أصدرت محكمة النقض المصرية، اليوم الأربعاء، حكما نهائيا بإعدام الراهب أشعياء المقاري، في اتهامه بقتل الأنبا أبيفانيوس أسقف دير الأنبا مقار في وادي النطرون، فيما خففت الحكم الصادر ضد المتهم الثاني الراهب فلتاؤس المقاري من الإعدام إلى السجن المؤبد.
وصدر الحكم الأول بإعدام الراهبين في اتهامهما بقتل أسقف دير الأنبا مقار، من محكمة جنايات دمنهور في شهر أبريل 2019.
وأحالت النيابة العامة في أغسطس 2018 المتهمين الراهبين إلى محكمة الجنايات، لقيامهما بقتل الأنبا أبيفانيوس أسقف دير الأنبا أبو مقار في وادي النطرون. وكشفت تحقيقات نيابة استئناف الإسكندرية عن قيام المتهمين بقتل المجني عليه.
وأقر المتهم الأول خلال التحقيقات بأنه على إثر خلافاته والمتهم الثاني مع المجني عليه، اتفقا على قتله، قبل شهر من تاريخ الواقعة، وأعدا له كمينا في طريقه المعتاد من سكنه إلى كنيسة الدير لأداة صلاة قداس الأحد، وسدد له 3 ضربات متتالية على مؤخرة الرأس بواسطة ماسورة حديدية.
ويحتاج حكم الإعدام إلى تصديق رئيس الجمهورية قبل تنفيذه.
ووقعت الجريمة في دير أبو مقار، الذي يعد الأب الراحل متى المسكين، من أشهر رهبانه، حيث خاض الأخير خاض صراعا فكريا، مع البابا الراحل شنودة الثالث والأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ. ومنعت الكنيسة 48 كتابا للمسكين، معتبرة أنها "تحتوي على خلافات فكرية"، فضلاً عن علاقات المسكين مع الرئيس الراحل أنور السادات، وتبريره قرار عزل البابا شنودة وتشكيل لجنة بابوية لإدارة شؤون الكنيسة وقتها.
وعقب مقتل الأنبا أبيفانيوس، أصدر البابا تواضروس قرارات صارمة لضبط وضع الرهبنة في مصر، أبرزها وقف قبول رهبان جدد في الأديرة داخل مصر لمدة عام، وغلق حسابات الرهبان على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما قرر البابا تواضروس تجريد الراهب أشعياء المقاري من الرهبنة وطرده من دير أبومقار، بسبب "تصرفاته التي لا تليق بالسلوك الرهباني، فيما أكدت الكنيسة أن تجريد الراهب لا علاقة له بمقتل الأنبا إبيفانيوس، وأنه تم لأسباب رهبانية بحتة.
وحاول الراهب فلتاؤس المقاري الانتحار مرتين عن طريق قطع شرايين يده، وقفزه من أعلى مبنى العيادات بالدير، ونقل إلى مستشفى الأنجلو أمريكان بالقاهرة لتلقي العلاج، وذلك عقب تضييق الخناق عليه وتوجيه أصابع الاتهام له بالتورط في مقتل الأنبا إبيفانيوس، وهو ما مهدت له الكنيسة بتجريده من الرهبنة.
