رغم شهرتها ونجاحها الفني الكبير، إلا أن النوم كان يفارق عينها وتشعر دائما بالقلق، إلى أن التقت به صدفة بمصعد الفندق عندما كانت تؤدي مناسك العمرة بعد وفاة شقيقها والذي كان بمثابة ابنها الصغير، وقتها أحست أن القدر رتب لها هذا اللقاء لتخرج من الحالة النفسية السيئة التي كانت تعيشها.

اقتربت منه، وعرفته بنفسها قائلة: "عمي الشيخ أنا شادية"، وطلبت منه أن يدعو لها بالمغفرة والرحمة، فرد عليها قائلا :"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".

هكذا كان اللقاء الأول الذي جمع الشيخ محمد متولي الشعراوي والفنانة الشهيرة شادية والتي كانت تلقب بمعبودة الجماهير ودلوعة الشاشة، وبعد ذلك توالت اللقاءات إلى أن أعلنت اعتزال الفن والابتعاد عن عالم الشهرة والأضواء نهائيا، وأثيرت الكثير من الأقاويل حول طبيعة علاقتهما وترددت شائعات حول زواجهما.

فى مثل هذا اليوم الثامن من فبراير، عام 1929، ولدت شادية، في منطقة "الحلمية الجديدة" بمدينة القاهرة، اسمها الحقيقي هو فاطمة أحمد كمال شاكر والدها كان مهندساً زراعيًا ترجع أصوله إلى محافظة الشرقية.

وخلال مسيرتها الفنية التي بدأت عام 1947 وانتهت عام 1984، قدمت شادية ما يزيد على 500 أغنية، و110 أفلام، ومسرحية واحدة "ريا وسكينة"، وحصلت على جائزة الدولة فى التمثيل عن دورها فى فيلم "شيء من الخوف"، وجاءت 4 أفلام، لها ضمن قائمة أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وهى: "الزوجة 13 ومراتي مدير عام وشيء من الخوف واللص والكلاب".

تزوجت شادية 3 مرات فقط، من عماد حمدي، ومهندس صوت يدعى عزيز فتحي، والفنان صلاح ذو الفقار، التى حملت منه ثلاث مرات لكن الحمل لم يكتمل، لذا كانت ترى فى شقيقها طاهر ابنًا لها، إلى أن تفاجأت بخبر وفاته خلال تأديتها لمسرحية "ريا وسكينة" أصيبت وقتها بصدمة كبيرة جعلتها تترك عالم الشهرة والأضواء.

ويروي الفنان سمير صبري أنه بعد صدمة وفاة شقيق شادية تعرضت الفنانة لصدمة أخرى وهي تشخيص الأطباء بأنها مصابة بسرطان الثدي، وبعد استئصال ثدييها، اكتشفت أنها لم تكن مصابة بهذا المرض، وتسببت هاتان الصدمتان في إحباطها وحزنها، وهو ما جعلها تقترب أكثر من الله وتترك الفن

بعد وفاة شقيقها ولقائها بالشيخ الشعراوي بالمملكة العربية السعودية، قررت شادية أن تغير مسارها الفني، وتقدم أغاني ذات طابع ديني، ومنها أغنية "خد بإيدى" عام 1986، ورغم اتفاقها مع الشاعرة علية الجعار على عدد من الأغنيات الدينية، إلا أن محاولاتها لحفظ الكلمات باءت بالفشل، فذهبت إلى الشيخ متولى الشعراوى، وأخبرته بعدم قدرتها على الغناء وحفظ الأغاني، دار بينهما حديث قررت بعده الاعتزال وعدم الظهور نهائيا، ورفعت كل محاولات إعادتها للأضواء حتى وإن كان بقراءة أدعية دينية للإذاعة، وأصبحت تستشير الشيخ محمد متولى الشعراوى فى كل كبيرة وصغيرة تخصها.

هنا انطلقت الشائعات تزعم زواج شادية من الشعراوي، وقد سأل إمام الدعاة عن حقيقة الأمر فأجاب وقتها: "زواجى من شادية شرف لا أدعيه".

وفى إحدي المقابلات الصحفية تحدث محمد عبدالرحيم الشعراوى حفيد الشيخ الشعراوي، عن طبيعة علاقة معبودة الجماهير وبإمام الدعاة، موضحا أن شادية كانت جارتهم وتسكن بالقرب من المريوطية، وكانت أحيانا تأتى لزيارة جده الشعراوي وطرح الأسئلة عليه ومعها بعض الفنانات.

ووفقا لرواية الحفيد فقط ترددت الفنانة على بيته الإمام 6 مرات، مضيفا :" الناس زوجوا جدي بعض الفنانات والأميرات وكان جدى عندما يسمع هذه الشائعات يضحك.

وعن أسباب إطلاق شائعة زواج الشيخ الشعراوي من شادية، قال الحفيد إن البعض حاول النيل من جدي بترديد شائعة زواجة من الفنانة شادية لأنها كانت أوائل الفنانات اللاتى اعتزلن وأشهرهن.

وفى يوم الثلاثاء الموافق 28 نوفمبر عام 2017، رحلت الفنانة شادية عن عالمنا عن عمر يناهز 86 عاماً بعد صراع مع المرض بمستشفى الجلاء العسكر.