوزارة من عاقبة التبذير القضائية والأخروية، فالمبذرون في الآخرة إخوان الشياطين، وفي الدنيا إن لم يكفوا عن التبذير فسيف الحجر مصلت عليهم، وتمضي الخطبة مع الحجر لتذكره بنوعيه: الحجر لحق الغير، والحجر لحق المال!!

أي حجر ينتظر من لا يتمكن من الحصول على مائة جنيه شهريًا؟

في التحقيق ذاته، الذي نشرته الأهرام في شهرها الماضي، تقول د. ابتسام الجعفراوي، بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، هناك أكثر من 50% من المجتمع يعيشون على حد الكفاف وعلى الدولة أن تنظر إليهم..

ويقول د. عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة حلوان، إن الذين يحصلون على أقل من مائة جنيه شهريًا بلغوا نسبة 48% من مجموع الشعب المصري.

 ويضيف: فإذا وضعنا في الاعتبار أن هناك من لا يحقق هذا الحد الأدنى فقد تصل نسبة الفقر إلى 55% وهي نسبة مرشحة للزيادة يومًا بعد يوم.

فهل هؤلاء هم الذين يحتاجون إلى تعلم فقه الحجر على المبذر بأنواعه؟ وهل هؤلاء من يجب تخويفهم أن يكونوا إخوانا للشياطين.

الغريب أن هذه الخطبة تأتي بعد خطبة، كانت قد فرضتها وزارة الأوقاف عن فقه الأولويات!! فهل هذا هو التوظيف الدعوي لفقه الأولويات؟

وهل يتمكن الخطيب من الحديث عن الأمر الوحيد الذي لا تخطئ عيون المصريين الإسراف فيه: الظلم والاعتقال وسفك الدماء والمؤبد والإعدامات الجماعية!! أم أن هذه مغازلة خاسرة، يقوم بها وزير الأوقاف لحملة السيسي الانتخابية، تأكيدًا على مطالبه للمصريين بالتقشف.

 

روابط:

اليوم.. خطبة الجمعة عن "ترتيب الأولويات" 

علماء: توحيد خطبة الجمعة "تأميم" للدعوة

حرب الإرهاب وبر الوالدين.. محور خطبة الجمعة اليوم

"الأوقاف" تطالب الخطباء الالتزام بموضوع خطبة الجمعة

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان