رئيس التحرير: عادل صبري 01:06 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

(القصة الكاملة).. القضاء «يحسم» قانونية نقل تماثيل الكباش من الكرنك إلى «التحرير»

(القصة الكاملة).. القضاء «يحسم» قانونية نقل تماثيل الكباش من الكرنك إلى «التحرير»

أخبار مصر

تماثيل الكباش

(القصة الكاملة).. القضاء «يحسم» قانونية نقل تماثيل الكباش من الكرنك إلى «التحرير»

كريم أبو زيد 28 يونيو 2020 19:05

 

حسمت محكمة القضاء الإداري، حالة الجدل التى أثيرت خلال الشهور الماضية، حول قانونية قيام الحكومة المصرية بنقل 4 تماثيل كباش من معبد الكرنك إلى القاهرة من أجل تزيين ميدان التحرير بهم.

 

تسبّب هذا القرار فى حالة غضب عارمة من بعض المتخصصين فى مجال الآثار والشخصيات العامة ونواب البرلمان، وعلى رأسهم الدكتورة مونيكا حنا أستاذة علم المصريات، والنائب هيثم الحريري عضو مجلس الشعب، وطارق العوضي المحامي، الذين تقدموا بدعوى قضائية إلى محكمة القضاء الادارى الدائرة الأولى، ضد الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العناني وزير الأثار و السياحة، للمطالبة بإلغاء قرارهما السلبي بالامتناع عن وقف عملية نقل تمثايل الكباش من معبد الكرنك لتزيين ميدان التحرير بالقاهرة.

 

وأكَّدت الدعوى التي حملت رقم 15495 لسنة 74 قضائية شق مستعجل، أن نقل الكباش يخل بطبيعة المعلم الأثري، مؤكدة فى الوقت ذاته أنَّ هذه القطع الأثرية لا تقدر بثمن.

 

 

وطالبت الدعوى، بإلغاء قراري رئيس الوزراء ووزير الآثار السلبيين بالامتناع عن تنظيم مسابقة لتصميم مستنسخات للقطع المراد نقلها عوضا عن اقتطاعها من مكانها الأصلي أسوة بما تم من مسابقات لتزيين ميادين العاصمة الإدارية الجديدة.

 

واستندت الدعوى إلى نصوص الدستور والقانون وكذا ميثاق فينيسيا واتفاقية اليونسكو ١٩٧٠، مطالبة بإعادة النظر في هذه المسألة ووقف كافة القرارات المتعلقة بتغيير أماكن أي من القطع الأثرية المصرية التي لا تقدر بثمن، والتي لا يجوز نقلها إلا لحمايتها مما قد يحدث من أخطار تهدد سلامتها.

 

لم يقتصر الأمر على الدعاوى القضائية، فقد تقدم عدد من الأثريين المصريين، بمذكرة أرسلوها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، حتى لا يتم نقل التماثيل إلى ميدان التحرير، بدعوى أنه أمر مخالف للأعراف الدولية المنظمة للحفاظ على الآثار والمباني التاريخية ولطبيعة الأثر المرتبط بموقعه الأثري.

 

وذكرت المذكرة أن البند السابع من ميثاق البندقية المنظم لأعمال الحفاظ على المواقع والمباني الأثرية والذي يعد المرجع الأساسي لوثيقة التراث العالمي باليونسكو التي وقعت عليها مصر والصادرة عام 1974 ونص على أن "الأثر ملازم للتاريخ، فهو شاهد عليه وكذلك النسيج العمراني الذي هو جزء منه وغير مسموح إطلاقا بتحريك الأثر أو أي جزء منه إلا إذا اقتضت وقاية الأثر ذلك، ويتم البت في هذا في حالة وجود مصلحة عالمية أو محلية على أعلى قدر من الأهمية."

 

وأوضحت المذكرة أن اجتزاء جزء أثري أصيل من موقعه يؤدي إلى رسالة زائفة مرفوضة من المجتمع الدولي والمتخصصين في هذا المجال، وتلك الأفعال كانت تتم في الماضي قبل صدور تشريع دولي يحرم ذلك الأمر، والتي يمكن تداركها بعمل مستنسخات دقيقة لتلك الكباش وللمسلة المراد نقلها لميدان التحرير.

 

وطالب مقدمو المذكرة من رئيس الجمهورية، بتنظيم مسابقة دولية مماثلة لما تم من مسابقة مماثلة لميادين العاصمة الإدارية الجديدة، ولكنها مسابقة سريعة مدتها شهر واحد لعرض أفكار عدة لحل ميدان التحرير الذي يعد من أهم ميادين القاهرة إن لم يكن أهمها على الإطلاق.

 

كانت وزارة الآثار بدأت فى أعمال أكبر مشروع ترميم لمجموعة تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بالكرنك بمدينة الأقصر، بعد نقل أربعة تماثيل منها إلى القاهرة لتزين ميدان التحرير، ويعد ذلك أول عملية ترميم للتماثيل منذ قرابة 50 عاماً.

 

 وجرت عملية نقل الكباش بعد الانتهاء من أعمال ترميمها والذي امتد على مدار الأشهر الماضية وتم تركيب الكباش في الأماكن المخصصة لها، بجوار مسلة الملك رمسيس الثاني بالميدان، كما تم تغليف جميع الكباش بصناديق من الخشب لحين افتتاح مشروع تطوير ميدان التحرير رسميًا.

 

ويعتبر ميدان التحرير، احد أكبر ميادين مدينة القاهرة، وسمي في بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوي إسماعيل، ثم تغير الاسم إلى "ميدان التحرير"؛ نسبة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919 ثم ترسخ الاسم رسميًا في ثورة 23 يوليو عام 1952.

 

 

ويحاكي الميدان في تصميمه ميدان شارل ديجول الذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس.

 

ورمز ميدان التحرير إلى حرية الشعوب وصمودها حين شهد عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية منها بدأت أحداث ثورة 1919 ومظاهرات 1935 ضد الاحتلال الإنجليزي وثورة الخبز في 18 و 19 من يناير عام 1977، ومنها أيضا ثورة 25 يناير عام 2011،  ومظاهرات 30 يوليو التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان