تواصل الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة السياحة والآثار جهودها، للتنقيب عن الكنوز المدفونة التى تركها لنا أجدادنا القدماء بعد تشييدهم حضارة عظيمة حظيت باهتمام عالمي كبير، لا زال العالم يتحدث عنها بكل إعجاب وانبهار إلى يومنا هذا.
وشهدت الفترة من الأول من سبتمبر وحتى 21 سبتمبر، الإعلان عن اكتشافين أثريين، أحدهما فى منطقة سقارة والآخر فى منطقة الغريفة الأثرية بتونا الجبل التابعة لمحافظة المنيا.
فى أوائل سبتمبر الجاري، أعلنت وزارة الآثار، الكشف عن بئر عميق للدفن بسقارة به أكثر من 13 تابوتا آدميا مغلقا منذ أكثر من 2500 عاما، بعد أسبوع واحد استطاعت البعثة الكشف عن بئر آخر به 14 تابوتا، ليصل عدد التوابيت المكتشفة إلى 27 تابوتا مغلقا.
ويظهر في الصور التي نشرتها وزارة الآثار المصرية أكفان خشبية ملونة بشكل جيد وفي حالة جيدة جدا وبعض القطع الأثرية الأخرى.
وحرص الدكتور خالد العناني وزير السياحة و الاثار، الأسبوع الماضى على النزول إلى البئر مع الدكتور مصطفى وزيري لتفقد الكشف، وتشير الدراسات المبدئية إلى أن هذه التوابيت مغلقة تماما ولم تُفتح منذ أن تم دفنها وأنها ليست الوحيدة.
وتوقع بيان صادر عن الوزراة أن يتم العثور على المزيد من هذه التوابيت داخل النيشات الموجودة بجوانب الآبار، حيث تم العثور بداخلها علي عدد من اللقى الأثرية والتوابيت الخشبية، وحتى الآن لم يتم تحديد هوية ومناصب أصحاب هذه التوابيت أو عددها الإجمالي، ولكن سيتم الإجابة على هذه الأسئلة خلال الأيام القليلة القادمة من خلال استمرار أعمال الحفائر.
وتعد سقارة منطقة غنية بالمقابر الفرعونية منذ 3 آلاف عام وتعتبرها منطمة اليونيسكو أحد مواقع التراث العالمي وتقع على بعد 30 كيلومترا جنوب القاهرة، وهي موقع قديم استخدم كمقبرة لممفيس، عاصمة مصر القديمة، على مدى ألفي عام.
أما الاكتشاف الثاني فجرى الإعلان عنه فى وقت سابق اليوم الاثنين، حيث أشار الوزارة إلى أن حفائر البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، هذا الموسم بمنطقة الغريفة الأثرية بتونا الجبل بمحافظة المنيا، أسفرت عن اكتشاف بئر للدفن بداخلها تابوت من الحجر الجيري وعدد من تماثيل الأوشابتي.
وأوضح وزيري أن البعثة بدأت موسمها الرابع بإزاحة الرديم الموجود، ما أدى إلى العثور على بئر على عمق ٥ أمتار، يوجد بها تابوت مصنوع من الحجر الجيري عليه مناظر تمثل أولاد حورس الأربعة في حالة جيدة من الحفظ، بجانبه مجموعة من تماثيل الأوشابتي المصنوعة من الفاينس.
وأضاف أن أعمال الفحص المبدئي أشارت إلى أن هذا الشخص يدعي جحوتي أم حتب من الأسرة الـ٢٦، وكان يشغل منصبًا عظيمًا الخمس والمشرف على العروش، وأنه ابن حرسا ايست الذي كشفت البعثة عن التابوت الخاص به في موسم حفائرها الأول عام 2018، وما زالت أعمال الحفائر مستمرة للكشف عن المزيد من كنوز الغريفة.
وكانت البعثة الأثرية العاملة بمنطقة الغريفة نجحت خلال مواسمها الثلاثة السابقة فى الكشف عن العديد من المقابر العائلية التى تخص كبار كهنة الإله جحوتى وكبار الموظفين بالإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا وعاصمته الأشمونين، و١٩ مقبرة تضم ٧٠ تابوتا حجريًا مختلفة الأحجام والأشكال وأثاثًا جنائزيًا.