رئيس التحرير: عادل صبري 01:50 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

سمر تروي لـ «مصر العربية» كواليس 15 ساعة لإنقاذ قطة المنيا

سمر تروي لـ «مصر العربية» كواليس 15 ساعة لإنقاذ قطة المنيا

آيات قطامش 20 يناير 2021 23:08

بأحد شوارع المنيا أمام محطة القطار، أطل قط صغير كعادته غير عابئ بتلك القطعة الحديدية التي تخنق رقبته بعدما استسلم للأمر إثر مرور وقت طويل فشل خلاله أهالي المنطقة في إنقاذه من "بيبة" بالوعة إحدى دورات المياه التي "حُشرت" فيها رقبته. 

 

 

صورة القط "المخنوق" بنظراته التي تروي كثيرًا من الحكي لا يستطيع بلغته ترجمتها، خطفت قلوب الكثيرين، إلا أن واحدة فقط قررت أن تشد الرحال وتقطع مئات الكيلو مترات من أجل إنقاذه وتخليصه من هذا الطوق الحديدي الملتف حول رقبته، فبعد محاولات استمرت لساعات تكللت في نهاية المطاف القصة بالنجاح على يد شابة عشرينية تطوعت في مجال الرفق بالحيوان منذ كانت صغرها. 

 

"مصر العربية" تواصلت مع  سمر سعيد، الفتاة أنقذت ذاك القط المسكين من مصير كان ينتظره في حال زاد وزنه قليلًا، لتصبح تلك القطعة الحديدية مع الوقت بمثابة سكين.

 

 


بدأت القصة بمنشور استوقف "سمر" صاحبة الـ 29 عاما والمهتمة بمجال الرفق بالحيوان، قال صاحبه فيه: "يا جماعة القط ده بيتعذب كل يوم في رقبته غطاء حديد شبط فيه وأكيد مش بيعرف ينام منه، كل فترة ما اقرب منه علشان احوشه يجري، لو في جمعية رفق بالحيوان تجيب مسدس تخدير ويخدروه ويحشوه منه، العنوان آخر شارع بيلا فيتا .. بيبقى موجود هناك على طول..". 

 

عقدت "سمر" القاطنة بالقاهرة العزم على قطع رحلة إلى المنيا كي تنقذ هذا القط المسكين، فأعدت كل ما تحتاج إليه ووضعته في السيارة من مصيدة تزن 20 كجم، ومسدس تخدير قامت بشرائه من خارج مصر خصيصًا من أجل عيون الحيوانات، كما أخذت معها شبكة كبيرة طولها 8 سم وأخرى 5سم. 

 

ومع دقات السادسة من مساء أمس دار مُحرك السيارة لتبدأ رحلة طويلة قطعتها بمفردها من القاهرة إلى المنيا وكانت بالمكان المنشود مع حلول الثانية عشر ليلًا، أخبرتنا "سمر" أنها قررت الانتظار لحين إغلاق جميع المحال فبحكم خبرتها في هذا المجال تعرف أن القطط والكلاب تخرج ليلًا بحثًا عن طعامها. 

 

وباتت الفتاة ليلتها في سيارتها وبالفعل مع دقات الثانية بعد منتصف الليل أطلت القطة وبدأت المهمة الشاقة التي انتظرتها "سمر" بفارغ الصبر،  فبمهارة عالية بدأت المراوغة وتنفيذ الخطة وسط دهشة كبيرة ارتسمت على وجوه الأهالي والمارة من قاطني المنطقة. 

 

وبعد دقائق كانت القطة داخل المصيدة حيث حملتها الفتاة في رحلة العودة إلى القاهرة لتستقبلها عيادة مختصة بإحدى المنظمات المرتبطة بالرفق بالحيوان، وتم إزالة هذا الطوق الحديدي من رقبتها لتنهي عناء دام لشهور. 

 


 

تقول "سمر": أتوقع أن سبب دخول "بيبة" بالوعة الحمام في رقبة القطة، يعود إلى أنها ادخلت رأسها لشرب المياه فحشرت رقبتها في تلك القطعة الحديدية. 

 

وانتهت الرحلة الشاقة  للفتاة المغامرة "سمر" بعد مرور نحو15 ساعة من خروجها من بيتها لحين عودتها مجددًا، لتسجل انتصارًا جديدًا في مهمتها الإنسانية مع الحيوانات في شوارع المحروسة. 

 

لم يمر الكثير من الوقت على عودتها حتى فوجئت بجمهور السوشيال ميديا يحتفي بها بعدما تردد اسمها كونها أقدمت على خطوة السفر والخروج من بيتها في هذا الطقس لإنقاذ تلك الهرة، وانهالت عليها الدعوات من كل حدب وصوب وهو ما أثلج صدرها وأنساها تعبها.  

 

وجاب منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي مساء اليوم الأربعاء جاء نصه: "رحله إنقاذ استمرت لساعات لإنقاذ الجميل ده من المنيا للقاهرة: القط ده شخص بعت إنه في المنيا وإنه مبينامش بسبب الحديد اللي حوالين رقبته ولا بياكل ولا بيشرب متعذب وبيستنجد بالناس..البوست كان عليه تفاعل كبير جدًا وناس كتير حاولت تساعد وإنساة من الدرجة الاولي اسمها سمر سعيد سافرت بليل دورت عليه وخدته في بوكس ورجعت القاهرة الفجر وتم استقباله في العياده اللي كانت مستنياه وتم فك الحديد بنجاح، هو حاليًا بيتلقي الرعاية في ملجأ للقطط واكل وشرب بعد فترة جوع وعذاب طويلة ..". 

 

 

لم تكن هذه رحلة "سمر" الوحيدة لإنقاذ الحيوانات فسبق ووقفت إلى جوار كلب كفيف في البحيرة، ومرة أخرى أنقذت كلبا محروقا وانتهت قصته المأسوية بالسفر والعيش في كندا. 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان