ساهمت إجراءات تخفيف قيود كورونا على تحسين حركة البيع والشراء داخل قطاع السيارات، بنسب طفيفة، لا سيما تقديم أصحاب المعارض والتجار والوكلاء لعروض ترويجية، لتخطي حالة الركود التي عانت منها السوق خلال فترات الحظر والغلق ما تسبب في ضعف القوة الشرائية للمستهلكين.
الخبراء في قطاع السيارات أكدوا تفشي كوفيد-19 هبط بمعدلات البيع والشراء بنحو 50%، في تخفيض الحصص الاستيرادية للوكلاء والموزعين، وإغلاق بعض معارض السيارات وتغيير النشاط.
يقول المهندس حسين مصطفى، خبير السيارات، إن الغموض ما زال يسيطر على قطاع السيارات جراء تفشي فيروس كورونا، والذي تسبب في إغلاق مصانع السيارات وتخفيض معدلات الإنتاج إلى أرقام قياسية، علاوة على التراجع الحاد في حركة البيع والشراء عالميا ومحليا، لافتًا إلى أن مستقبل السوق "ضبابي".
وأضاف مصطفى في تصريحات صحفية أنه رغم تخفيض إنتاج السيارات العالمية، إلا أن السوق المصرية بها مخزون آمن يكفي احتياجات المستهلكين، ولكن هناك نقصًا في الطرازات التي شهدت إقبالًا من العملاء مع طرح الوكلاء كميات قليلة منها بالسوق تأثرًا بتداعيات الوباء.
وحول تأثير اقتراب طرح موديلات 2021، على السوق المصرية، لفت خبير السيارات، إلى أن شريحة كبيرة من المواطنين تنتظر طرح الطرازات الجديدة لعدة أسباب أبرزها زيادة اسعارها عند إعادة بيعها مقارنة بالموديل الأقدم، علاوة على انتظار طرح الموديلات الجديدة بمواصفات وكماليات جديدة أو الإضافات الجديدة، كما أن الفارق السعري بين الجديد والقديم ليس كبيرًا.
وقال مصطفى: إن سوق السيارات في مصر سوق سعري ويمكن أن يفضل البعض شراء سيارة موديل 2020 عليها عرض تخفيض عن شراء سيارة موديل 2021 بسعر أعلى، لافتًا إلى أن الشريحة التي تنتظر طرح الموديلات الجديدة أكثر من نصف الذين اتخذوا قرار الشراء، مؤكدًا أن انتعاش المبيعات مرهون بوجود مصل لعلاج مصابي كورونا.
وأوضح خبير السيارات، أن فيروس كورونا أثر على كافة قطاعات الاقتصاد ومن بينها قطاع السيارات، مما تسبب في إغلاق المصانع وتخفيض الطاقة الإنتاجية بالبعض الآخر، لافتًا إلى أن سعر العملة العامل الرئيسي في تعديل أسعار السيارات، ورغم ذلك تذبذب سعر العملة الأجنبية لم يؤثر على أسعار السيارات حاليا.
من جانبه، قال وجيه شديد، تاجر قطع غيار سيارات، إن مسألة الغلق المسائي للمحلات بالنسبة لقطاع السيارات أمر صعب جدا خاصة في أشهر الصيف.
وأوضح شديد في تصريحات لـ "مصر العربية" أن حركة البيع والشراء لقطع غيار السيارات مترتبة في الأساس على عمل الميكانيكي، مشيرًا إلى أن غالبية المواطنين يبدأون في عمل صيانات السيارات بعد رجعوهم من العمل أي في فترة ما بعد الخامسة مساءً، لذلك تنشط حركة البيع في المساء.
وأشار تاجر قطع غيار السيارات إلى أن غالبية الورش لا ترغب في العمل في أوقات الظهيرة، نظرا لشدة الشمس مع تأثير سخونة أجزاء المحرك (الموتور) ويلجأ المواطنين لترك سياراتهم لليل حتى يبرد المحرك ويستطيع الميكانيكي عمل الصيانة اللازمة لها.
وقال رضا المراكبي، صاحب معرض لبيع السيارات الجديدة والمستعملة، إن معظم التعاملات في البيع والشراء تتم ليلا بعد عودة الموظفين من أعمالهم، وخاصة ايام العطلات الرسمية الجمعة والسبت، حيث إن مساء الجمعة يشهد إقبال من الزبائن الذين يفضلون فحص السيارات ليلا ثم البدء في إجراءات التجسل بالشهر العقاري حال الاتفاق على البيع أو الشراء صباح السبت، وبالتالي لا يحتاج الموظف لأخذ إجازة في الأيام الأخرى.
ولفت "المراكبي" في تصريحات لـ "مصر العربية" أن الجو الحار أيضا سبب من أسباب عزوف الزبائن عن الإقبال على المعارض في أوقات الظهيرة، بالإضافة إلى أن الشوارع تكون مزدحمة جدا في أوقات الذروة لذا يفضل الزبون الذهاب للمعارض ليلا.
ويطالب معظم تجار السيارات باستثناء قطاع السيارات من إجراءات الغلق المسائي، ومد فترة العمل حتى الساعة الثانية عشرة ليلا.