إذا ما قررت يوما التجول داخل منطقة كفر عبده، أحد أهم المناطق الراقية بالإسكندرية، ستشعر وكأنك انفصلت جغرافيًا عن باقي الأحياء المجاورة، أو كأنك تتجول داخل إحدى المناطق بالريف الإنجليزي، أو ربما تساءلت: لماذا سُمي هذا الحي الهادئ بكفر عبده؟.

كما ستلاحظ، عند زيارتك للحي، أنه بُنِي على هضبة مرتفعة قليلا عن باقي المدينة، وأن الدخول والخروج من هذا الحي ربما يكون أشبه بصعود سلم، وهذا يرجع إلى أن المنطقة بأكملها كانت عبارة عن ثكنة عسكرية يقبع فيها الجنود البريطانيين وأسرهم.
 

تقول فاطمة عماد، الباحثة في التاريخ السكندري، أن كفر عبده، بين ثلاث مناطق وهي سيدي جابر ورشدي والظاهرية، وهو الحي الأرقى بين أحياء عروس البحر المتوسط حيث يضم في شوارعه أكثر من 80 قصرا وفيلا، ومن أشهرهم فيلا الأميرة فايزة شقيقة الملك فاروق.

وأشارت إلى أن المندوب السامي البريطاني "كيتشنر" يمتلك فيلا بالكفر، فضلاً عن الفيلات الأخري والقصور التي يملكها السياسيين والشخصيات المهمة والأجنبية من اليونانيين والإيطاليين على وجه الخصوص.

وأضافت أن من أشهر معالم الحي قصر جورج بك قرداحي، الذي يقع بشارع يحمل الأسم نفسه، ويعود إلى تاجر أقطان لبناني  والذي هاجر إلى الإسكندرية خلال الاحتلال البريطاني، والذي ساهم في بناء وتعمير الكثير من الأراضي في منطقة كفر عبده والمنشية، أما القصر فقد صممه أحد أشهر المهندسين الإيطاليين في تلك الفترة ويدعى "أردو مالري".

وعن سبب تسمية المنطقة بهذا الأسم قالت الباحثة، إلى أن ذلك يعود إلى كفر أحمد عبده، أحد مناطق مدينة السويس التى حاولت القوات البريطانية هدمها وإخلائها من سكانها عام 1951 بعد إلغاء معاهدة 1936 بحجة أنها تهدد أمن القاعدة البريطانية بالسويس.

وتابعت:"وقد اشتبك أهالي السويس والقوات النظامية والفدائيون فى معركة بطولية مع القوات البريطانية لمنع هدم كفر أحمد عبده، وأصبح المكان شرارة نضال بالنسبة للمصريين.

وأشارت الباحثة، إلى أنه نظرا لتعاطف شعب الإسكندرية مع أهل قرية كفر عبده بالسويس وزيادة فى الكيد للإنجليز صدر قرار من النحاس باشا، رئيس الوزراء آنذاك بتحويل مسمى المنطقة التى يسكن فيها القنصل البريطاني إلى مسمى "كفر عبده"، وتم تغير اسم الشارع الرئيسى بالمنطقة من شارع اللورد اللنبي إلى شارع كفر عبده.