بين رفض للوضع القائم واستنكار لحالات الإقصاء وانتشار حالة اللامبالاة وفقدان الثقة، وعدم الاعتراف بالسلطة الحاكمة".. تنوعت أسباب الشباب المقاطعين للاستفتاء الذي أجري يومي الأربعاء والخميس الماضيين.
وقالت عبير يوسف، مهندسة وناشطة سياسية 29 سنة، لـ "مصر العربية" إنها قاطعت الاستفتاء لأن الاستفتاء لا يفرق من وجهة نظرها عن دستور الإخوان، إلا أنه عندما صوت بـ "لا " لدستور الإخوان اتهمت وقتها بالكفر، أما لو صوتت بـ "لا" لدستور السيسى فأنت خائن وعميل والأسوأ أنك لو علقت لافتة تقول (لا لدستور المحاكمات العسكرية للمدنيين) فسيكون مصيرك السجن.
وقالت إن التناول الاعلامي الذي ربط بين التصويت بنعم للدستور بشعبية السيسي، بمدى حبك للجيش، بإخلاصك وولائك لمصر، واستخدام حزب النور والكنيسة في تمرير الاستفتاء كان دافعًا قويًا للابتعاد عن المشاركة.
وأضافت: "الكنيسة تبشرك بأن التصويت بنعم على الدستور سيعود على مصر بالبركات والخيرات، و"قول نعم تجلب النعم" وكان هذا كله لا يندرج عندهم بإدخال الدين في السياسة.
وفي المقابل قام حزب النور بدور أجمل حيث رددوا أن هذا الدستور سيعلي من شأن الشريعة الإسلامية، بالرغم من إزالة المواد المتخلفة - على حد تعبيرها - التى وقفوا وراءها ووضعها الإخوان من أجلهم في دستور ٢٠١٢ وحاربوا من أجل المواد "التي تعلي شأن الشريعة الإسلامية"، لكن لا بأس اختلفت الدساتير والدقن واحدة ونعم بتريح.
ويقول عبد الرحمن الخطيب، ناشط سياسي وعضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة سابقًا، "إن هناك حالة من فقدان الثقة واللامبالاة أصابت قطاعًا كبيرًا من الشباب بسبب الوضع العام، وغياب شباب التيار الإسلامي المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي عن المشهد أثر على نسبة المشاركة الشبابية"، مشيرًا إلى "أنه قاطع لقناعته باستمرار السياسة التي كانت تمارس قبل الثورة وسلوكيات النظام الخاطئة".
وقال: "إنه وكثيرين أصيبوا بالإحباط لأنهم شاركوا في ثورة يناير تمردوا على وضع فاسد لكن الواقع أن الوضع لم يتغير ولم نستطع التغيير"، موضحًا أن الانتقادات التي وجهها التيار المدني للاإخوان في دستور 2012 هي نفسها الانتقادات التي توجه لنفس التيار في الدستور الجديد.
وأكد أن الأوضاع كما هي وزاد عليها حالة الإقصاء لفصيل بعينه، والتخوين وأن من شرب من كأس الظلم يقوم الآن بسقيه لغيره.
وقال محمد زكريا، موظف 35 عامًا، (عزفت عن المشاركة في الاستفتاء لقناعتي أن الأوضاع التي تشهدها البلاد حاليًا لا تسمح بأي عملية ديمقراطية، فالفكر لا زال قانعًا في عقول الناس وفكرة التغيير لم تتبلور في قناعة الشعب المصري حتى الآن والدماء تسقط في كل مكان ومن كل الأطراف، فقررت ألا أشارك في تتويج مهزلة جديدة من وجهة نظري لن تجدي شيئًا، وتابع أن النتائج محسومة من البداية.
وقالت خلود محمد، مدرسة 28 سنة، "رفضت المشاركة في الاستفتاء لأنه دستور انقلابي صادر من لجنة انقلابية غير شرعية جاءت على أكتاف آلاف الضحايا والمعتقلين وتساءلت كيف يمكن لي أن أشارك في دستور وأصدقائي بينهم قتيل وبينهم معتقلون".