نفذت منطقة آثار الإسكندرية، حملة مكبرة لإزالة تعدي عبارة عن مبنى أقامه احد المواطنين على حرم طابية كوسا باشا الاثرية بمنطقة أبو قير شرقي المدينة الساحلية، والمسجلة في عداد الآثار الإسلامية بالقرار الوزارى رقم "٢٣٢لسنة ١٩٩٢م ".
وأشار محمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية، إلى أنه قد تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المعتدي وتم ازالة التعدى كاملا بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية بالمحافظة.
وعن تاريخ الطابية، يقول الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، أن مبنى طابية "كوسا باشا" يعود بنائه إلى عصر محمد علي باشا عام 1807، حيث أحد كبار قادة جيشه ويدعى "محمد كوسا باشا"، الذي شغل منصب الحاكم الإداري لمنطقة أبو قير -فيما بعد- ببنائها ونسبت إليه.
وأشار عاصم، في تصريح لـ"مصر العربية"، إلى أن الهدف من بنائها أن تكون حصناً منيعاً لصد هجمات الغزاة عن شرق الإسكندرية، وخاصة بعد رحيل الحملة الفرنسية، وفشل حملة فريزر الإنجليزية.
ولفت عاصم، إلى أن الطابية تحوي بداخلها مجموعة من المدافع والتي مازلت باقية بداخله تعود إلى عصر الخديو إسماعيل، قائلا:"يعتقد أن إسماعيل باشا قام بعمل تحصينات بهذه القلعة، وكذلك أحمد عرابي باشا أثناء محاولة دفاعه عن الإسكندرية عام 1882.
وأشار عاصم، إلى أن تلك الطابية سبق وسقطت في أيدي الفرنسيين عند قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، وهو ما أثبت لمحمد علي باشا، أن التحصينات في منطقة أبو قير، ليست جيدة حيث لم تستطع تلك الطابية العثمانية الصمود.
وأشار في بداية حكم محمد علي لمصر لم تكن مدينة الإسكندرية في حوزته، إلى أن توجهت حملة فريزر لها واستطاع بمساعدة أهل رشيد التصدي لها وطرد الأنجليز، وبعدها مباشرة أعطى الحاكم العثماني حكم الإسكندرية إلى والي مصر عام 1807.
وأضاف، أن أن أول شيئ قام به محمد على بعد ضم الإسكندرية إلى حكمه هو إعادة تحصين هذه المدينة من خلال بناء القلاع، والتي من بينها قلعة "كوسا باشا".
وأشار إلى أن تخطيطها الحالي يعود إلى عصر محمد علي، وترميمها يعود إلى عصر الخديو إسماعيل، حيث قام بوضع خندق حولها لجعل الغزو عملية صعبة للعدو.