رئيس التحرير: عادل صبري 07:00 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

صور| أبطال «ملحمة البرث» يطلون من الطائرات الورقية في سماء المنوفية

صور| أبطال «ملحمة البرث» يطلون من الطائرات الورقية في سماء المنوفية

أخبار مصر

تصوير- سامح أبو حسن

صور| أبطال «ملحمة البرث» يطلون من الطائرات الورقية في سماء المنوفية

آيات قطامش 06 يونيو 2020 22:38

طائراتٌ ورقية من نوع خاص، خطفت إليها الأنظار، ليس لكونها عادت لتحلق من جديد في سماء المحروسة، ولكن لأنها حملت صورًا لأبطال ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن أرض الوطن في ملحمة البرث

 

فمن سماء قرية زاوية جروان التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، أطل "منسي ورجالته"، عبر طائرات ورقية أطلق شباب وأطفال القرية لها العنان لتحلق في السماء، في مشهد تفاعل معه الكثيرون. 

 

فكرة بسيطة ولكنها تركت اثرًا كبيرًا في نفس ذوي الأبطال، حينما وقع بصرهم على تلك الصور التي وثقت لحظة تحليق أحبائهم ممن فارقوا الحياة عاليًا في السماء لتؤكد لهم أنهم رغم رحيلهم عن عالمنا، فإنهم لا يزالوا باقين في قلوب من حولهم.

 

تواصلت "مصر العربية" مع صاحب الفكرة،  المصور الصحفي بجريدة التحرير، سامح أبو حسن، المصورالرسمي ايضًا للنادي الأهلي، ليروي لنا تفاصيل أكثر عن قصة تلك الطائرات الورقية.

 

تصوير: سامح أبو حسن

 

 

الفكرة بدأت حينما كان سامح أبو حسن، يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استوقفته صورة لشاب يُدعى سعيد كامل وهو يمسك بتصميم لطائرة ورقية تحمل شعار النادي الأهلي.

 

وقتها قرر "سامح" أن يشد الرحال إلى هذا الشاب كي يوثق بعدسته تلك الطائرة أثناء تحليقها في السماء خاصًة أنه المصور الرسمي للقلعة الحمراء. 

 

 أثناء تواجده هناك لمعت في ذهن المصور فكرة، وسرعان ما افصح عنها لـ "سعيد" قائلًا: "ليه منعملش حاجة تبقى لصور الشهداء منسي ورجالته بالطيارات الورق برضه". 

 

تصوير: سامح أبو حسن

 

لم يستغرق الأمر الكثير من التفكير وسرعان ما جاء الرد بالترحيب من جانب سعيد، ونظرًا لأنه كان من الصعوبة تنفيذ طائرات تحمل صور  لكافة أبطال ملحمة البرث، فإن "سامح" اختار ثلاثة منهم تأثر بهم كثيرًا هم الشهداء أحمد منسي، وعلي علي ، وأحمد شبراوي، حسبما روى لـ "مصر العربية".

 

وجاء توزيع المهام على النحو التالي؛ "سامح" صاحب تلك الفكرة سيتولي مهمة الانتهاء من طباعة صور أبطال البرث، أما سعيد فعليه تصميم الطائرات الورقية وتنفيذها.

 

 

تصوير: سامح أبو حسن

 

توجه "سامح" إلى أحد مكاتب الدعاية والإعلان بالمنوفية كي يطبع صور الشهداء الثلاثة هناك، وكانت المفاجأة حينما رفض الشاب أحمد مختار الذي تولى مهمة الطباعة الحصول على اي مقابل بمجرد علمه بأن هذه الصور تخص أبطال ملحمة البرث، بل إنه عقب انتهاءه منها قرر أن يُرسلها بنفسه إلى بيت "سامح". 


 

تصوير: سامح أبو حسن

 

أما "سعيد" فعقب يوم طويل من العمل بالمخبز، قرر ألا يغمض له جفن إلا بعد الانتهاء من تصميم الطائرات الثلاثة، -حسبما روى لنا سامح-.

 

تصوير: سامح أبو حسن

 

في غضون 48 ساعة؛ كان أبطال البرث جاهزين للتحليق في سماء المنوفية، عقب انتهاء الجميع من المهام الموكلة إليهم. 

 

وسرعان ما تحولت الفكرة التي داعبت خيال "سامح" إلى حقيقة وواقع،  فأمسك بكاميرته واخذ يلتقط بها صورًا تلو الأخرى، ليوثق بعدسته لحظة تحليق منسي ورجالته عاليًا في السماء. 

 

تصوير: سامح أبو حسن

 

كلمات ثناء واعجاب امطر بها المارة مسامع "سامح" ورفاقه،  بعدما خطفت تلك الطائرات الورقية أنظارهم كونها تحمل صورًا  لـ "منسي والشبراوي وعلي". 

 

كعادة هذا الشاب الثلاثيني الموهوب؛ قرر أن يتشارك ما التقط من صور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ولم يكن "سامح" بحاجة إلى سرد الكثير من التفاصيل ، فكل لقطة منها كانت كفيلة أن تعكس سيل من المعاني. 


 

تصوير: سامح أبو حسن

 

لم يمر الكثير من الوقت؛ وفي غضون ساعات قليلة كانت فكرة سامح بتخليد ذكرى ابطال ملحمة البرث عن طريق الطائرات الورقية وصوره،  انتشرت عبر صفحات السوشيال ميديا، وسرعان ما وصلت إلى ذوي الشهداء. 

 

 

 

"عمر مبسوط من ساعة ما شافها.. وعمال يقولي نعمل واحدة بصورة بابا ونطيرها احنا كمان"؛ كان هذه نص الكلمات التي دونتها زوجة الشهيد "شبراوي" تعليقًا على صور "سامح"، موضحًة من خلالها الأثر الطيب الذي تركته الفكرة في نفس الصغير "عمر" ابن البطل. 

 

 

 

كما تشاركت ايضًا شقيقة الشهيد أحمد منسي صور الطائرات الورقية التي اطل منها اخيها بابتسامته المعهودة. 


 

تصوير: سامح أبو حسن

 

يقول سامح: "أكثر ما جعل الفرحة تغمر قلبي حينما وصلت الصور لذوي الشهداء وتركت فكرة تخليد ذكرى منسي ورجالته باستخدام الطائرات الورقية أثرًا طيبًا في نفوسهم".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان