حالة من الجدل تفجرت خلال الساعات الماضية، حول واقعة حفل "تورتة الجنسية "، الذي أقامته عدد من عضوات نادي الجزيرة، حيث أظهرت الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى بعض السيدات يحملن قطعا من تورتة على شكل مجسمات جنسية.
وتسببت الصور المتداولة في موجة غضب واسعة لدى الرأي العام، لكونها طريقة احتفال شاذة وغير مألوفة لدى المجتمع، فيما أكدت دار الإفتاء أنها حرام شرعا.
وأظهرت الصور المتداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة سيدات، عضوات بنادي الجزيرة بالقاهرة، يحملن قطع من الحلوى معدة بأشكال خادشية للحياء ومنافية للآداب العامة، وذلك أثناء الاحتفال بعيد ميلاد إحداهن.
وجرى تحديد هوية 3 عضوات في نادي الجزيرة ظهرن في حفل "تورتة الأعضاء التناسلية" وهن يمسكن بالأطباق التي تظهر المجسمات الجنسية، من قبل الأجهزة الأمنية تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية للتحقيق واتخاذ القرارات المناسبة بشأن الواقعة، بعدما طالب أعضاء بالنادي إدارة الجزيرة بالتدخل ومعاقبة المخطئين، والتحقيق مع العضوات اللاتي ظهرن في الصور المتداولة.
وبدورها تمكنت الأجهزة الأمنية من خلال الفحص، من تحديد مُصنعة تلك الحلوى وتبين أنها (شيف حلوانى) وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطها بمسكنها بالقاهرة وتبين قيامها بإتخاذ مسكنها مصنعاً لتلك الحلوى وبمواجهتها إعترفت بإرتكابها الواقعة.
ووفقا لتصريحات مصدر أمني، فإنه يقع من نظم هذه الحفلة تحت طائلة القانون، لافتا إلى أن تلك الأفعال تعد بمثابة دعوة إلى الانحلال وتحريض على الفسق.
وكشفت التحريات أن الشيف المسؤولة عن واقعة "تورتة الأعضاء التناسلية" لها معلومات مسجلة في واقعة مشابهة. وأمرت النيابة العامة بإخلاء سبيل المتهمة بكفالة 5 آلاف جنيه، بعدما نسبت إليها اتهامات بتصنيع مأكولات على شكل أعضاء تناسلية خادشة للحياءة، تتضمن إحياءات جنسية.
وخلال التحقيق قالت مصنعة التورتة، إن هؤلاء السيدات طلبن منها هذه الأشكال، وأنها نفذت ما طُلب منها، موضحة أن إحدى عضوات النادي اللاتي ظهرت في الصور المتداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، سلمت لها صور أعضاء تناسلية وطلبت منها تورتة وحلويات بتلك الأشكال.
من جانبها زعمت سهير العطار، عضوة بنادي الجزيرة، والتي ظهرت في الصور المتداولة، تفاصيل الواقعة، أنَّ الحفل كان يوم 10 يناير ونظم للاحتفال بعيد ميلاد إحدى العضوات، وتفاجئن عند استلامهن علب الحلوى بأنها تحوي مجسمات لأعضاء تناسلية، موضحة أنهن عرفن فيما بعد أن علب الحلوى التى وصلت لهن كانت عن طريق الخطأ، حيث كان من المقرر أن تكون هذه العلبة في حفل "حِنة".
وأعربت عن صدمتهن من محتوى علب الحلوى، ما دفعهن إلى التصوير وهن يضحكن، وتفاجأت العطار بنشر صورهن على السوشيال ميديا، وما أحدث ضجة كبيرة.
على النقيض، أشار مسئول بنادي الجزيرة، إلى أن فكرة الحفل نفذتها إحدى العضوات المشاركات على «جروب» يجمعهن على تطبيق «واتس آب»، بعدما طرحت الاحتفال بطريقة مختلفة من خلال هذه الحلوى لأعضاء تناسيلية والتي ظهرت في الصور.
وعقب الحفل وُضعت الصور على صفحة على موقع "فيس بوك" على "جروب" يضم أعضاء النادي، مع منشور من أحد الأعضاء يطالب بالتحقيق في الواقعة، ورغم حذف الصور بناء على طلب أحد أقارب المشاركات فى الحفل إلا أنها سربت على مواقع التواصل الاجتماعي وتناولتها وسائل الإعلام.
وتلقت إدارة النادي العديد من الشكاوى من الأعضاء، بعد الاحتفال، وجرى فحص الشكاوى وتفريغ كاميرات المراقبة الموجودة في النادي للوقوف على كافة تفاصيل الواقعة لمباشرة التحقيق مع المتسببين بها ومعاقبتهم.
بدورها أصدرت وزارة الشباب والرياضة بيانًا صحفيًا لم تذكر فيه اسم النادي، وأكدت أنه تقرر تشكيل لجنة قانونية للتحقيق واتخاذ القرارات المناسبة في شأن الواقعة.
وأشار البيان الى أن اللجنة توجهت صباح اليوم إلى مقر النادى، وبدأت بالفعل في إجراءات التحقيق في كافة الملابسات الخاصة بالواقعة ومن ثم اتخاذ القرارات الصارمة تجاه المتسببين والمشاركين بتلك الواقعة.
فى السياق ذاته طالب المهندس حسام لبن، نائب رئيس حزب المؤتمر، بفتح تحقيق في الواقعة، مشيراً إلى أن هذه الأفعال تعد ترويجًا واضحًا وصريحًا لنشر المحرمات، وطالب بضرورة التحقيق مع العضوات اللاتي ظهرن في الصور المتداولة، حيث أن الأمر يعتبر انتهاكًا للقيم والتقاليد المعروف بها النادي.
وتعليقا على الحادثة قالت دار الإفتاء المصرية:" إن نشر الصور العارية والحلوى والمجسمات والمنتجات المختلفة ذات التعابير الجنسية والإيحاءات الساقطة مُحَرَّمٌ شرعًا ومُجَرَّمٌ قانونًا؛ وهو اعتداء على منظومة القيم، وإساءة فجة للمجتمع بمكوناته".
واستشهدت دار الإفتاء بقوله تعالى :"إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".