رئيس التحرير: عادل صبري 07:05 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

لحظة فارقة في حياة محمد مشالي حولته لـ «طبيب الغلابة»

لحظة فارقة في حياة محمد مشالي حولته لـ «طبيب الغلابة»

أخبار مصر

بريشة: تركي

لحظة فارقة في حياة محمد مشالي حولته لـ «طبيب الغلابة»

آيات قطامش 29 يوليو 2020 19:13

أمٌ لم يكن أمامها سوى  خيارين كلاهما مُر إما شراء طعام تسد به جوع صغارها أو تستنزف  ما بحوزتها من نقود من أجل جلب حقنة انسولين لنجلها المريض.   

 

تلك الحيرة أراد  صغيرها المريض أن يرحمها منها ففاجئ الجميع بإضرام النيران في نفسه كي يوفر تكاليف علاجه لأشقائه..

 

حرق نفسه ليوفر حق الانسولين

 

ذاك المشهد كان طبيب الغلابة  محمد مشالي  جزءًا منه، كونه حاول اخماد النيران التي رآها تلتهم جسد الصغير، فقام بلف بطانية حول  الطفل واحتضنه بها إلا أن روح الملاك الصغير صعدت إلى بارئها، بعدما جرت على لسانه عبارة يعتذر فيها لأمه قائلًا : "أنا عملت كده عشان اوفر حق الأنسولين لاخواتي ياكلوا به".. 

 

تلك التفاصيل هزت شيئًا ما داخل "مشالي"، وكلما تذكرها فاضت عيناه بالدموع،  فقرر منذ ذلك الحين بشكل قاطع أن يكون خادمًا للفقراء وطبيبًا للغلابة.. -حسبما روى في أحد لقاءته المتلفزة- قائلًا: "هذا الموقف غيرني تمامًا وجعل المادة آخر شئ يمكن أن افكر به". 

 

 

ابنة بائعة الخضار

 

كما لم ينس ذاك الطبيب الراحل الذي نعاه وترحم عليه الملايين، قصة ابنة بائعة الخضار التى هرولت إلى عيادته بطنطا وحينما سألها عما بها اخبرته قائلة: شعرت بإعياء شديد وحينما طلبت من أمي احضاري لتوقيع الكشف الطبي علي،  جاء ردها : "أنا قاعدة يا بنتي من بدري  ولسه  مستفتحتش مش هينفع نطلع للدكتور من غير فلوس". 

 

ولفت مشالي إلى أن ضيق ذات يد الأم التي كانت تفترش الأرض طوال اليوم كي توفر حق علاج ابنتها حال دون اقدامها على خطوة احضار طفلتها للاطمئنان على صحتها،  ما دفع الصغيرة للتسلل إلى عيادة "طبيب الغلابة"، الذي قام بدوره بتوقيع الكشف عليها دون مقابل قائلًا: "البنت كانت سخنة جدًا بس امها خافت تجيبها عشان مش معاها فلوس تدفعها". 


 

وصية الأب

 

لم ينس "طبيب الغلابة" طوال مشوار حياته وصية والده التي ظلت ترن في مسامعه اينما ذهب، حيث اوصاه بالفقراء خيرًا..

 

يقول  "مشالي" في تصريحاته المتلفزة: "والدي قالي اوعى يا بني يجي لك حد فقير وتاخد منه فلوس وخلي دايمًا كشفك رخيص". 

 

وبالفعل لم يتخط قيمة كشف طبيب الغلابة مؤخرًا الـ 15 جنيهًا، ففي عام 75 كانت قيمته 10 صاغ ثم ربع جنيه، ووصل بعدها لـ 5 جنيهات ثم لـ 10 لفترة طويلة في وقت كان  يتقاضى فيه غيره مئات الجنيهات، أما المرضى غير المقتدرين فكان "مشالي" يرحب بالكشف عليهم بالمجان. 

 

 

رواية طه حسين

 

كان "مشالي" يعتبر عميد الأدب العربي  طه حسين  الأب الروحي لـه، لافتًا إلى أن أكثر روايته  اثرت فيه  "المعذبون في الأرض"، قائلًا: هي قصة خالدة  هدفها ايصال رسالة مفادها أيها الأغنياء اوصيكم خيرًا بالفقراء". 

 

وتابع: بالنسبة لي لم أكن اتطلع يومًا كي اقتني سيارة أو ملابس ذا طابع معين فقط  ما كان يشغل حياتي وتفكيري أمران هما المرضى الفقراء والقراءة. 

 

 

 

 

رحلة كفاح لتربية الأشقاء والأبناء

 

عاش طبيب الغلابة خادمًا للفقراء مثلما نشأ وترعرع بينهم، كما كافح كفاحًا مريرًا لتربية اشقاءه وأولاد أخيه وأبناءه ايضًا، فيقول: "أنا شخصيًا ربنا خلقني متعاطفًا مع الفقراء والمساكين، نشأت وسطهم ودقت الفقر واللي حول حياتي تمامًا الطفل اللي حرق نفسه عشان يوفر حق الانسولين لاخواته". 

 


 

"مشالي" بدأ حياته كطبيب بشري ممارس عام بالقصر العيني دفعة يونيو 67، وتم  تعيينه  في قرى محافظة الغربية، ثم مديرا لمستشفى الأمراض المتوطنة، وبعدها فتح عيادته التي بات يعرفها الجميع عام 1975.

 

 

 

رحل "طبيب الغلابة" بالأمس  تاركًا وراءه ارثًا من الأعمال والسيرة الطيبة  بعدما  ظل طوال حياته يعطي دون انتظار مقابل ويفكر في من حوله لا في نفسه. 

 

 

 

اقرأ ايضًا

 

 فيديو| «مشالي».. طبيب رفض ملايين «غيث» مقابل البقاء بين الغلابة


بالرسومات والجرافيك.. مصممون وفنانون يودعِّون طبيب الغلابة

 

محمد مشالي.. طبيب الغلابة عاش رحيما بالفقراء ورحل في صمت

 

«رحل شهم طنطا».. نجوم الفن يودعون «طبيب الغلابة» محمد مشالي

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان