قبل نحو 3 أيام انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر تعرض عدد من العمال المصريين المحتجزين في ليبيا للاعتداء والإساءة على أيدي مسلحين بمدينة ترهونة اللييبة، ما آثار غضب جموع المصريين، إلا أنه في أقل من 73 ساعة تمكنت مصر من تحرير هؤلاء العمال وعودتهم إلى أحضان أسرهم في مصر.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، وصل 23 مصريًا كانوا محتجزين من قبل مسلحين بمدينة ترهونة اللييبة إلى منفذ السلوم، بعد الاتصالات المصرية الليبية التي ساهمت في إعادتهم وتأمين وصولهم للبلاد بعد تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي وتكليفه لأجهزة الدولة بإنهاء هذه الأزمة.
العائدون يرون:"كنا بنموت"
ساعات قليلة تلك هي التي كانت تفصل بين الموت والحياة، كانوا يظنون أن الموت ملاقيهم لا محالة، ولا سبيل للنجاة، حتى جاءتهم أنباء أن الحكومة المصرية تسعى لإنقاذهم، ما بعث الأمل في نفوسهم من جديد، هكذا روى العائدون من جحيم الاحتجاز في ليبيا، قصة عودتهم.
يقول كساب سباعي عبدالوهاب، أحد العائدين من ليبيا، إنه لم يكن يتوقع البقاء على قيد الحياة ويعود إلى وطنه وأهله مرة أخرى، ولكن كان لديه ثقة أنه إذا علمت القيادة السياسية في مصر بما جرى معهم سيتدخلون لإنقاذهم.
وأضاف عبد الوهاب، خلال لقاء مع قناة سي بي سي إكسترا، :"مكناش متوقعين أننا هنرجع، لكن أتاكدت أننا هنرجع لما المسؤولين في مصر كلمونا، وكنا واثقين في القيادة السياسية في مصر أنها مش هتسبنا".
ويقول محمد صبحي من محافظة بني سويف، أحد العائدين من ليبيا، إنهم رأوا الخطر والرعب بأعينهم، وكان يظن أنه لن يعود من ليبيا ثانية، مضيفا "احنا كنا في رعب وحالة حرب، ومعتبرين نفسنا ميتين، والحمد لله ان ربنا عدانا منها على خير".
وتوجه صبحي بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والمخابرات المصرية للتدخل لإنقاذهم، قائلا "احنا بنشكر مصر على اللي عملته معانا، هنا حسينا بالأمان والراحة النفسية، والواحد ميسافرش تاني البلد دي بعد اللي شافه فيها، معدناش نروح ليبيا تاني".
"طلعنا من وسط الموت"، هكذا تحدث رجب عبد الصمد محمد، أحد العائدين، عما حدث معهم في ليبيا قائلا :"كنا مخطوفين من عصابات إجرامية، لكن كنا على يقين أن مصر مش هتسبنا، وطلعنا من وسط الموت".
وتابع عبد الصمد:"كنا عارفين أن الرئيس السيسي هش هيسبنا، لكن مكنتش متوقع أننا هنخرج بالسرعة دي، كل دا بفضل صقور المخابرات والرئيس السيسي".
بداية القصة
بدأت قصة المصريين المحتجزين في ليبيا، بتداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه تعذيب وحشي وإهانة لعمال مصريين بعد اختطافهم واعتقالهم من قبل مسلحين في مدينة ترهونة الليبية.
تلك الفيديوهات أثارت عاصفة غضب في الداخل المصري، وسرعان ما أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي تكليفا للأجهزة المعنية على رأسها المخابرات العامة، لإدارة هذه الأزمة وتحرير العمال المصريين وتأمين وصولهم للبلاد.
في هذه الأثناء بادرت حكومة الوفاق الليبية بإعلان الاعتذار للحكومة المصرية، وكشفت عن رصدها للمكان الذي وقعت فيه عملية التعذيب والإساءة للعمال المصريين، وهوية المتورطين في الواقعة.
وخلال ساعات قليلة تمكنت حكومة الوفاق الليبية، من القبض على المتورطين في واقعة اختطاف العمال المصريين وتعذيبهم، مؤكدة أن جميع المصريين الذين كانوا بحوزتهم بخير دون أي قيد.
كواليس العودة
وعن كواليس عودة المصريين المحتجزين في ليبيا، قال اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، وعضو اللجنة المكلفة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإدارة أزمة المصريين المحتجزين في ليبيا، إنه منذ ظهور فيديو تعذيب المصريين في ليبيا كلف الرئيس بتشكيل خلية لإدارة هذه الأزمة وعلى رأسها المخابرات العامة.
وأضاف شعيب، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى مقدم برنامج على مسؤوليتي المذاع على قناة صدى البلد، إن جميع الحلول كانت متاحة أمامهم وفقًا لتكليفات الرئيس وإعادتهم بأي طريقة، إلا أنه تم حل الأزمة مع الخيار الأول من بين الخيارات التي تم وضعها.
وتابع :"تم التنسيق مع حكومة الوفاق التي ضبطت المليشيات، وتم عرضهم على النيابة، بالإضافة إلى الجيش الوطني الليبي الذي أمن موكب تحرك أبنائنا حوالي 700 كيلو متر داخل ليبيا حتى منفذ السلوم".
وصباح اليوم عاد أولئك العمال الذين كانوا على شفا حفرة من الموت خلال احتجازهم في ليبيا، إلى أسرهم وأهاليهم سالمين، وسط فرحة عارمة من قبل ذويهم، الذين كانوا في استقبالهم بالزغاريد وأعلام مصر.
نائب: إضافة لبطولات السيسي
وتعليقا على عودة المصريين المحتجزين في ليبيا، قال النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، إنه إنجاز بطولي يُضاف إلى الإنجازات البطولية للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف عابد، في بيان صحفي، أن عودة المصريين المحتجزين، يؤكد أن مصر دولة مؤسسات ورئيسها البطل الزعيم عبد الفتاح السيسي إذا وعد أوفى، ولهذا يثق به كل أبناء الشعب المصري المخلصين، مؤكدا أن التاريخ سيسطر بحروف من نور مواقف الزعيم السيسي تجاه أبناء الوطن في الداخل والخارج.
واستطرد :"التاريخ لن ينسى أنه منذ اليوم الأول لأزمة المصريين بليبيا أكد الزعيم عبد الفتاح السيسي أن "كل الخيارات متاحة لعودة أبنائنا إلى مصر، وهذا يؤكد مقولته الخالدة أمن مصر خط أحمر وإلا يقرب منها نمسحه من على وش الدنيا".