رئيس التحرير: عادل صبري 11:25 مساءً | السبت 26 أبريل 2025 م | 27 شوال 1446 هـ | الـقـاهـره °

«زغاريد وأغاني العندليب».. طقوس استقبال نتيجة الثانوية العامة زمان

«زغاريد وأغاني العندليب».. طقوس استقبال نتيجة الثانوية العامة زمان

آيات قطامش 04 أغسطس 2020 12:39

فتاةٌ تُمسك بالمذياع تحتل أكثر الأركان هدوءًا في المنزل، وأسرةٌ أخرى تلتف بأثرها حول هذا الجهاز الصغير الذي ينبعث منه أثير الإذاعة المصرية وسط حالة من السكون والصمت يلزمها الجميع لحين سماع رقم الجلوس مصحوبًا بكلمة ناجح، لتدب بعدها الفرحة في أرجاء المكان.. فلم تكن أجواء استقبال نتيجة الثانوية العامة زمان تبدأ بعد إعلانها فحسب ولكن كانت تسبقها بتجمع العائلة حول المذياع. 

 

زغاريد ترن هنا وأخرى هناك مُعلنًة عن نجاح ابن فلان أو علان، وصوت "حليم" بأغانيه المرحة يكسو المكان وينبعث من الأزقة وهو يشدو بأحلى الألحان التي ارتبط بها جيل زمان، وبالتحديد الأغنية الأشهر "الناجح يرفع ايده".. 

 

"شربات .. زغاريد .. صندوق الحاجة الساقعة .. زيارة الجيران .. أغنية وحياة قلبي وأفراحه"؛ كلها كانت جزءًا أساسيًا من طقوس فرحة المصريين زمان في يوم إعلان نتيجة الثانوية العامة، والتي اختفت تدريجيًا على مر الأيام..

 

تواصلت "مصر العربية" مع بعض من أبناء جيل زمان ليسردوا لنا طقوس استقبالهم لنتيجة الثانوية العامة في تلك الأيام تزامنًا مع إعلانها الآن. 

 

 

 

النتيجة على الراديو


في البداية تقول عزة محمد لـ "مصر العربية"، إحدى طالبات الثانوية العامة سنة 1983: كنت الصق اذني بسماعة المذياع لمعرفة النتيجة، فلا مجال للالتفات هنا أو هناك فالتركيز في تلك اللحظات سيد المشهد وسط سيل أرقام الجلوس التي تجري على لسان المذيع للطلاب الناجحين على مستوى الجمهورية، حيث كانت هذه وسيلتنا الأولى لمعرفة النتيجة. 

 

وتابعت: أو كنت اتوجه إلى المدرسة لمعرفة النتيجة إذا ما فاتتني في المذياع، وكانت هناك طريقة أخرى جرى تجسيدها في فيلم "لخمة راس" حيث كان يقف أحدهم في ساحة المدرسة ممسكًا بالميكروفون ويبدأ في تلاوة أرقام الجلوس للطلاب الناجحين، أو نعطي "الداده قرشين" كي تحضرها لي. 

 

 

الناجح يرفع ايده

 

"كانت أمي تُحضر الشربات بماء الورد لتقديمه لكل من يحضر من الجيران كي يشاركونا فرحتنا بالزغاريد التي كان يرن صداها في أرجاء بيتنا وشارعنا وفي الخلفية اغنية عبد الحليم حافظ "وحياة قلبي وأفراحه"؛ بتلك الكلمات استكملت عزة محمد 

 

منال على، إحدى طالبات الثانوية العامة في جيل الثمانينيات والأم لـ 3 فتيات الآن تقول لـ "مصر العربية": كانت نتيجة الثانوية العامة تعلن على أيامنا بطريقتين الأولى في محطة الراديو، بإذاعة أرقام الجلوس لكل طالب متبوعة بكلمة "ناجح". 

 

واستكملت حديثها وهي تسترجع شريط ذكريات هذا اليوم قائلة: كان آثير الاذاعة يستمر بالساعات حيث يكون الإعلان بالترتيب التالي ذكر اسم المحافظة ثم الادارة التعليمية والطلاب التابعين لها بعرض أرقام جلوسهم ونتائج الناجحين. 

 

90% من الأوائل

 

وتابعت: في صباح اليوم التالي تعلن النتيجة في المدارس بوضعها في كشوفات معلقة على إحدى اللوحات، فكان على أيامنا من يحصد 90% يكون من الأوائل وفي حال حصول احد على 95% فهو بمثابة العبقري بالنسبة لنا جميعًا، كل هذا كان بالمجهود الذاتي فلا اتذكر أنني اخذت سوى مراجعة واحدة في مادة الرياضيات، حيث كنت شعبة علمي رياضة. 

 

شربات وجاتوه

 

تتذكر "منال" ذاك اليوم قائلة: "تلاقي المدرسة يا إما  كله بيعيط أو بيزغرط"؛ مضيفه: بعد معرفة النتيجة يشهد البيت توافد الجيران والأهل والأحباب المحملين بعلب الجاتوه وزجاجات الشربات الحمراء، كي يباركوا لنا. 

 

 

صندوق الحاجة الساقعة

 

أما نهى مجدي، فلم تنس صناديق الحاجة الساقعة التي كانت تتوافد إلى البيت وتخرج منه ايضًا، قائلة: كان أبي يحضر صندوقين أو ثلاثة لتوزيعها على الجيران ولمضايفة القادمين إلينا ذاك اليوم. 

 

وتابعت: اتذكر أن جارتي كانت حريصة على إعداد الشربات وكعكة من صنع يديها في محاولة للتعبير من جانبها عن فرحتها لأجلنا. 

 

"الفرحة زمان كانت طالعة من القلب والناس كانت بتعرف ازاي تفرح، لكن أجيال دلوقتي محسوش بها"؛ بتلك العبارة استكملت نهى حديثها قائلة: "زمان كنا نلتف حول المذياع. الآن الأمر بات يقتصر على الجلوس خلف شاشة لإدخال رقم جلوس، فالآلة وغابت المشاعر الفياضة التي كان يحاوطنا بها الجميع من كل جانب، سواء القريب والغريب". 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان