رئيس التحرير: عادل صبري 09:55 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

للعام الثاني على التوالي.. «رمضان» بلا موائد رحمن أو اعتكاف

للعام الثاني على التوالي.. «رمضان» بلا موائد رحمن أو اعتكاف

أخبار مصر

تصوير آخرين

بأمر كورونا..

للعام الثاني على التوالي.. «رمضان» بلا موائد رحمن أو اعتكاف

آيات قطامش 27 فبراير 2021 18:23

موائد تمتد لأمتار، يلتف حولها أناسٌ من كل الطبقات والأعمار لحظة إعلان ساعة الإفطار، فتجدها تُرحب بأي عابر سبيل، غنيٌ كانَ أم فقير لم يُسعفه الوقت أو المال لكسر صيامه، هكذا كانت تمر الأجواء في شهر رمضان الكريم، ولكن يبدو أننا سنفتقد هذا العام ايضًا بعض من طقوسه الأساسية، فبأمر كورونا صدر فرمان بمنع إقامة موائد الرحمن أو الاعتكاف بالمساجد، أما صلاة التراويح فستقام ولكم بضوابط.  

 

مصير التراويح في رمضان 2021

 

فاليوم السبت؛ صرح وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد الدكتور نوح العيسوي، أنَّ صلاة التروايح ستقام في رمضان بالمساجد التي تؤدى بها الجمعة، وذلك للصلاة فقط مع الالتزام بجميع الاجراءات الاحترازية ومراعاة التباعد الاجتماعي. 

 

وتابع قائلًا: فلا حرج على الإطلاق على من صلى التراويح في بيته، بل ذلك يستحب في الظروف التي نحن فيها ، للإسهام في تحقيق التباعد وتخفيف أوقات الاجتماع في مكان واحد.


ولفت إلى أنه لن يسمح  بإقامة أية موائد إفطار أو اعتكاف ، مع استمرار تنفذ قرارات عدم السماح بفتح الأضرحة أو دورات المياه أو دور المناسبات ، ومراعاة كافة الضوابط القائمة والالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية ، وتكثيف عمليات النظافة والتعقيم. 


 

سؤال الجمهور

 

"حد يعرف مصير مصلى السيدات؟"؛ سؤالٌ أفصح عنه الكثيرون بمجرد إعلان وزارة الأوقاف عن قرارها سالف الذكر، فالبعض ممن ينتظرنَّ رمضان من العام إلى العام لأداء شعائر صلاة التراويح في المساجد، بدأ يتخلل إلى نفوسهن مخاوف من ألا تفتح أمامهم الأبواب ويكون القرار قاصر على الأماكن المخصصة للصلاة بالنسبة للرجال.  

 

 

 

جدل بسبب موائد الرحمن 

 

على الجانب الآخر؛ تباينت الآراء بشأن قرار "الأوقاف" فبالبعض رحب وبقوة خاصًة بعد التأكيد على إقامة التراويح، في حين كان للبعض الآخر رآى مختلف خاصًة فيما يتعلق بمنع إقامة موائد الرحمن والاعتكاف بالمساجد.

 

"لماذا لا يتعامل مع المساجد وموائد الرحمن مثل قاعات الإمتحان"؛ بتلك العبارة أعربت إيمان حسن عن استيائها من القرار، مشيرًة لـ "مصر العربية" إلى أنه كان من الممكن عدم اللجوء للمنع وإقامة تلك الموائد والاعتكاف في المساجد بشروط مثل حفلات الزفاف وغيرها من الأحداث.

 

وتابعت متسائلة: ماذا عن الازدحام أمام البنوك، وداخل المصالح الحكومية، وبعربات مترو الأنفاق وفي المهرجانات السينمائية؟؛ فكل هذه الأمور لا تمنع انتشار كورونا ايضًا.  

 

في حين قال محمد فكري، أنهم ربما لجأوا لمثل هذا القرار تخوفًا من تزايد أعداد المصابين بكورونا خلال المواسم والمناسبات كرمضان والأعياد، ولكنه في الوقت ذاته لفت إلى أن التجمعات مُر لابد منه وسيحدث في كل الأحوال سواء بإقامة أو إلغاء موائد الرحمن والاعتكاف. 

 

"كُنا فين وبقينا فين الحمد لله إن السنة دي مش هيلغوا التراويح بسبب كورونا زي السنة اللي فاتت"؛ عبارة جرت على لسان رودينا عادل، مؤكدًة أنها كانت تخشى من اي قرارات مغايرة في هذا الشأن، حيث واصلت حديثها قائلة: "الواحد مكنش حاسس بأجواء رمضان اللي فات". 

 

"الناس بتتجمع في البيوت تمنع ليه موائد الرحمن خلي الناس تفرح بالشهر الكريم"؛ هكذا اعربت منال محمد عن عدم ترحيبها بقرار الأوقاف، واتفقت معها منة صالح حيث علقت عبر موقع التواصل الاجتماعي قائلة: "حتى الموائد بتاعت الغلابة والثواب اللي بتعمله الناس للفقير اللي مش لاقي يفطر واللي على سفر، حرام عليكم انتوا ليه بتيجوا على الناس المسكينة ما تروحوا شوفوا اللي بيحصل في أماكن تانية واللي بيحصل المصالح الحكومية". 

 

 

 

 

في حين كان لـ "عبير" رآى آخر حيث علقت قائلة: "ببساطة الموضوع ممكن يتحل بوجبات تيك اواى مغلفة لكل واحد الموضوع حله بسيط والثواب واحد".

 

 

رمضان بين "موجتين"

 

لم تكن تلك المرة الأولى التي يأتي فيها الشهر الكريم الذي ينتظره الملايين في أجواءٍ استثنائية، فما بين موجتين لفيروس كورونا كان لـ "رمضان" وجود بإثبات حضوره في  الموجة الأولى واستعدادت خاصة كي يهل في الثانية. 

 

"إلغاء التراويح، موائد الرحمن، صلاة الجمعة، وجميع الصلوات تصلى في المنازل نتيجة غلق المساجد"؛ بتلك القرارات القاسية مر شهر رمضان في موجة كورونا الأولى، بعدما خطف كوفيد 19 أجواء وطقوس هذا الشهر الكريم ولم يكتف بالتهامه أرواح الكثيرين. 

 

وتزامنًا مع اقتراب الـ 10 الأواخر في الموجة الأولى قررت الأوقاف إذاعة صلاة التراويح، بإعلانها فتح مسجد عمرو بن العاص والسماح بإقامة صلاتي العشاء والتراويح فيه وبثها إذاعيًا على المواطنين، على أن يقتصر الحضور على الإمام واثنين من العاملين به. 

 

وتختار إذاعة القرآن الكريم يوميًّا أحد القراء المعتمدين إذاعيًّا لصلاة التراويح بالمسجد، وهو ما  لقى ترحيبًا من جانب البعض ممن كانوا يأملون فى فتح المساجد، ولكن في الوقت ذاته انطلقت دعوات للمطالبة بإقامة صلاة التراويح بالمساجد حتى وإن كانت دون مصلين. 

 

 

 إلا أن الدكتور محمد مختار جمعة رفض، وأوضح حينها  أنه لا مجال على الإطلاق لرفع تعليق إقامة الجمع والجماعات بما في ذلك صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك ، وأنه لا مجال لفتح المساجد خلال الشهر الكريم مراعاة للمصلحة الشرعية المعتبرة، التي تجعل من الحفاظ على النفس البشرية منطلقًا أصيلًا في كل ما تتخذه الوزارة من قرارات.

 

أما في الموجة الثانية التي تشهدها البلاد الآن؛ فجاءت القرارات مغايرة بعض الشئ حيث سُمح بأداء صلاة التروايح ولكن بشروط من بينها اقامتها في المساجد التي تؤدى فيها شعائر صلاة الجمعة وباتباع الاجراءات الاحترازية، عدا قراري منع إقامة موائد الرحمن أو الاعتكاف في المساجد فسيسريان على رمضان 2021 ايضًا. 

 

 

انتهاء ذروة الثانية وتخوفات من موجة ثالثة 

 

الدكتور محمد عوض تاج الدين؛ مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة، كشف في وقت سابق خلال تصريحات إعلامية له أننا تخطينا مرحلة ذروة الموجة الثانية لكورونا، مشيرًا إلى أنَّ الأعداد بدأت تنخفض تدريجيًا عمّا كانت عليه في بداية تلك الموجة. 

 

وتابع تاج الدين قائلًا: لكن هذا لا يعني عدم وجود حالات فهناك أعداد ما زالت موجودة، لهذا لابدَّ وبشدة الاستمرار في اتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات الاحترازية الممكنة، لقراءة المزيد اضغط هنـــــــا

 

 

يذكر أنَّ مصر سجلت في 20 ديسمبر 2020؛ أعلى رقم حتى الآن منذ بداية موجة كورونا الثانية وهو 1418 حالة إصابة جديدة بكوفيد 19 في اليوم، وتوالت القفزات الألفية  إلى أن انكسرت في 15 يناير 2021، حيث سجّلت مصر 879 حالة جديدة حينها.  

 

 

سر التخوفات 

 

أما وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد،  فسبق ولوحت بأنَّ الفترة المقبلة ستشهد مصر تزايد جديد في الاعداد -في إشارة لموجة ثالثة-، حيث قالت: من خلال الدروس المستفادة من الموجة الأولى والتي أظهرت ارتفاع حالات الإصابة في شهر إبريل عام 2020 ، فإن التوقعات تشير إلى أنه من الممكن أن يشهد شهر إبريل عام 2021 زيادة في عدد الإصابات، حيث إن الذروة تكون في الأسبوع السابع من كل موجة، وذلك وفقًا للمؤشرات البحثية العالمية. 

 

ولكنها في الوقت نفسه أوضحت أنه ليس من المؤكد ارتفاع معدل الإصابات خلال هذه المدة الزمنية، مشيرًة أن مصر تحرص على مواجهة وإدارة جائحة فيروس كورونا من خلال اتباع منهج علمي بالإضافة إلى متابعة تطبيق الخطة الوقائية والاحترازية للتصدي للفيروس، لقراءة المزيد اضغط هنـا

 

وعن سر التخوف من "إبريل" على وجه التحديد، يقول أستاذ المناعة دكتور أمجد الحداد: هناك خوف من إبريل لأنه يعد موسم لتجمع المناسبات، مثل رمضان، ولدينا مثال واضح  ففي الموجة الأولى قبل دخول الشهر الكريم،  شهدت تلك الفترة تجمعات من جانب المواطنين في أماكن عدة من أجل شراء المستلزمات، فكان فرصة من ذهب أمام كورونا لنشر العدوى. 

 

وتابع خلال مداخلة متلفزة له: كما أن إبريل شهر تغير الفصول، حيث يحدث به نشاط للفيروسات التنفسية، مثل شهري 11و12، فهي مواسم لانتشار فيروسات مثل البرد والانفلونزا وكذلك كورونا. 

 

وأضاف: لذا فإن سبب التخوف كما ذكرت أن إبريل هو شهر الفيروسات والتجمعات، ولكن أريد القول أنه في حالة الالتزام بالاجراءات الاحترازية فلن يكون هناك موجة ثالثة، هي فقط موجة تكهنية، نظرًا لوجود احتمالية عدم التزام من جانب المواطنين. 

 

 

مصر بين "موجتين"


وبحسب دراسة استكشافية نشرتها التعبئة والاحصاء قبل أيام؛ فإنَّ الموجة الثانية من فيروس كورونا تُعد أشد وأسرع من الموجة الأولى، حيث أن عدد الإصابات اليومي في الموجة الأولى استغرق 85 يومًا أي ما يقرب من الثلاثة أشهر حتى كسر حاجز الألف إصابة، إذ سجلت مصر 1126 حالة في 28 مايو.

 

في حين أن عدد الإصابات اليومي في الموجة الثانية استغرق 31 يومًا فقط لكسر حاجز الألف إصابة حيث سجلت مصر في 24 ديسمبر 1014 إصابة يومية. 

 

 

 

 

وتعد الموجة الثانية من جائحة كورونا في مصر أشد خطورة من الأولى، فبمقارنة أعداد الوفيات خلال الموجتين، نجد أنَّ الموجة الأولى استغرقت 90 يومًا لكسر حاجز الـ 50 حالة وفاة يوميا، حيث سجل يوم 13 يونيو 62 حالة، إلا إنه في الموجة الثانية استغرقت 36 يومًا فقط حيث سجلت مصر يوم 27 ديسمبر 53 حالة وفاة.

 

وبمقارنة المتوسط اليومي للوفيات خلال الموجتين؛ يتضح الفارق في تسارع الوفيات نتيجة الإصابة بالفيروس حيث بلغ المتوسط اليومي للوفيات مع بدء ظهور وفيات في الموجة الأولى  7 حالات،  فيما بلغ المتوسط في الموجة الثانية 26 حالة وهو ما يشير إلى زيادة خطورة كورونا في الموجة الثانية، لقراءة المزيد اضغط هنـــــــــــا 

 

 

اقرأ ايضًا: 

 

«موائد الرحمن» في رمضان.. بدأها الرسول وهكذا وصلت إلينا 

الثانية تضرب بقوة

دراسة| كورونا مصر بين «موجتين».. الأرقام تكشف حقائق مهمة

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان