رئيس التحرير: عادل صبري 10:10 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

استمرار الانقسام بين الوزير والمؤسسات المعنية.. مستقبل الإعلام المصري «على كف عفريت»

استمرار الانقسام بين الوزير والمؤسسات المعنية.. مستقبل الإعلام المصري «على كف عفريت»

أخبار مصر

جانب من مؤتمر مستقبل الإعلام المصري

الصحف والقنوات تجاهلت هيكل ومؤتمره والأخير يلجأ للعالم الافتراضي..

استمرار الانقسام بين الوزير والمؤسسات المعنية.. مستقبل الإعلام المصري «على كف عفريت»

كريم أبو زيد 22 نوفمبر 2020 23:33

 

لم يحظ مؤتمر مستقبل الإعلام المصري الذي عَقَدته وزارة الدولة للإعلام، افتراضيًا عبر صفحاتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أمس السبت، على اهتمام الصحف الورقية المصرية الصادرة اليوم الأحد، كما لم يلقَ المؤتمر اهتمامًا من جانب وسائل الإعلام المرئية وبرامج «التوك شو»، رغم مشاركة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي رسميًا فى فعاليات المؤتمر وإلقاء كلمة رسمية بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من الوزراء والخبراء فى هذا المجال، الأمر الذى يشير إلى استمرار الانقسام بين أسامة هيكل وزير الإعلام والمجلس الأعلى للإعلام.

 

كان مؤتمر مستقبل الإعلام في مصر، تناول عدّة محاور أبرزها آليات تطوير الصحفي في ظلّ دمج الصحافة التقليدية والإلكترونية، ودعم المواقع الإخبارية بالتقنيات الحديثة لمواجهة تحديدات العصر.

 

وركز المؤتمر على أهمية تحديد واستهداف جميع شرائح الجمهور، والعمل على توفير احتياجاتهم من حيث بثّ محتوى خبري يتميز بالدقة والمصداقية والمهنية، كما يلبي متطلباتهم اليومية.

 

وخرجت جلسات المؤتمر بمجموعة توصيات فنية وقيمية تستهدف تطوير الإعلام المصري بما يتواكب مع التطور التكنولوجي الهائل.

 

وفى تناولها للحدث، ركزت جريدة «الجمهورية» الحكومية، بشكل موجز فى الصفحة الخامسة، على جزءٍ من كلمة الدكتور مصطفى مدبولي، وكلمة وزير الإتصالات عمرو طلعت، وكلمة على العابد وزير الدولة للإعلام بالمملكة الأردونية، وتجاهت تماما كلمة أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام المصري رغم كونه صاحب الحدث.

 

 الأمر ذاته تكرر فى جريدة "الأخبار" الحكومية، حيث تجاهلت الحدث تمامًا ولم تشر إليه فى صفحتها الأولى، واكتفت بسرد جزء بسيط من كلمة رئيس الوزارء فى الصفحة الثالثة، مع الإشارة إلى أنَّ هذه التصريحات قيلت خلال مؤتمر مستقبل الإعلام فى مصر والعالم، الذى نظمته وزارة الدولة للإعلام بمشاركة نخبة من الإعلاميين فى مصر ومختلف دول العالم.

 

ولم يختلف الأمر كثيرا فى عدد اليوم الصادر عن جريدة "الأهرام" الحكومية، التى نوهت إلى الحدث فى جزء بسيط من صفحتها الثالثة، أشارت فيه إلى الكلمات التى ألقاها رئيس الوزراء ووزيري الإعلام والاتصالات.

 

ولم يحظ المؤتمر باهتمام من جانب جريدة "المصري اليوم" المستقلة، واكتفت بالإشارة إلى الحدث فى صفحتها الخامسة، مع عرض بعض تصريحات رئيس الوزراء ووزيري الإعلام والاتصالات.

 

وفى تناول لأحداث المؤتمر، اكتفت جريدة "الوفد" الحزبية المحسوبة على المعارضة المصرية، فى عددها الصادر اليوم بعرض جزء من كلمة رئيس الوزراء وصورته.  

 

 

الوضع كان مختلفًا فى صحيفة "الشروق" المستقلة، حيث تم التنوية عن المؤتمر فى الصفحة الرئيسية الأولى، والصفحة الثالثة، وتم اقتباس العناوين من كلمات رئيس الوزراء ووزير الإعلام.

 

واللافت فى أعداد الصحف المصرية غياب صورة وزير الإعلام المصري أسامة هيكل، وظهور صورة رئيس الوزراء ووزير الاتصالات، باستثناء جريدة الشروق"، التى نشرت صورة تجمع أسامة هيكل والإعلامي شريف عامر، خلال انعقاد المؤتمر الافتراضى.

 


 

 

 وبالأمس لجأ الدكتور أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام، إلى بث مؤتمر مستقبل الإعلام في مصر على صفحة الوزارة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

 

وعزت الوزارة ذلك إلى أن المؤتمر يحتوي على مداخلات الحية ومسجلة في إطار التغلب على الظروف الراهنة التي يشهدها المجتمع الدولي بسبب أزمة كورونا، واستغلالًا للتطور التكنولوجي.

 

غير أن وسائل إعلام محلية، أرجعت السبب إلى تجاهل القنوات التليفزيونية الحكومية والخاصة للنقل المباشر للمؤتمر ما دعا قيادات الوزارة للاكتفاء بالبث المباشر للفعاليات عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

 

وشهدت ساحة الإعلام المصري، خلال الفترة الماضية، صراعا علنياً  بين أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، وعدد كبير من الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف والإعلاميين على خلفية تصريحات الوزير التي وصفها منتقدوه بأنها "هجوم صريح على المهنة، ودعوة للشباب بالعزوف عن وسائل الإعلام التقليدية والصحف".

 

ففي 17 أكتوبر الجاري؛ نشر وزير الإعلام تصريحًا عبر صفحته الرسمية جاء نصه: "الأعمار أقل من 35 سنة، ويمثلون حوالي 60 أو 65 % من المجتمع، لا يقرأون الصحف ولا يشاهدون التلفزيون، وبالتالي من المهم التفكير في نمط حياة هذه الفئات".

 

هذه التصريحات اعتبرها صحفيون ورؤساء تحرير هجومًا صريحًا على المهنة ودعوة للشباب بعدم الاهتمام بوسائل الإعلام التقليدية، ممثلة في الصحف والتليفزيون، وأن كلماته تؤثر سلبًا على الصناعة كلها، وبالتالي سيمتد تأثيرها على مبيعات الصحف والإعلانات التي تعد مصدرًا رئيسيًا لدخل الصحف والتليفزيون، كما رآها البعض الآخر أنها تصريحات لا يصح أن تخرج من مسئول.

 

وقابل وزير الإعلام الهجوم الذى تعرض له، برد نشره عبر صفحته جاء نصه: «في توقيت واحد، وبنفس الكلمات، شنت أقلام معروف للكافة من يحركها بالتساؤلات نفسها حول ماذا فعلت منذ توليت المسؤولية؟ ولماذا لا اصمت؟ ولماذا لا أبحث عن وظيفة أخرى؟ وأحدهم يتهمني بأنني بتصريحاتي سأتسبب في عدم إقبال المعلنين على الإعلان في الصحف»، مضيفًا: «لا إبداع على الإطلاق... نفس الكلمات ونفس الأسماء، بل ونفس التوقيت».

 

وتابع هيكل: «أقول لهؤلاء إن أخطر أنواع الفساد هو أن يترك الكاتب قلمه لغيره، ويكتفى هو بالتوقيع، والحقيقة إنني لا أريد أن أرد على هؤلاء لأنهم مجرد أدوات ... ولكنني سأرد على من أعطى لهم الأمر بالكتابة فلم يترددوا للحظة واحدة، طمعا في الرضا والعفو والسماح. فإنهم إن لم يمتثلوا سيطاح بهم».

 

وأضاف: «وأرد مبدئيا على من أعطى الأمر... بأنني لن أصمت فأنا أقول الحقيقة، والحقيقة ستظهر إن عاجلا أو آجلا، فقد أهدرتم الكثير والكثير بلا خبره وبلا هدف واضح، ولم يعد أحد لا يعرف».

 

وأوضح: «وأما الادعاء بأن تصريحاتي ستؤثر سلبا على إعلانات الصحف، فأقول لكم إن أرقام التوزيع الحقيقية الرسمية موجودة، وصحفكم خالية من الإعلانات منذ شهور طويلة حتى قبل أن أتولي منصبي، فإن أعلنتها لوجبت محاسبة كل من شارك في هذه الجرائم».

 

وتابع هيكل: «أقول لمن يريدني أن أبحث عن وظيفة تناسب قدراتي، فتاريخ كل منا يحدد قدرات كل منا، كفاكم عبثا وسذاجة، واتركوا غيركم يعمل لعله يصلح ما فشلتم فيه».

 

 

دعوة من "هيكل" للقاء "الأطراف الغاضبة" 

 

عقب هذا البيان تصاعدت وتيرة الهجوم على وزير الإعلام ليطل بعدها من خلال مقطع مصور يدعو فيه الأطراف الغاضبة من تصريحاته للقائه بمقر الوزارة أمس الأربعاء.

 

 

 

واستقبل  وزير الدولة للإعلام، مجموعة من الإعلاميين والصحفيين، أمس الأربعاء، وذلك في إطار الدعوة التي وجهها لهم للاجتماع في مقر وزارة الإعلام، والاستماع إلى شكواهم على خلفية تصريحات. 

 

حضر الاجتماع كل من "الإعلامي أحمد موسى، والإعلامي وائل الإبراشي، وأحمد الطاهري رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، عمرو الخياط رئيس تحرير أخبار اليوم، وإيهاب فتحي رئيس تحرير أخبار الحوادث، وإبراهيم أبو كيلة رئيس تحرير كتاب الجمهورية.

 

كما حضر الاجتماع "ماجد منير رئيس تحرير الأهرام المسائي وبوابة الأهرام، وأحمد الباشا رئيس تحرير روزاليوسف، ووليد طوغان رئيس تحرير مجلة صباح الخير، وسمر الدسوقي رئيسة تحرير مجلة حواء".

 

استمع هيكل، بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الإعلام، إلى شكوى الإعلاميين والصحفيين المشاركين في الاجتماع، وجميع المواقف التي سبق وتحدثوا عنها من قبل، وعما ذكروه "إن وزير الإعلام ضد الصحافة الورقية وضد الصحفيين بشكل عام".

 

وتطرق الوزير، خلال الاجتماع، إلى تعليق بعض الإعلاميين على تصريحه المنشور والذي قال فيه "صدرت الأوامر بشن حملة جديدة على شخصي"، وأنه بهذا التصريح - على حد قولهم - قد أحرجهم أمام إعلام الإخوان.

 

أصدرت وزارة الإعلام بيانًا تفصيليًا بتفاصيل الحوار، ولكنعدد من الصحفيون الذين حضروا الاجتماع أو «المنسحبون» – بحسب زعمهم – عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» عن تفاصيل مختلفة لرواية الوزارة عن تفاصيل الاجتماع، مؤكدين أن أسامة هيكل فشل في تنظيم دعوته للحوار مع أهل المهنة من الصحفيين والإعلاميين.

 

ولم يكن هذا هو الخلاف الأول لهيكل منذ توليه وزارة الإعلام، حيث شهدت شهر يونيو الماضي، خلافًا كبيرًا بين أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام وطارق سعدة نقيب الإعلاميين، بسبب إرسال الوزير خطابًا للنقابة يطلب فيه الإفادة عن الإعلاميين الذين يظهرون على شاشات القنوات المختلفة دون الحصول على عضوية النقابة، الأمر الذى وصفه الأخير بغير القانوني واعتبره تدخلاً فى شئون النقابة.


وفى  بداية توليه حقيبة الإعلام دخل أسامة هيكل فى خلاف كبير مع   مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للصحافة السابق.

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان