رئيس التحرير: عادل صبري 05:36 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«النقاب عادة يهودية.. ويجوز تعطر النساء».. فتاوى آمنة نصير تثير الجدل مجددًا

«النقاب عادة يهودية.. ويجوز تعطر النساء».. فتاوى آمنة نصير تثير الجدل مجددًا

أخبار مصر

امنة نصير عضو مجلس النواب واستاذة الفلسفة الاسلامية

فيديو|

«النقاب عادة يهودية.. ويجوز تعطر النساء».. فتاوى آمنة نصير تثير الجدل مجددًا

أحلام حسنين 23 سبتمبر 2020 15:44

على مدى الأيام القليلة الماضية ثارت حالة واسعة من الجدل حول التصريحات التي أدلت بها البرلمانية آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والتي تنوعت ما بين رفض قتل المرتد عن الإسلام، وإباحة عطر النساء بالشارع ما لم تقصد فتنة الرجال، ووصفها النقاب بـ"عادة يهودية". 

 

وجاءت تصريحات الدكتورة آمنة نصير حول عطر النساء، بعد تصريح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، بجواز استخدام العطور بالنسبة للمرأة ولكن شريطة أن يكون غير ملفت، حيث إنه لابد أن يكون هناك اعتدال في استعمال العطور.

 

تعميم حكم العطر مأساة

 

وعن حكم تعطر المرأة، قالت آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، إننا لابد أن نقرأ الحديث الذي يشير لحكم التعطر للنساء بأبعاده الاجتماعية التي كانت في عصره.

 

وأوضحت نصير، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي مقدم برنامج التاسعة على التلفزيون المصري، إن الحديث فيه إشارة إلى تلك المرأة التي تستخدم عطر ما لتوجيه رسالة لرجل ما للقائه بشكل غير شرعي، حيث إنه لا يوجد آنذاك هواتف محمولة أو غيرها للتفق معه على الميعاد.

 

 

وأضافت، أن الحديث يقول :""أيما مرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية"، فالمقصود بـ"يجدوا فيها" أنها ترسل رسالة بعطر معين ليشم الرجل ريحتها ويفهم المغزى من ذلك، ولكن المسألة تختلف عما يريد بعض المشايخ تطبيقه على المرأة المعاصرة.

 

واستطردت:"المقصود في الحديث إنها تقصد بالعطر توجيه رسالة لرجل ما، وربما هذا هو سبب الوصف المفزع لهذه المرأة، إنما يأخذ بعض المشايخ هذه المسألة ويعممها فهذه هي المأساة الحقيقة ويخرج الحديث من مغزاه".

 

وتابعت :"إنما في زماننا والحر الشديد تضع بعض النساء العطر الخفيف حتى لا تفزع من معها في الطريق، وهي بذلك ليست المقصودة بالحديث، لأنها لا تمر على قوم بالعطر بهدف توجيه رسالة معينة، والمسألة بعيدة تماما عن التعميم والتشديد الذي أخذه بعض المشايخ". 

 

ولفتت إلى أنها ليست ممن يرحب بأن تفتعل المرأة مثل هذه الأمور ووضع عطور تلفت الأنظار، وإنما مع المرأة التي يتسم بها الوسطية التي لا تلفت النظر إليها، بحيث تكون امرأة متزنة فيما تستخدمه من زينة أو عطر أو ملبس حتى تُحترم في الشارع، ولا تدخلها في دائرة أخرى.

 

وأكدت أن التحريم المطلق للعطر وربطه بالزينة ليس المقصود من الحديث، مطالبة بأن يُقرأ الحديث بشكل فيه عمق وتعمق لدلالة الكلمات، موضحة أن التعطر جزء من ثقافة المرأة المعاصرة حتى تعطيها حالة من الراحة النفسية وإنعاش حركاتها ويطيب نفسها. 

 

"كريمة" التعطر تبرج 

 

وتعليقا على رأي الدكتورة آمنة نصير بشأن تعطر النساء، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن تعطر المرأة خارج منزلها مكروه كراهة تنزيهية، لأنه من الزينة التي لا تخرج بها من بيتها.

 

وأضاف كريمة، خلال حوار مع الإعلامي وائل الإبراشي مقدم برنامج التاسعة عبر التلفزيون المصري، إن تعطر النساء نوع من أنواع التبرج، وإذا أبحنا ذلك فنحن نخلع رداء الدين شيئًا فشيء.

 

وتابع :"لا يمكن قياس الرجل بالمرأة، لأنه جسده لا يثير الغرائز، موضحا أنه عندما أجازت دار الإفتاء  تعطر المرأة وضعت قيدًا بألا يكون العطر نفاذًا".

 

رأي المفتي في العطر

 

وعن حكم التعطر للنساء أيضا، كان الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، قد أكد أن التعطر للرجال والنساء يدخل في حيز النظافة ومظهر الإنسان، ولابد أن يعيش الإنسان نظيف، وهذه مطلوبات شرعية.

 

وأوضح علام، خلال لقائه الإسبوعى ببرنامج "نظرة"، مع الإعلامي حمدي رزق، عبرفضائية صدى البلد، أن استخدام العطور بالنسبة للمرأة لابد وأن يكون غير ملفت، حيث إنه لابد أن يكون هناك اعتدال في استعمال العطور.

 

وشدد المفتي أنه لابد أن يتفق الشكل الجميل مع الجوهر والقلب الطيب، و التعطر للمرأة يعني الظهور بسلوك حضارى.

 


 

النقاب: عادة يهودية وتناقض مع القرآن

 

ومن بين التصريحات التي آثارت الجدل حول البرلمانية آمنة نصير، ما قالته بشأن حكم النقاب، واعتباره بأنه تناقضا مع الآية القرآنية، فضلا عن وصفها له بأنه "عادة يهودية". 

 

وقالت نصير، خلال لقائها مع الإعلامية هند فرحات في برنامج يومين وبس عبر فضائية المحور، بتاريخ 16 سبتمبر 2020، إن النقاب عادة يهودية وليس من الإسلام، وأُوجدت للريبة وليس للتقوى.

 

ورأت أستاذة العقيدة أن النقاب يُعد تناقضًا مع الآية القرآنية التي تُشير إلى غض البصر، متساءلة :"أي بصر أغضه طالما هناك نقاب ولا أرى شيئًا، ما تناقض مع الآية؟".

 

 

وتابعت :"من يتشبه في ارتداء النقاب لأمهات المؤمنات هن لهم خصوصيات خاصة لهن، فالقرآن قال يا نساء النبي لستن كأحد من النساء، على سبيل المثال لا يحل لهن الزواج بعد النبي، أما النساء العاديات فيحل لهن الزواج، ولكن البعض يأخذ ما يروق لهن دون استكمال الحكم.

 

واستطردت :"لو أراد الله أن يغطي الوجه لقال ليضربن بخمرهن على جيوبهن، ولكن هناك جدال عقيم"، مطالبة المرأة أن تلبس ما تشاء دون أن تلبس ما يلفت النظر ولا يظهرها بمظهر تُستهان منه، وأن يكون كاسي يغطي، محتشم، الذي لا يصف ولا يشف ولا يلفت النظر.

 

وتعليقا على تصريحات سابقة للدكتورة آمنة نصير وصفت فيها النقاب بـ"عادة يهودية" قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن هذا الوصف خطأ، ولو افترضنا أنه شريعة يهودية، في مصادر التشريع الإسلامي شرعه من قبلنا ما لم يرد ناسخ.

 

وأضاف كريمة :"الحجاب ظهر في صورة منسوبة للسيدة مريم العذراء، وهناك أمور من الفطرة أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم، والرسول أخبر أن هناك فطرة من أيام آدم عليه السلام، مثل الطهارة وتقليم الأظافر وغيرها".

 

وأكد أن النقاب لم يسبق في العهد القديم في الطواريء أو غيرها أن الله فرضه كنوع من العقاب له، كما صرحت بذلك أستاذة الفلسفة، مطالبا بأن يحتاط العلماء في أقوالهم، مستطردا أنه هناك محاولة لتفويض التشريع الإسلامي بدعوى استفتي قلبك ولا تسأل العلماء، حتى نجد أن كل يأخذ من الدين ما يعجبه.

 

رفض قتل المرتد

 

تصريح آخر أثار الجدل حول آمنة نصير، وهو رأيها الرافض لقتل المرتد عن الإسلام، إذ ترى أنه لابد من إعطائه فرصة للرجوع إلى الله وأن يُعامل بالرحمة، مشيرة إلى قوله تعالى "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". 

 

وقالت أستاذة الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه كلما ازاد التشدد على الإنسان هرب إلى الإلحاد، والعكس يمكن أن نسترد الملحد ونعيده إلى الله، ولكن ما يحدث في المشهد  يبدو أنه ليست هناك سعة نفسية لاستيعاب الملحدين.

 

 

 

وأشارت نصير، خلال لقائها مع الإعلامية هند فرحات في برنامج يومين وبس عبر فضائية المحور، إلى أن عدد الملحدين أو المرتدين عن الإسلام بلغ في مصر وحدها ما يقرب من 4 مليون مرتد، وهو ما يؤكد أن هناك حاجة لخطاب ديني يقرب الناس من الله.

 

وطالبت نصير كل من يتصدى للخطاب الديني أن يقرب الناس من الله، فالله يحب من يتصدى للخطاب الديني كيف يحبب الناس في الله سبحانه وتعالى، وأن نفتح باب الرحمة للناس وأن نأخذ بلحن القول.

 

ورأت أستاذة الفلسفة أن أن الأزهر في حالة ترهل، بمعنى أنه لا نؤخذ ما علينا بقوة ونوفره لكل الناس، وعندما نتراجع عن مسؤوليتنا وعلى رأسها الخطاب الديني، ولكن لابد من التفكير والأخذ بحسن الظن بالله.

 

وأعربت عن رفضها لقتل المرتد عن الإسلام أو الملحد، موضحة أنه لابد أن نأخذ بيده حتى يعدل عن رأيه ويعود للإسلام مرة أخرى، مستشهدة بقوله تعالى "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".

 

رأي الإفتاء في قتل المرتد

 

وفيما يتعلق بحكم قتل المرتد، سبق أن بينت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الإلكتروني، أن قضية قتل المرتد، غير مطبقة في الواقع العملي المعيش، ووجودها في المصادر التشريعية لم يكن عقوبة ضد حرية الفكر والعقيدة، وإنما تخضع للقانون الإداري.

 

وأوضحت الإفتاء، أن قضية "قتل المرتد" تمثل في الفكر الغربي إشكالية كبيرة، فيظنون أن الإسلام يُكْرِه الناس حتى يتبعوه، ويغفلون عن دستور المسلمين في قضية حرية الاعتقاد التي يمثلها قوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ .

 

وأوضحت أنه يمكن النظر إلى قضية "قتل المرتد" من زاويتين: الزاوية الأولى: هي النص الشرعي النظري الذي يبيح دم المسلم إذا ترك دينه وفارق الجماعة، والثانية: هي التطبيق التشريعي ومنهج التعامل في قضية المرتد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك خلفائه رضوان الله عليهم.

 

واستشهدت برأى الشيخ شلتوت شيخ الجامع الأزهر الأسبق، بأن قتل المرتد ليس حدًّا فيقول: "وقد يتغير وجه النظر في المسألة؛ إذ لوحظ أن كثيرًا من العلماء يرى أن الحدود لا تثبُت بحديث الآحاد، وأن الكفر بنفسه ليس مبيحًا للدم، وإنما المبيح هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وأن ظواهر القرآن الكريم في كثير من الآيات تأبى الإكراه في الدين".

 

وتابعت الإفتاء أن قتل المرتد لم يكن لمجرد الارتداد، وإنما للإتيان بأمر زائد مما يفرق جماعة المسلمين، حيث يستخدمون الردة ليردوا المسلمين عن دينهم، فهي حرب في الدين كما قال تعالى: ﴿وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ .

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان