رئيس التحرير: عادل صبري 06:00 مساءً | الخميس 15 مايو 2025 م | 17 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

«عيده زايد».. سيناوية تحرس التراث عبر التطريز

«عيده زايد».. سيناوية تحرس التراث عبر التطريز

أخبار مصر

حكاية "السيناوية عيده زايد" تحتفظ بتراث سيناء

العباءة تستغرق 20 يومًا

«عيده زايد».. سيناوية تحرس التراث عبر التطريز

إسلام محمود 17 يناير 2021 14:26

رحلة عطاء مستمرة على مدى 20 عاما ولا تزال السيناوية "عيده زايد نايف"، إحدى سيدات قبيلة البياضية الكائنة بمركز بئر العبد بشمال سيناء تواصل عملها فى مهنة التطريز اليدوى على القماش.

 

استطاعت الحاجة "عيده" أن تصبح من أبرز وأهم "حافظات التراث بسيناء، وتقوم بنفسها بمساعدة السيدات والفتيات فى امتهان التطريز بثلاث قرى بنطاق مركز بئر العبد، ما يساهم في توفير دخل مناسب لهن ومساعدة أزواجهن على مواجهة أعباء الحياة.

 

وتعد مهنة التطريز على القماش من المهن الحرفية المتوارثة فى عموم أنحاء سيناء، وتجيدها السيدات والفتيات اللواتى كن فى الماضى يقمن بها لحياكة وتجهيز أثوابهن وأقنعة الرأس، برسم تشكيلات زخرفية بألوان متعددة وأشكال مختلفة تطرز على القماش أثناء رعى الغنم فى الصحراء.

 

وتختلف تصميمات وألوان التشكيلات المطرزة على القماش من قبيلة لأخرى، ورغم تراجع استخدام الملابس المطرزة فى حياة البدويات اليومية، إلا أن مهنة التطريز لم تندثر.

 

واتجهت سيدات وفتيات لاستثمارها كمصدر رزق من خلال التطريز على مشغولات يدوية، وملابس نسائية عصرية، وهو ما حقق لمنتجاتهن رواجا واسعا فى المعارض المتخصصة، إضافة إلى البيع بالقطعة عبر المتاجر الإلكترونية وعن طريق الجمعيات الأهلية والتجار المتخصصين.

 

تقول الحاجة "عيده" إنها تمارس حرفة التطريز منذ 20 عاما، وبدأت بتعلمها من والدتها وجدتها وعماتها وهى صغيرة ثم احترفتها، ورغم أنها عاصرت مرحلة تراجع استخدام الأثواب التقليدية إلا أنها لم تيأس ولم تتوقف، واتجهت للتطريز على كل مشغولة يمكنها من خلالها أن تظهر موهبتها فى تنسيق الألوان المطرزة على القماش، وهذا الانتاج الجديد أصبح مطلوبا فى السوق.

 

وأشارت الحاجة عيده، المكناة "أم سالم"، إلى أنها عن طريق إحدى الجمعيات الأهلية التى وفرت لها كل ما يلزم من أدوات "المهنة" بدأت تنتج، والجمعية تقوم بالتسويق فى المعارض المختلفة، ولم تتوقف عند هذا الحد بل اتجهت لجذب كل من تستطيع من فتيات وسيدات بنطاق القرى المحيطة بها، وهى قرى "اغزيوان"، و"المويلح"، و"السادات"، وبينهن سيدات كبار يجدن كل فنون الحرفة وفتيات يتعلمنها تباعا، وتقوم هى بنقل الخامات لهن فى بيوتهن، وتحديد نوعية الإنتاج المطلوبة وهن يقمن بهذا الدور بمقابل مناسب توفره الجمعية.

 

وأوضحت "السيناوية عيدة" أن من يقمن بهذه الحرفة يعتبرنها مصدر دخل مهم، سواء للفتيات أو السيدات المتزوجات اللاتي يساعدن أزواجهن فى إعالة أسرهن، مشيرة إلى أن المهنة هذه تقوم بها كل سيدة كما كانت الجدات تفعل أثناء رعي الغنم فى الماضى، واليوم كل من تجيدها تقوم بالتطريز وهى فى بيتها، أو فى مزرعتها أو تحت أى ظرف كان.

 

وتشير إلى أن نوعية ال|إنتاج الجديد الذى يقمن به يتنوع، حيث يتم اختيار ما يحتاجه السوق، ويقبل على شرائه رواد المعارض، ومنها العبايات الحريمى المطرزة، والشيلان، والحقائب بأنواعها واستخداماتها والأحزمة ومشغولات الهاند ميد الصغيرة ومنها جراب هاتف محمول وملف أوراق وستائر وأشكال زينة وميداليات وبراقع وغيرها.

 

وتقول الحاجة عيدة إن الأدوات التى توفرها لكل سيدة وفتاه تشارك فى هذا العمل هى القماش والماركة والخيوط والإبر، ويتم اختيار نموذج يطلب من كل مشاركة إنجاز جزء منه، والتسليم له بدون أى خلل فى غرزة أو لون خيط، وبعدها يتم تجميع هذه الأجزاء لتكون مشغولة واحدة، وتسلم للجمعية التى تتابع تجميع وتصنيع المنتج وإخراجه بالشكل المناسب للسوق.

 

ولفتت إلى أن حرفة التطريز اليدوي شاقة جدا لها ولكل من تعمل فيها، لأنها تعتمد على دقة النظر وحركة الأصابع، ومع تقدم العمر ينتج عنها أمراض فى النظر واليدين.

 

وأشارت إلى أن التطريز يحتاج لوقت كافٍ وتركيز وتستغرق أعمال تطريز العباية الحريمى وقت يتراوح بين 20 إلى 30 يوما.

 

وتؤكد انها تكون سعيدة بقدر ما تدخل من السعادة على بيوت السيدات من حولها، لأن كافة المشاركات ظروفهن صعبة وبينهن من تعول أسر وأخريات أصبحن سندا لأزواجهن حيث الغالبية من أسر الصيادين الذين يمارسون نشاطهم فى الصيد لشهور معدودة ثم يتوقفون عن العمل.

 

وأشارت الحاجة " عيده" إلى أنها واحدة من هذه السيدات وتفتخر أنها ربت أولادها وبناتها الـ7 من هذه الحرفة وعلمتهم وكانت سندا لزوجها، وأصبح كل ما تتمناه هو الستر وأنها قنوعة بدورها وتكون فرحتها عندما تشاهد ما أنتجته بيديها يباع فى معارض كبرى أو ترتديه شخصيات مشهورة ومعروفة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان