استقبل الرئيس عدلي منصور، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وفدًا من ممثلي مختلف قوى الشباب المصري، ضم 44 شابًا، بحضور عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان.
استغرق الاجتماع أربع ساعات ونصف الساعة، واستهله الرئيس بالإشارة إلى الشعور السائد بين عدد من قوى الشباب بشأن محاولات البعض للنيل من ثورة 25 يناير أو التقليل من شأن من شاركوا فيها من الشباب، مؤكدًا أن ثورة يناير ثورة شعبية نزيهة أطلق شرارتها الشباب، وشارك فيها كل فئات الشعب المصري، وأن ثورة 30 يونيو جاءت كمد ثوري لإعادة ثورة 25 يناير إلى مسارها الصحيح.
وقد تركزت مداخلات الشباب المشاركين في عدة محاور، أبرزها الإعلام وانقسمت المداخلات في هذا الصدد إلى شقين، أولهما التركز في محاولات الآلة الإعلامية لتشويه صورة ثوار الخامس والعشرين من يناير، أما الشق الثاني فقد تم خلاله توجيه النقد لأداء التليفزيون المصري الرسمي.
وانتقد المشاركون بعض الممارسات الأمنية لجهاز الشرطة، مشيرين إلى أنها تعيد إلى الأذهان صورة جهاز الشرطة قبل ثورة 25 يناير 2011، ومنوهين إلى أنهم يستشعرون أن هذه الممارسات ممنهجة.
وعبر الشباب عن انتقادهم قانون التظاهر، إذ وجه بعض المشاركين النقد لهذا القانون، معتبرين أنه يقيد الحق في التظاهر ولا ينظمه، وأجمع المشاركون على رفضهم لعودة رموز النظام الأسبق، مشيرين لما استشعروه من إمكانية لعودة هذه الوجوه القديمة إلى دوائر السلطة في مصر.
من جانبه، حرص منصور على أن يؤكد أنه لا عودة للوراء، مشيرًا إلى أن الشباب هم عماد مصر التي لن يبنيها سواهم فهي لهم ولأولادهم، وهو الأمر الذي يتطلب منهم أن يعملوا وأن يقدروا أن الوطن أكبر من أن تمثله مؤسسة ما، ومن ثم فإنه الأبقى.
وشدد على أن التغيير عملية ديناميكية مستمرة لن تتحقق بين عشية وضحاها، ويتعين أن يتم التغيير بالحق وبالوسائل السلمية، وليس من خلال العنف، سواء تجاه الأفراد أو إزاء الدولة.
وفيما يتعلق بمخاوف الشباب التي تمت إثارتها، أوضح: "بالنسبة للإعلام فإننا في عصر السماوات المفتوحة لا يمكن أن يكون للدولة سلطان على الإعلام الفضائي، وإلا اتهمت بتقييد الحريات والرجعية، إلى غير ذلك من قائمة الاتهامات المعروفة والمعدة سلفًا والتي لا تراعي في كثير من الأحيان خصوصية الوضع الذي تمر به كل دولة".
وأضاف أنه سبق أن ناشد الإعلاميين بصياغة ميثاق شرف إعلامي، وذلك من منطلق اقتناعه بأنهم المعنيون بإعداده.
وأعرب عن أمله في أن تتم بلورة ميثاق الشرف الإعلامي على أرض الواقع في أقرب فرصة.
و فيما يتعلق بانتقادات الحاضرين لجهاز الشرطة، استبعد أن يكون العنف ممنهجًا، موضحًا أن ما يشير إليه الشباب قد يكون ممارسات فردية محدودة.
وردًا على ما أثير من أن هناك حالات من إلقاء القبض العشوائي؛ نفى أن يكون ممنهجًا، ووجه الحضورَ بموافاته بقائمة مفصلة بأسماء من تم إلقاء القبض عليهم، للوقوف على أوضاعهم القانونية والتصرف وفقًا لكل حالة على حدة دون تعميم، آخذًا في الاعتبار ما تنتهي إليه النيابة العامة في تحقيقاتها ذات الصلة.
وحول قانون تنظيم الحق في التظاهر، أكد أنه لا يقيد الحق في التظاهر، وأن الأصل في هذا القانون أن التظاهر يتم بمجرد الإخطار، وأن الجهة الإدارية (الشرطة) لا تملك الاعتراض على أي طلب يقدم إليها، إلا في حالة واحدة، ألا وهي اعتراض الجهة الإدارية على التظاهرة من خلال طلب يقدم لقاضي الأمور الوقتية، بإلغائها أو إرجائها أو نقلها لمكان أو خط سير آخر متى وجدت أسباب جوهرية لذلك، ويكون لقاضي الأمور الوقتية الذي يعمل على مدار 24 ساعة رفض طلب الجهة الإدارية بمنع التظاهرة، بشكل فوري لحظة العرض عليه، إذا لم يثبت ما يبرر الطلب.
وأشار الرئيس حول عودة رموز النظام الأسبق للحياة السياسية، إلى أنه يتعين على الشباب أن يتفاعلوا مع القواعد الشعبية، وأن ينتظموا في العمل السياسي والحزبي لملء أي فراغ بما لا يسمح بتكرار تجربة ما بعد ثورة 25 يناير، حيث كانت هناك قوة وحيدة منظمة، وسيختار الشعب من يقدر أنه الأصلح له.
أما بالنسبة لما يتردد عن لقاءات وتسهيلات تتم بين مسئولين وبعض وجوه النظام الأسبق؛ فقد وجه الرئيس بموافاة مؤسسة الرئاسة بمعلومات أكثر دقة عن هذا الموضوع.
ورداً على طلب أحد المشاركين برعاية مؤسسة الرئاسة لحوار بين قوى الشباب بعضها البعض وتفعيل مفوضية الشباب، وعد الرئيس بالنظر في تفعيل المفوضية في أقرب فرصة، منوهًا إلى أنه كان يأمل في رؤية القوى الشبابية أكثر توحداً فيما بينها، وأكثر قدرة على الحوار وعلى الاستماع لبعضها البعض إعلاءً لمصلحة الوطن.
وفي ختام اللقاء، وجه رسالة إلى الشباب دعاهم فيها إلى العمل من أجل الحفاظ على مكتسبات الثورة التي لا يتعين أن يجنيها غيرهم من التابعين لأنظمة ثبت فسادها، معاوداً التأكيد على أن الاختلاف فيما بينهم وعدم تنظيم جهودهم وإغفال التواصل مع القواعد الشعبية قد يتيح الفرصة لمن لا يستحق في الانتخابات النيابية المقبلة.
اقرأ أيضًا: