استهلت سنة 2020 أيامها بحادثة تحرش جماعي بفتاة في المنصورة ليلة الاحتفال برأس السنة هزّت الرأي العام حينها، ومع ختام 2020 تعرضت فتاة في ميت غمر للتحرش على يد 7 شباب، ليبدأ وينتهي العام بحوادث تحرش ترتفع معها الدعوات لتغليظ العقوبة ضد المتحرش.
واحتلت فتاة ميت غمر التي تعرّضت للتحرش الجماعي الأكثر تداولًا على موقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية تحت هاشتاج "ادعم بسنت"، وسط مطالبات بمحاكمة المتحرشين وتغليظ عقوبة التحرش لمنع تكرار هذه الحوادث، والتي دائمًا ما تثير الجدال حول العلاقة ما بين ملابس الفتاة وتعرضها للتحرش.
وقد انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول تلك الحادثة إلى من يدعم الفتاة ويطالب بمحاكمة المتحرشين رافضين أن يكون لبسها مبررًا للتحرش بها، وآخرون اعتبروا أن الضحية هي من أغرت الشباب بملابسها الفاتنة.
حكاية فتاة ميت غمر
تعود قصة فتاة ميت غمر إلى تغريدة قالت فيها: "أنا بطلب من أي حد عنده رأفة أو إنسانية يساعدني، أنا تعرضت لتحرش جماعي ولما فكرت أعمل بلاغ هددوني بالقتل والحرق بمياه نار، دلوقتي خدوا صوري الشخصية على انستجرام وقدموا بيها بلاغ وهتحبس".
بمجرد نشر هذه التغريدة بدأ تفاعل رواد "السوشيال ميديا" مع الفتاة، ودشنوا هاشتاج "ادعم بسنت"، وأًصبحت قضية رأي عام، حتى تدخلت بالفعل قوات الأمن وألقت القبض على المتهمين.
وفتاة ميت غمر هي "ياسمين.م.ال"، وشهرتها بسنت ذات 23 عامًا، طالبة بكلية الزراعة جامعة عين شمس، والتي تعرضت للتحرش الجماعي على يد 7 شباب، أثناء سيرها بشارع بورسعيد بمدينة ميت غمر، الخميس الماضي، حيث"لامسوا كل جزء في جسدها" كما قالت ذلك خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي.
وأوضحت الفتاة أنه أثناء سيرها مع صديقتها، فوجئت بمجموعة من الشباب يقومون بتصويرها من الخلف وحاول بعضهم لمس ساقها، لترد بالسب مما أدى إلى تجمع بعض الشباب الآخرين حولها.
وأضافت فتاة ميت غمر وهي تبكي :"اللى أتحرشوا بيا مسكوا جسمى كلهم وأنا ماقدرتش عليهم، ودلوقتى بواجه تهديدات بالقتل وإلقاء مياه النار على وشى، وهما عارفين كل تحركاتى لأنهم بيراقبونى".
واستطردت :"عملت محضر لما لقيت كل الناس بتدعمنى، وعندى بكرة نيابة وخايفة أروح البلد لأنهم بيهددونى بالقتل والناس دول مش خايفين والمحامى بتاعهم طعن فى شرفى، وأنا خايفة حقى يضيع"، أهلى هيطردوا من البيت بسببي والناس دى عارفة كل تحركاتى وبطالب كل الناس تحمينى منهم".
قرار النيابة
وتمكنت قوات الأمن من ضبط 7 طلاب، ثبت ارتكابهم واقعة التحرش بالفتاة من خلال الفيديوهات التي صورتها كاميرات المراقبة، وقررت النيابة العامة احتجازهم لحين ورود تحريات المباحث بشأن الواقعة وملابساتها ودور كل منهم في ارتكاب الجريمة.
وقرّرت نيابة ميت غمر، حبس الـ 7 شباب 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وهم :"أحمد. س و محمد. ه و محمد. ص و مصطفى. ه و محمد. ق و عبدالله. أ و على. م".
فيما قال خالد البرى، المحامى عن المتهمين إن الفتاة التى تعرضت للتحرش بشارع بورسعيد كنت ترتدى ملابس مثيرة ما دفع الشباب للتجمع حولها، مشددا على أن الفتاة لها صور تحض على الرذيلة وفيديوهات تحض على الفسق والفجور.
وأضاف، خلال مداخلة تلفزيونية: "أنا بدين أى عملية تحرش مهما كانت ملابس الفتاة"، لافتا إلى أن الفيديوهات المتداولة للواقعة تضم ما بين 300 إلى 400 شاب ليس من بينهم المتهمين بالتحرش بفتاة ميت غمر.
بيان "النيابة العامة"
وذكرت النيابة العامة في بيان، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، أنها تلقت إخطارا يوم الثاني عشر من شهر ديسمبر الجاري بشكوى فتاة استمعت إلى شهادتها حول ملاحقة سبعة فتيان لها خلال سيرها بطريق عام بمنطقة (ميت غمر)، وملامستهم جسدها ومواطن عفتها وإثارة المارَّة ضدها حالَ استقلال خمسة منهم سيارة واثنين دراجة آلية.
وأضاف البيان أن الفتاة دلفت إلى مقهى لتفاديهم، ثم لما خرجت منه ظانَّةً انصرافهم فُوجِئَت باستمرار تتبعهم لها وموالاة التعدي عليها فتوارت بمعرض للسيارات ساعدها مالكه بتدبير وسيلة لنقلها إلى محل إقامتها، مشيرًا إلى أن الفتاة أكدت تلقيها تهديدات من صفحة خاصة بأحد أقارب متهم ومحامٍ موكَّل للدفاع عن بعض المتهمين بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تضمنت التشهير بها للتأثير عليها وإكراهها على التنازل عن شكواها.
وأشار البيان إلى أن النيابة تلقّت من الشرطة مقطعَين مصوَّرَين استُخرجا من آلات مراقبة مطلة على موقع الحادث، ثبت من مشاهدة أحدهما ظهور المجني عليها فيه وعدد كبير من الناس متلف حولها، وظهورها في المقطع الآخر خلال سيرها بالطريق العام والمتهمون يلاحقونها بالسيارة والدراجة الآلية المشار إليهما، والذين بمواجهتهم بالمقطعين لم ينكروا ظهورهم فيهما، كما تعرفت المجني عليها على المتهمين حالَ عرضهم عليها عرضًا قانونيًّا بالتحقيقات.
ولفت البيان إلى أن النيابة حصلت على مقطعيْن مصوَّرين آخرين مستخرجين من آلة مراقبة أخرى ظهر في أحدهما سير المجني عليها بالطريق العام في صحبة فتاة -من الشهود- باتجاه معرض السيارات الذي توارت فيه، وتتبع عدد من الناس لها من بينهم السيارة التي استقلها بعض المتهمين.
وتابع البيان أن النيابة استمعت إلى 6 شهود على الواقعة من بينهم صاحبا المعرض والمقهى اللذان توارت المجني عليها فيهما وثلاث فتيات وآخر شاهدوا المجني عليها خلال ملاحقتها، دون مشاهدتهم لحظة التعدي عليها، منوها إلى أنها قررت حبس المتهمين احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وطلبت من إدارة المرور المختصة بيان مالكي السيارة والدراجة اللتين استقلهما المتهمون، وجارٍ استكمال التحقيقات.
ومع الاحتفال برأس سنة 2020 وقعت حادثة تحرش جماعي لفتاة بالمنصورة، أحدثت ضجة كبيرة في الرأي العام المصري، وسار نفس الجدال حول أن ملابسها كانت السبب في تحرش الشباب بها.
وبدأت الواقعة فى ليلة رأسة السنة الجديدة عندما كانت فتاة المنصورة تتجول في شارع الجمهورية قرب مقر جامعة المنصور، وهي ترتدي ملابس قصيرة عبارة عن "فستان مفتوح وقصير"، فتكالب عدد من الشباب على معاكستها، مرددين ألفاظ إباحية، فاضطرت الفتاة للدخول إلى أحد المحلات بدعوى التسوق، أملا فى أن يتركها الشباب.
والأمر ازاد سوءا حيث هرول خلفها عدد أكبر من الشباب فور خروجها من المحل وتدافع الشباب حول الفتاة، وفوجئت بقيام بعض الشباب بلمسها في مناطق حساسة أعقبها تجمع عدد كبير من الشباب حولها والجميع تحرش بها، فى المقابل تدخل شباب آخرون لحماية الفتاة وإنقاذها وتطوع بعضهم بإدخالها في سيارة وإخراجها من المكان.